20‏/02‏/2012

رسالة الفرحة بجواز التَّسْبِيحِ بالسُّبْحَة ... د. ناصر السخني


     إنّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ ونسْتَهديه وَنَتُوبُ إليهِ, وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا, مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ, وَمَنْ يُضْلِلْ فَلا هَادِيَ لَهُ, وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللهُ, وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ, وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ, وَبَعْدُ:


     إنَّ ذكرَ اللهِ تعالى نعمةٌ تَسْتَجْلِبُ النِّعَمَ وتَسْتَدْفِعُ النِّقَمَ, فهو غذاءُ الروحِ وطمأنينةُ النفسِ وقُرَّةُ العين. ولقد حثنا شرعنا العظيم على الذكر إذ قال تعالى:{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا, وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا }([1]), { فَاذْكُرُواْ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِكُمْ }([2]), ورغّب فيه كذلك فقال: { وَاذْكُرُواْ اللّهَ كَثِيراً لَّعَلَّكُمْ تُفْلَحُونَ }([3]), { الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ }([4]), وذلك لأنَّه أمرٌ عظيم, وفائدتهُ جليلة, وفضلهُ كبير, وخيرهُ كثير؛ قال تعالى:{ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا }([5]).

     وَقَدْ صَحَّ أنَّ النَّبِيّ r قالَ: "ألا أُنَبِّئُكُمْ بخَيرِ أعمالِكم، وأزكاها عِندَ مَليكِكُمْ، وأرفَعِها في درجاتِكم، وخيرٌ لكُم من إعطاءِ الذَّهبِ والورِقِ (الفِضَّةِ)، ومِن أن تلقوا عدوَّكُم فتَضرِبوا أعناقَهُم، ويَضرِبوا أعناقَكُم؟" قالوا: وما ذاك يا رسولَ اللهِ؟! قالَ:"ذِكْرُ اللهِ"([6]).

      وَقَدْ صَحَّ عنه r أنهُ " كَانَ يذكرُ الله عَلَى كُلِّ أحيانِهِ "([7]).

     وأنه حث على الذكر في كل وقت فقالr:" مَا مِن سَاعةٍ تَمرُّ بِابنِ آدمَ لمْ يَذكرِ اللهَ فيهَا إلا حسر عليها يومَ القيامة"([8]).

   وأنه حث على الذكر في كل حالة فقالr:" من اضطجع مضجعا لم يذكر الله فيه كان عليه ترة يوم القيامة, ومن قعد مقعدا لم يذكر الله فيه كان عليه ترة يوم القيامة"([9]).

وأمرنا بالذكر فقالr:" وآمركم بذكرِ اللهِ كثيراً" (*).

وقد أمر الله تعالى بالذكر على وجه الإطلاق في القرآن دون حصر في عدد معين أو حالة خاصة, وفي السنة وردت أحاديث في عدده ووقته، كما فيما بعد الصلاة:"من سبّح الله في دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين, وحمد الله ثلاثا وثلاثين, وكبر الله ثلاثا وثلاثين, فتلك تسعة وتسعون, وقال تمام المائة : لا إله إلا الله وحده لا شريك له, له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير؛ غفرت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر"([10]).

ووردتْ في رواياتٍ صحيحة بالذكر مائة مرة أو أكثر؛ ولذلكَ احتاجَ الذكرُ إلى ضبط العدد.

      وقد ثبت عنه r عقد التَّسْبِيح  باليد اليمنى ([11]). والإرشاد إلى الاستعانة والعدّ بالأنامل عند ذلك ([12]). ولكن هل يعني هذا أن التَّسْبِيح  باستخدام وسائل أخرى ــ كالمسبحة ــ ممنوع أو مكروه؟!؟



أولاً: تعريف السُّبْحَة  ( المسبحة )

    السُّبْحَة : بضم السين وسكون الباء, والسُّبْحَة  : الخرزات التي يعد المسبح بها تسبيحه، وهي كلمة مولدة, وقد يكون التَّسْبِيح  بمعنى الصلاة والذِّكر ([13]).

    السُّبْحَة  أو المسبحة: خرزات منظومة في سلك للصلاة والتَّسْبِيح ([14])، ويبدو أنَّ العرب لم تكن تعرفها قبل الصدر الأول من الإسلام وهي إعانة للذاكر، وتذكير له، وتنشيط كما قال صاحب التعليقات على هامش القاموس المحيط([15]).

    والسُّبْحَة  بالضّمّ: خَرَزَاتٌ " تُنْظَمْنَ في خَيْط  للتَّسْبيح تُعَدّ, وقال الفارابيّ وتَبِعَه الجوهريّ : السُّبْحَة : الّتي يُسَبَّحُ بها. وقال شيخنا: إِنها ليستْ من اللُّغَة في شَيْءٍ ولا تَعرِفها العرب وإِنما أُحدِثَتْ في الصَّدْرِ الأَوّل إِعانةً على الذِّكْر وتَذكيراً وتَنشيطاً([16]).

( التَّسْبِيح: التقديس والتنزيه يقال سبحت الله أي نزهته عما يقول الجاحدون ويكون بمعنى الذكر والصلاة يقال فلان يسبح الله أي يذكره بأسمائه نحو سبحان الله) ([17]).

    وقال الإمام النووي: السُّبْحَة  بضم السين وإسكان الباء الموحدة: خرزات منظومة يسبح بها, معروفة تعتادها أهل الخير, مأخوذة من التَّسْبِيح. ([18]).

     وفي الموسوعة العربية الميسرة: سبحة, مسبحة : أداة معروفة منذ عصور ما قبل التاريخ ، استعملت زينة وتعويذة ، وتميمة ، وفي الآثار الفينيقية ما يشير إلى أنها استعملت في المقايضة,.....وتخصصت بلدان معينة في صنعها, فعرفت : البندقية بمسابح الزجاج الملون, وأوربا الوسطى : بمسابح الكهرمان الأسود, ومصر: بمسابح الخزف, والصين: بمسابح العاج المنقوش.... تستخدم السُّبْحَة  الآن كل طبقات المسلمين، عدا الوهابيين؛ الذين يعتبرونها بدعة ([19]).

     فالمسبحة إذن: هي آلة يستعان بها على ضبط العدد أثناء الذكر, وهي خرزات أو قطع من الزجاج أو الكهرمان أو الخزف أو الحجارة الكريمة أو العاج أو النوى, منظومة في سلك أو خيط يعد بها الذكر والتَّسْبِيح . أو على شكل عدّاد عادي أو رقمي......وأصلها قديم.

     وأكثر السبحات شيوعاً تلك التي يبلغ عدد حباتها تسعا وتسعين أو ثلاثا وثلاثين. ولم يصح في مدحها شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم, وقد أباحها جمهور العلماء, واستحبها بعضهم, وقلة أخرى جعلوها بدعة كالشيخ الألباني في عصرنا, ومن قال بقوله كالشيخ محمد صالح المنجد, والشيخ علي بن حسن الحلبي الأثري. والشيخ سفر الحوالي.




ثانياً: الأحاديث المرفوعة:

·       الأحاديث الصحيحة:

1-  عن عبد الله بن عمرو t قال: " رأيت رسول الله r يعقد التَّسْبِيح  ــ قال ابن قدامة ــ بيمينه " ([20]).

2- عن يسيرة t قالت: قال لنا رسول الله r:" (يا نساء المؤمنات ) عليكن بالتَّسْبِيح  والتهليل والتقديس ولا تغفلن فتنسين التوحيد (الرحمة) واعقدن بالأنامل فإنهن مسئولات ومستنطقات" ([21]).

3- عَنْ عَمْرو بن الحارث أَنَّ سَعِيداً بْنَ أَبِي هِلَالٍ حَدَّثَهُ عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ عَنْ أَبِيهَا t:" أَنَّهُ دَخَلَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ r عَلَى امْرَأَةٍ وَبَيْنَ يَدَيْهَا نَوًى أَوْ حَصًى تُسَبِّحُ بِهِ، فَقَالَ: ألا أُخْبِرُكِ بِمَا هُوَ أَيْسَرُ عَلَيْكِ مِنْ هَذَا أَوْ أَفْضَلُ، فَقَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ عَدَدَ مَا خَلَقَ فِي السَّمَاءِ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ عَدَدَ مَا خَلَقَ فِي الْأَرْضِ وَسُبْحَانَ اللَّهِ عَدَدَ مَا خَلَقَ بَيْنَ ذَلِكَ وَسُبْحَانَ اللَّهِ عَدَدَ مَا هُوَ خَالِقٌ وَاللَّهُ أَكْبَرُ مِثْلُ ذَلِكَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ مِثْلُ ذَلِكَ وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مِثْلُ ذَلِكَ وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ مِثْلُ ذَلِكَ"([22]).

4- عَنْ أمِّ المؤمنين صَفِيَّةَ t قالت:" دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ r وَبَيْنَ يَدَيَّ أَرْبَعَةُ آلَافِ نَوَاةٍ أُسَبِّحُ بِهِنَّ  فَقَالَ: يا بنت حيي ما هذا؟ قلت أُسَبِّحُ بِهِنَّ , قال: قَدْ سَبَّحْت منذ قمت على رأسك أكثر من هذا قلت: عَلِّمْنِي يا رسول الله قال: قُولِي سُبْحَانَ اللَّهِ عَدَدَ ما خلق من شيء"([23]).

5- عن جويرية بنت الحارث t أن النبي r خرج من عندها بكرة حين صلّى الصبحَ وهي في مسجدها ثم رجع بعد أن أضحى وهي جالسة فقال:" ما زلت على الحال التي فارقتك عليها قال نعم, قال النبي: لقد قلت بعدك أربع كلمات ثلاث مرات لو وزنت بما قلت منذ اليوم لوزنتهن: سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته"([24]).

6- عن أبي سعيد الخدري t عن النبي r قال: " استكثروا من الباقيات الصالحات". قيل: وما هي يا رسول الله؟ قال: التكبير، والتهليل والتحميد والتَّسْبِيح ، ولا حول ولا قوة إلا بالله"([25]).

8- عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جدِّهِ t قال: " قال رسول الله r منقال: من قال في يوم مائتي مرة : لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير لم يسبقه أحد كان قبله ولم يدركه أحد كان بعده إلا بأفضل من عمله يعني إلا من عمل بأفضل من عمله"([26]).

8- عن أبي هريرة t قال: " قال رسول الله r من قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير. في يوم مائة مرة، كانت له عدل عشر رقاب، وكتبت له مائة حسنة، ومحيت عنه مائة سيئة، وكانت له حرزا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي، ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا رجل عمل أكثر منه"([27]).

9- عن أبي هريرة t قال: " قال رسول الله r من قال: سبحان الله وبحمده مائة مرة لم يأتِ أحد يوم القيامة بأفضل مما جاء به إلا أحد قال مثل ما قال أو زاد عليه"([28]).

·      الأحاديث الضعيفة:

* عن علي بن أبي طالبt  مرفوعاً:" نعم المذكر السُّبْحَة , وإن أفضل ما يسجد عليه الأرض وما أنبتته الأرض"([29]).

**عن أبي هريرة t مرفوعاً:" أن النبي r كان يسبح بالحصى"([30]).



ثالثاً: الآثار:

·       الآثار الصحيحة :

أ- عن عكرمة أن أبا هريرة t كان يسبح كل يوم اثنتي عشرة ألف تسبيحة، يقول: أسبّح بقدر ذنبي, وفي رواية : إني لأستغفر الله وأتوب إليه كل يوم اثني عشر ألف مرة  ([31]).

ب- عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ يقول لأُمِّهِ: ماذا رأيت أبا صَفِيَّةَ يصنع ؟ قالت: رأيت أبا صفية وكان من المهاجرين من أصحاب النَّبِيِّ r يُسَبِّحُ بالنوى, وفي رواية: رَأَيْت أَبَا صَفِيَّةَ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ r وَكَانَ خَازِنًا، قَالَتْ : فَكَانَ يُسَبِّحُ بِالْحَصَى وفي رواية: كان إذا أصبح يُسَبِّحُ بِالْحَصَى والنوى ولا أراه إلا بالحصى ([32]).

ج- سئل عبد الله بن عمر tعن السعي بين الصفا والمروة. فقال للسائل: افتح بالصفا واختم بالمروة، فإن خشيت ألا تحصي فخذ معك أحجاراً أو حصيات فألقِ بالصفا واحدة وبالمروة أخرى ([33]).

د- عن أبي نضرة عن رجل (شيخ) من الطفاوة قال: تثوَّيتُ أبا هريرةt بالمدينة فلم أرَ رجلاً من أصحاب النبي r أشد تشميرًا ولا أقوم على ضيف منه فبينما أنا عنده وهو على سرير له وأسفل منه جارية له سوداء ومعه كيس فيه حصى ونوى يقول سبحان الله سبحان الله حتى إذا أنفذ ما في الكيس ألقاه إليها فجمعته فأعادته في الكيس فدفعته إليه([34]).

ه-عن عَبِيدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْ هِلَالِ بْنِ يَسَافَ قَالَ : كَانَتِ امْرَأَةٌ مِنْ هَمْدَانَ تُسَبِّحُ وَتُحْصِيهِ بِالْحَصَى أَوِ النَّوَى فَمَرَّتْ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ, فَقِيلَ لَهُ : هَذِهِ الْمَرْأَةُ تُسَبِّحُ وَتُحْصِيهِ بِالْحَصَى أَوِ النَّوَى, فَدَعَاهَا فَقَالَ لَهَا: أَنْتِ الَّتِي تُسَبِّحِينَ وَتُحْصِينَ؟ فَقَالَتْ: نَعَمْ إِنِّي لَأَفْعَلُ, فَقَالَ: أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى خَيْرٍ مِنْ ذَلِكَ, تَقُولِينَ: اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا, وَالْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا, وَسُبْحَانَ اللَّهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا([35]).

و- قال عبد الله بن الإمام أحمد: حدثني أبي، حدثنا مسكين بن بكير، أنبأنا ثابت بن عجلان، عن القاسم بن عبد الرحمن، قال: كان لأبي الدرداء t نوى من نوى العجوة، حسبت عشرا أو نحوها في الكيس، وكان إذا صلى الغداة أقعى على فراشه فأخذ الكيس فأخرجه واحدة واحدة، يسبح بهن، فإذا نفذن أعادهن واحدة واحدة، كل ذلك يسبح بهن([36]).

ز- حدثنا يحيى بن سعيد عن عبيد الله بن الأخنس قال حدثني عن مولى لأبي سعيد عن ابي سعيد الخدري: أنه كان يأخذ ثلاث حصيات فيضعهن على فخذه فيسبح ويضع واحدة ثم يسبح ويضع أخرى ثم يسبح ويضع أخرى ثم يرفعن ويضع مثل ذلك وقال لا تسبحوا بالتَّسْبِيح  صفيرا([37]).

ح- عَنْ عُقْبَةَ بْنِ صُهْبَانَ، قال سألت ابن عمر t عن الرجل يذكر الله ويعقد فقال: تحاسبون الله. وفي رواية قُلْتُ لابنِ عُمرَ: الرَّجُلُ يُسَبِّحُ فَيَحْسَبُ مَا يُسَبِّحُ، فَقَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ، أَتُحَاسِبُونَ اللَّهَ؟!([38]).



·      الآثار الضعيفة:

1- عن حكيم بن الديلمي عن مولاة لسعد: أن سعدا بن أبي وقاص، كان يسبح بالحصى أو النوى ([39]).

 2- عن سعيد بن جبير, قال: رأى عمر بن الخطاب رجلاً يسبح بتسابيح معه, فقال عمر: إنما يجزيه من ذلك أن يقول: سبحان الله ملء السموات والأرض, وملء ما شاء من شيء بعد, ويقول: الحمد لله ملء السموات والأَرض وملء ما شاء من شيء بعد, ويقول: الله أكبر ملء السموات والأَرض وملء ما شاء من شيء بعد ([40]).

3- عن طلحة بن عبد الله عن زاذان قال أخذت من أم يعفور تسابيح لها فلما أتيت عليا علمني فقال يا ابا عمر أردد على أم يعفور تسابيح ([41]).

4- عن أبي تميمة عن امرأة من بني كليب, قالت: رأتني عائشة أُسَبِّح بتسابيح معي, فقالت: أين الشواهد؟ يعني الأصابع ([42]).

5- عن جابر عن امرأة حدثته عن فاطمة بنت الحسين  t أنها كانت تسبح بخيوط معقود فيها([43]).

6-  عن نعيم بن محرر: أنه كان لأبي هريرة خيط فيه ألفا عقدة، فلا ينام حتى يسبح به. وأنه كان يسبح بالنوى المجزع ([44]).

7- عن إبراهيم بن المهاجر، عن إبراهيم أنه كان ينهى ابنته أن تعين النساء على فتل خيوط التسابيح التي يسبح بها؟ ([45]).

8- عن أبان ابن أبي عياش قال سألت الحسن عن النظام - خيط ينظم فيه لؤلؤ وخرز ونحوهما - من الخرز والنوى ونحو ذلك يسبح به؟ فقال: لم يفعل ذلك أحد من نساء النبي r ولا المهاجرات ([46]).

9-  عن محمد بن أحمد بن إبراهيم عن مقاتل بن صالح عن أحمد بن عبد الله بن يونس عن إسرائيل عن عبد الأعلى عن أبي عبد الرحمن عن عبد الله قال: التَّسْبِيح  بالحصى بدعة ([47]).*

·       الآثار الواردة عن عبد الله بن مسعود t والتي احتجّ بها على عدمِ مشروعية السُّبْحَة :

الأول: عن أبي معاوية  عن الأعمش عن إبراهيم: كان عبد الله t يكره العَدَّ, ويقول: أّيُمَنُّ على الله حسناته؟([48]).

الثاني: عن عَبِيدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْ هِلَالِ بْنِ يَسَافَ قَالَ : كَانَتِ امْرَأَةٌ مِنْ هَمْدَانَ تُسَبِّحُ وَتُحْصِيهِ بِالْحَصَى أَوِ النَّوَى فَمَرَّتْ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ t, فَقِيلَ لَهُ : هَذِهِ الْمَرْأَةُ تُسَبِّحُ وَتُحْصِيهِ بِالْحَصَى أَوِ النَّوَى, فَدَعَاهَا فَقَالَ لَهَا: أَنْتِ الَّتِي تُسَبِّحِينَ وَتُحْصِينَ؟ فَقَالَتْ: نَعَمْ إِنِّي لَأَفْعَلُ, فَقَالَ: أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى خَيْرٍ مِنْ ذَلِكَ, تَقُولِينَ: اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا, وَالْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا, وَسُبْحَانَ اللَّهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا([49]).

الثالث: عن سيار أبي الحكم: أن عبد الله بن مسعود t, حُدِّث: أَن أُناساً بالكوفة يُسبحون بالحصى في المسجد, فأتاهم وقد كَوَّمَ كُلُّ رجل منهم بين يديه كوْمَةَ حصى, فلم يزل يحصبهم بالحصى حتى أخرجهم من المسجد, ويقول: لقد أحدثتم بدعة ظلماً, أو قد فَضَلْتُم أصحاب محمد r عِلْماً([50]).

 الرابع: عن الصلت بن بهرام قال: مَرَّ ابن مسعود t بامرأة معها تسبيح تُسبح به فقطعه, وألقاه. ثم مَرَّ برجل يسبح بحصى, فضربه برجله, ثم قال: لقد سبقْتُمْ, ركبتم بدعة ظلماً, ولقد غلبتم أصحاب محمد r عِلْماً([51]).



الخامس: عن ابن سمعان, قال: بلغنا عن ابن مسعود t, أنه رأى أُناساً يُسَبِّحُوْنَ بالحصى, فقال: على الله تحصون؟ سبقتم أصحاب محمد r عِلْماً, أو لقد أحدثتم بدعة ظلما([52]).

السادس: عن الحكم بن المبارك أن عمر بن يحي قال: سمعت أبي يحدِّث, عن أبيه قال: كنا جلوس على باب عبد الله بن مسعود قبل صلاة الغداة, فإذا خرج مشينا معه على المسجد, فجاءنا أبو موسى الأشعري فقال: أَخَرَجَ إليكم أبو عبد الرحمن بَعْدُ؟ قلنا: لا. فجلس حتى خرج, فلما خرج قمنا إليه جميعاً, فقال له أبو موسى: يا أبا عبد الرحمن, إني رأيت في المسجد آنفاً أمراً أنكرته, ولم أرَ والحمد لله إلا خيراً, قال: فما هو؟ فقال: إن عِشْتَ فستراه, قال: رأيتُ في المسجد قوماً حلقاً جلوساً ينتظرون الصلاة, في كل حلقة رجل وفي أيديهم حصى, فيقول: كبروا مائة, فيكبرون مائة, فيقول: هللوا مائة, فيهللون مـائة, ويقـول: سبحوا مائة. قال: فماذا قلتَ لهم؟ قال: ما قلتُ لهم شيئاً انتظار رأيك أو انتظار أمرك, قال: أفلا أمرتهم أن يعدوا سيئاتهم, وضمنت لهم أن لا يضيع من حسناتهم؟ ثم مضى ومضينا معه, حتى أتى حلقة من تلك الحِلَق فوقف عليهم فقال: ما هذا الذي أراكم تصنعون؟ قالوا: يا أبا عبد الرحمن حصىً نعدّ به التكبير والتهليل والتَّسْبِيح , قال: فعدوا سيئاتكم, فأنا ضامن ألا يضيع من حسناتكم شيء, ويحكم أمة محمد, ما أسرع هلكتكم! هؤلاء صحابة نبيكم r متوافرون, وهذه ثيابه لم تبل, وآنيته لم تكسر, والذي نفسي بيده إنكم لعلى ملة هي أهدى من ملة محمد, أو مفتتحو باب ضلالة! قالوا: والله يا أبا عبد الرحمن ما أردنا إلا الخير, قال: وكم من مريد للخير لن يصيبه, إن رسول الله r حدثنا: إن قوماً يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم, وايم الله ما أدري لعل أكثرهم منكم, ثم تولى عنهم. فقال عمرو بن سلمة: رأينا عامة أولئك الحِلَق يطاعنونا يوم النهروان مع الخوارج ([53]). وهناك رواية سابعة مثلها وهي الأثر السابع عنهُ t.



رابعاً: أقوال العلماء:

* قال الشيخ محمد ناصر الدين الألباني- رحمهُ الله - في السلسلة الضعيفة (83) عند تخريجه لحديث ( نعم المذكّر السُّبْحَة ): حديث موضوع :ثم إن الحديث من حيث معناه باطل عندي لأمور:

الأول: أن السُّبْحَة  بدعة لم تكن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم إنما حدثت بعده r فكيف يعقل أن يحض r أصحابه على أمر لا يعرفونه؟ والدليل على ما ذكرت ما روى ابن وضاح في" البدع والنهي عنها" عن الصلت بن بهرام قال: مرَّ ابن مسعود t بامرأة معها تسبيح تسبح به فقطعه وألقاه، ثم مرَّ برجل يسبح بحصا فضربه برجله ثم قال: لقد سَبقتم، ركبتم بدعة ظلماً، ولقد غلبتم أصحاب محمد r علماً، وسنده صحيح إلى الصلت، وهو ثقة من أتباع التابعين.

الثاني : أنه مخالف لهديه r قال عبد الله بن عمرو t :رأيت رسول الله r يعقد التَّسْبِيح  بيمينه. وإسناده صحيح خرجته في صحيح أبي داود (1346). ثم هو مخالف لأمره r حيث قال لبعض النسوة عليكن بالتَّسْبِيح  والتهليل والتقديس ولا تغفلن فتنسين التوحيد ( وفي رواية الرحمة ) واعقدن بالأنامل فإنهن مسئولات ومستنطقات. وهو حديث حسن وله شاهد في صحيح أبي داود  (1345) ثم قال: إن أكثر ما جاء من العدد في السنة الصحيحة, فيما ثبت لدي إنما هو مئة, و هذا يمكن ضبطه بالأصابع بسهولة لمن كان ذلك عادته.

* وقال أيضا)1/117:( ولو لم يكن في السُّبْحَة  إلا سيئة واحدة وهي أنها قضت على سنة العدِّ بالأصابع أو كادت مع اتفاقهم على أنها أفضل لكفى فإني قلما أرى شيخا يعقد التَّسْبِيح  بالأنامل, ثم إن الناس قد تفننوا في الابتداع بهذه البدعة، فترى بعض المنتمين لإحدى الطرق يطوق عنقه بالسُّبْحَة ! وبعضهم يعدُّ بها وهو يحدثك أو يستمع لحديثك! وآخِر ما وقعت عيني عليه من ذلك منذ أيام أنني رأيت رجلا على دراجة عادية يسير بها في بعض الطرق المزدحمة بالناس وفي إحدى يديه سبحة! يتظاهرون للناس بأنهم لا يغفلون عن ذكر الله طرفة عين وكثيرا ما تكون هذه البدعة سببا لإضاعة ما هو واجب فقد اتفق لي مرارا - وكذا لغيري - أنني سلمت على أحدهم فرد عليّ السلام بالتلويح دون أن يتلفظ بالسلام ومفاسد هذه البدعة لا تحصى فما أحسن ما قال الشاعر      :

              وكل خير في إتباع من سلف

                                    وكل شر في ابتداع من خلف. أ.ه

 * وقال أيضًا في الشريط (33) من سلسلة فتاوى جدة عندما سئل عنها : ثبت عن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أن السُّبْحَة  ليست بدعة، لكننا لا نقول بقوله في هذه المسألة، وحسبنا أننا نتابعه في أكثر آراءه واجتهاداته، ولكننا لا نوافقهُ في كل ما ذهب إليه، لأنه ليس نبيًا معصومًا يجب علينا إتباعه في كل كبير وصغير...أ.ه

ولقد بدأتُ بأقوال الشيخ الألباني - رحمهُ الله – لأني لم أقرأ لأحدٍ مثل تشددهِ في محاربتها وتأكيد بدعيتها.  

وأما جمهور علماء الأمة فقد اتفقوا على جوازها وأن التَّسْبِيح  بالأصابع أفضل:

 * قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى - في مجموع الفتاوى (22/506): وعَدُّ التَّسْبِيح  بالأصابع سنة، كما قال النبي r للنساء ) سَبِّحنَ، واعقدن بالأصابع؛ فإنهن مسئولات مستنطقات  (وأما عَدُّهُ بالنوى والحصى ونحو ذلك فحسن، ....وأما التَّسْبِيح  بما يجعل في نظام من الخرز ونحوه، فمن الناس من كرهه، ومنهم من لم يكرهه، وإذا أحسنت فيه النية فهو حسن غير مكروه. وأما اتخاذه من غير حاجة، أو إظهاره للناس، مثل تعليقه في العنق أو جعله كالسوار في اليد أو نحو ذلك، فهذا إما رياء للناس أو مظنة المراءاة ومشابهة المرائين من غير حاجة، الأول محرم، والثاني أقل أحواله الكراهة فإن مراءاة الناس في العبادات المختصة كالصلاة والصيام والذكر وقراءة القرآن من أعظم الذنوب. أ.ه

* بل أن شيخ الإسلام قال بجوازها في الصلاة ) 22/625) سئل ــ ابن تيمية – عما إذا قرئ القرآن ويعدّ في الصلاة بسبحة هل تبطل صلاته أم لا ؟ فأجاب إن كان المراد بهذا السؤال أن يعد الآيات أو يعد تكرار السورة الواحدة مثل قوله قل هو الله أحد بالسُّبْحَة  فهذا لا بأس به وإن أريد بالسؤال شيء آخر فليبينه والله اعلم. أ.ه

 * وقال في (22/187( : وربما تظاهر أحدهم بوضع السجادة على منكبه وإظهار المسابح في يده وجعله من شعار الدين والصلاة. وقد علم بالنقل المتواتر أن النبي r وأصحابه لم يكن هذا شعارهم وكانوا يسبحون ويعقدون على أصابعهم كما جاء في الحديث (اعقدن بالأصابع فإنهن مسئولات، مستنطقات) وربما عقد أحدهم التَّسْبِيح  بحصى أو نوى . والتَّسْبِيح  بالمسابح من الناس من كرهه ومنهم من رخّص فيه لكن لم يقل أحد: أن التَّسْبِيح  به أفضل من التَّسْبِيح  بالأصابع وغيرها، وإذا كان هذا مستحبًا يظهر فقصد إظهار ذلك والتميز به على الناس مذموم، فإنه إن لم يكن رياء فهو تشبه بأهل الرياء، إذ كثير ممن يصنع هذا يظهر منه الرياء ولو كان رياء بأمر مشروع لكانت إحدى المصيبتين، لكنـه ريـاء ليس مشروعًا‏. أ.ه

    ولقد نقلت جميع أقوال شيخ الإسلام ابن تيمية؛ لأن بعضهم حين يسأل عن السُّبْحَة  ينقل كلام شيخ الإسلام عن الرياء بالسُّبْحَة  فقط, ويترك كلامه في حكم السُّبْحَة . ولقد ثنَّيتُ بأقوال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمهُ الله – بسببِ أقوال الشيخ الألباني - رحمهُ الله – خاصةً في شريطهِ السابق.  

* ويقول الشيخ زين العابدين بن إبراهيم بن نجيم في البحر الرائق 2/31: في حديث دخل النبي r على امرأة وبين يديها نوى أو حصى تسبح به: فلم ينهها عن ذلك وإنما أرشدها إلى ما هو أيسر وأفضل ولو كان مكروها لبين لها ذلك ثم هذا الحديث ونحوه مما يشهد بأنه لا بأس باتخاذ السُّبْحَة  المعروفة لإحصاء عدد الأذكار إذ لا تزيد السُّبْحَة  على مضمون هذا الحديث إلا بضم النوى ونحوه في خيط ومثل هذا لا يظهر تأثيره في المنع فلا جرم أن نقل اتخاذها والعمل بها عن جماعة من الصوفية الأخيار وغيرهم اللهم إلا إذا ترتب عليها رياء وسمعة فلا كلام لنا فيه‏. أ.ه

* وفي حاشية ابن عابدين على البحر الرائق: قوله ثم هذا الحديث ونحوه مما يشهد إلخ ... قال الرملي: والظاهر أنها ليست ببدعة فقد قال ابن حجر الهيتمي في شرح الأربعين النووية: السُّبْحَة  ورد لها أصل أصيل عن بعض أمهات المؤمنين وأقرها النبي r على ذلك‏. أ.ه

* وفي حاشية ابن عابدين على شرح الحصكفي 1/650: مطلب: الكلام على اتخاذ المسبحة : قوله ( لا بأس باتخاذ المسبحة )... ودليل الجواز ما رواه أبو داود والترمذي والنسائي وابن حبان والحاكم وقال صحيح الإسناد عن سعد بن أبي وقاص أنه دخل مع رسول الله على مرأة وبين يديها نوى أو حصى تسبح به ...  فلم ينهها عن ذلك وإنما أرشدها إلى ما هو أيسر وأفضل ولو كان مكروها لبين لها ذلك, ولا يزيد السُّبْحَة  على مضمون هذا الحديث إلا بضم النوى في خيط ومثل ذلك لا يظهر تأثيره في المنع فلا جرم أن نقل اتخاذها والعمل بها عن جماعة من الصوفية الأخيار وغيرهم اللهم إلا إذا ترتب عليه رياء وسمعة فلا كلام لنا فيه‏. أ.ه

* وقال ابن عابدين في حاشيته (1/650) في حكايته مذهب أبي حنيفة في هذه المسألة: (فرع: لا بأس باتخاذ السُّبْحَة  لغير رياء، كما بسط في البحر ).

* وقال الشيخ محمد بن أحمد في منح الجليل شرح مختصر خليل 1/228 في معرض حديثهِ عن الحرير: ويجوز ستر السقف والحائط به بشرط أن لا يستند إليه رجل والخياطة به وراية الجهاد وعلم الثوب وسلك السُّبْحَة ‏. أ.ه

* وقال الشيخ محمد الخرشي في شرحهِ مختصر خليل 3/233: ونظر بعض الأشياخ في خيط السُّبْحَة  ورأيت تقريرا بجوازه‏. أ.ه

* وقال الشيخ أحمد الدردير في شرحهِ مختصر خليل 2/315: ويلحق بذلك قيطان الجوخ والسُّبْحَة  وتجوز الراية في الحرب‏. أ.ه

* قال المناوي في فيض القدير (4/ 355) في شرح حديث يسيرة : وهذا أصل في ندب السُّبْحَة  المعروفة، وكان ذلك معروفاً بين الصحابة ... ثم قال: ولم ينقل عن أحد من السلف ولا الخلف كراهتها، نعم محل ندب اتخاذها فيمن يعدها للذكر، والمبالغة في إخفاء ذلك.أما ما ألفه الغفلة البطلة من إمساك سبحة - يغلب على حباتها الزينة، وغلو الثمن، ويمسكها من غير حضور في ذلك، ولا فكر، ويتحدث ويسمع الأخبار، ويحكيها، وهو يحرك حباتها بيده، مع اشتغال قلبه، ولسانه بالأمور الدنيوية فهو مذموم مكروه من أقبح القبائح. أ.ه

* قال الشوكاني في نيل الأوطار (2/359 وما بعدها) باب جواز عقد التَّسْبِيح  باليد وعده بالنوى ونحوه: وَالْحَدِيثَانِ الْآخَرَانِ ــ حديث سعد بن أبي وقاص وحديث صفية ــ يَدُلَّانِ عَلَى جَوَازِ عَدِّ التَّسْبِيح  بِالنَّوَى وَالْحَصَى وَكَذَا بِالسُّبْحَة  لِعَدَمِ الْفَارِقِ لِتَقْرِيرِهِ  r لِلْمَرْأَتَيْنِ عَلَى ذَلِكَ وَعَدَمُ إنْكَارِهِ، وَالْإِرْشَادُ إلَى مَا هُوَ أَفْضَلُ لَا يُنَافِي الْجَوَازَ وقَدْ وَرَدَتْ بِذَلِكَ آثَارٌ. أ.ه  ثم ذكر آثاراً عن ‏الصحابة في التَّسْبِيح  بالحصى والنوى.  

*  وقال المباركفوري في تحفة الأحوذي شرح التــرمذي ( الحديث 3408(: وَيَدُلُّ عَلَى جَوَازِ عَدِّ التَّسْبِيح  بِالنَّوَى وَالْحَصَى حَدِيثُ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ وَذَكَرهُ,.. وَحَدِيثُ صَفِيَّةَ وَذَكَرهُ... أ.ه وكذا قال علي القاري من الأحناف، كما في التحفة.

* ونقل محمد شـمس الحق العظيم آبادي صـاحب عون المعبود شـرح أبى داود:( عند الحديث 1282( كلام العلامة الشوكاني على سبيل التأييد: وهذا أصل صحيح – أي حديث سعد- لتجويز السُّبْحَة  بتقريره صلى الله عليه وآله وسلم، فإنه في معناها، إذ لا فرق بين المنظومة والمنثورة فيما يُعَدُّ به.، ولا يعتد بقول من عدها بدعة. أ.ه

* وكذلك الحافظ ابن الصلاح في فتواه (1/400) يفيد جوازاها قال في مسألة هل يجوز للإنسان أن يسبح بسبحة خيطها حرير والخيط ثخين؟ أجاب: لا يحرم ما ذكره في السُّبْحَة  المذكورة والأولى إبدالها بخيط آخر. أ.ه

* وقال ابن حجر العسقلاني في فتاويهِ 1/152 حيث سُئلَ: هل للسُّبْحَةِ أصل في السنة أو لا؟  نعم, وقد ألف في ذلك الحافظ السيوطي; فمن ذلك ... وجاء التَّسْبِيح  بِالنَّوَى وَالْحَصَى والخيط المعقود فيه عقد عن جماعة من الصحابة ومن بعدهم وأخرج الديلمي مرفوعاً: نعم المذكر السُّبْحَة . وعن بعض العلماء: عقد التَّسْبِيح  بالأنامل أفضل من السُّبْحَة  لحديث ابن عمر. وفصل بعضهم فقال: إن أمن المسبح الغلط كان عقده بالأنامل أفضل وإلا فالسُّبْحَة  أفضل. أ.ه

* وهذا فعل الحافظ ابن حجر العسقلاني, حيث جاء في كتاب الحافظ السخاوي ( الجواهر والدرر في ترجمة شيخ الإسلام ابن حجر ) 1/171: وكان رحمه الله تعالي إذا جلس مع الجماعة بعد العشاء وغيرها للمذاكرة تكون السُّبْحَة تحت كمه بحيث لا يراها أحد، ويستمر يديرها وهو يسبح أو يذكر غالب جلوسه، وربما سقطت من كمه فيتأثر لذلك رغبه في إخفائه. أ.ه

* وقال الإمام النووي في تهذيب الأسماء واللغات (3/143-144): السُّبْحَة  بضم السين وإسكان الباء، خرز منظومة يسبح بها، معروفة تعتادها أهل الخير، مأخوذة من التَّسْبِيح . أ.ه

* وقال ابن علان في شرح أذكار النووي الفتوحات الربانية 1/251:
 قال ابن الجوزي: إن السُّبْحَة  مستحبة، لما في حديث صفية أنها كانت تسبح بنوى أو حصى، وقد أقرها صلى الله عليه وسلم على فعلها، والسُّبْحَة  في معناها؛ إذ لا يختلف الغرض عن كونها منظومة أو منثورة. أ.ه وقال: ولهذا اتخذ أهل العبادة وغيرهم السُّبْحَة . وفي شرح المشكاة لابن حجر: ويستفاد من الأمر بالعقد المذكور في الحديث ندب اتخاذ السُّبْحَة  ، وزَعْمُ أنها بدعة غير صحيح، إلا أن يحمل على تلك الكيفيات التي اخترعها بعض السفهاء، مما يمحضها للزينة أو الرياء أو اللعب ... وهذا أصل صحيح بتجويز السُّبْحَة  بتقريره صلى الله عليه وسلم. ولا يُعتد بقول من عدها بدعة...وقد أفردتُ السُّبْحَة  بجزء لطيف سميته :إيقاد المصابيح لمشروعية اتخاذ المسابيح وأوردت فيه ما يتعلق بها من الأخبار والآثار، والاختلاف في تفاضل الاشتغال بها أو بعقد الأصابع في الأذكار. وحاصل ذلك أن استعمالها في أعداد الأذكار الكثيرة التي يلهي الاشتغال بها عن التوجه للذكر أفضل من العقد بالأنامل ونحوه. أ.ه

* ونقل عن ابن حجر الهيتمي في شرح المشكاة عند شرح حديث سعد: وهذا أصل صحيح بتجويز السُّبْحَة  بتقريره  r – الحصى- فإنه في معناها إذ لا فرق بين المنظومة والمنثورة فيما يعد به، ولا يُعتد بقول من عدها بدعة. أ.ه ثم وقال: وقد أفردت السُّبْحَة  بجزء لطيف سميته إيقاد المصابيح لمشروعية اتخاذ المسابيح, وحاصل ذلك أن استعمالها في إعداد الأذكار الكثيرة التي يُلْهى الاشتغال بها عن التوجه للذكر أفضل من العقد بالأنامل ونحوه، والعقد بالأنامل فيما لا يحصل فيه ذلك سيما الأذكار عقب الصلاة ونحوها أفضل، والله أعلم. أ.ه

* وسئل الحافظ ولي الدين ابن الحافظ العراقي شيخ الحافظ ابن حجر في الأجوبة المرضية عن الأسئلة المكية في المسألة العشرين: اتخاذ السُّبْحَة  والتعديد بها – هل ثبت فيه أصل يعتد به  واتخاذها مع حصول تذكير منه لصاحبها ولغيره خير أم تركها؟ الجواب: أن اتخاذ السُّبْحَة  المعروفة وخصوصها لعدد التَّسْبِيح  لا أعلم فيه شيئا ثابتا عن النبيr لكن وردت عدة أحاديث في عقد التَّسْبِيح  بالأصابع، وفي التَّسْبِيح  بالحصى، والنوى فهو أصل المسبحة إذ هو في معناه ..... . أ.ه

* وقال ابن القيم في الوابل الصيب ص 222: الفصل الثامن والستون في عد التَّسْبِيح  بالأصابع وأنه أفضل من السُّبْحَة . أ.ه وساق أحاديث عقد التَّسْبِيح باليد. والشاهد فيه أنه فهم أفضلية العد باليد على السُّبْحَة ، التي لم يذكرها إلا لجوازها.

* وقال الصنعاني سبل السلام 2/88: وأما خياطة الثوب بالخيط الحرير ولبسه وجعل خيط السُّبْحَة  من الحرير وليقة الدواة وكيس المصحف وغشاية الكتب فلا ينبغي القول بعدم جوازه لعدم شمول النهي له . أ.ه

* وقال السيوطي الحاوي 2\3 وما بعدها: ثم رأيت في كتاب تحفة العباد ومصنفه متأخر عاصر الجلال البلقيني فصلاً حسناً في السُّبْحَة  قال فيه ما نصه: قال بعض العلماء عقد التَّسْبِيح  بالأنامل أفضل من السُّبْحَة  لحديث ابن عمرو ...لكن يقال إن المسبح إن أمن من الغلط كان عقده بالأنامل أفضل وإلا فالسُّبْحَة أولى....وهي مذكرة بالله تعالى لأن الإنسان قل أن يراها إلا ويذكر الله وهذا من أعظم فوائدها .... ومن فوائدها أيضا الاستعانة على دوام الذكر كلما رآها ذكر أنها آلة للذكر فقاده ذلك إلى الذكر فيا حبذا سبب موصل إلى دوام ذكر الله عز وجل. . ... ولم ينقل عن أحد من السلف ولا من الخلف المنع من جواز عد الذكر بالسُّبْحَة  بل كان أكثرهم يعدونه بها ولا يرون ذلك مكروها, وقد رؤي بعضهم يعد تسبيحا فقيل له أتعد على الله فقال لا ولكن أعد له والمقصود أن أكثر الذكر المعدود الذي جاءت به السنة الشريفة لا ينحصر بالأنامل غالبا ولو أمكن حصره لكان الاشتغال بذلك يذهب الخشوع وهو المراد والله أعلم‏. أ.ه

* وقال علي القاري في  المرقاة شرح المشكاة: هذا أصل صحيح لتجويز السُّبْحَة  ، لتقريره r تلك المرأة، إذ لا فرق بين المنظومة والمنشورة، ولا يعتد بقول من عدها بدعة. أ.ه

* في الفتاوى الكبرى الفقهية لابن حجر الهيتمي (1/152): سئل هل للسُّبْحَةِ أصل في السنة أو لا؟ اجاب بقوله: نعم، وقد ألّف في ذلك الحافظ السيوطي، فمن ذلك ما صح عن ابن عمر رضي الله عنهما: رأيت النبي r يعقد التَّسْبِيح  بيده، وما صح عن صفية رضي الله عنها: دخل عليّ رسول الله r وبين يدي أربعة آلاف نواة أسبح بهن ......الحديث, وأخرج ابن أبي شيبة وأبو داود والترمذي: عليكم بالتَّسْبِيح  ....الحديث. أ.ه



* وقد بوب الإمام أبو داود في سننه (باب التَّسْبِيح  بالحصى), وبذلك جوزهُ.

* وعقد أبو البركات ابن تيمية في المنتقى باباً 4/114: (باب جواز عقد التَّسْبِيح  باليد وعَدِّه بالنوى، ونحوه ).

* وقال الحاكم أبو عبد الله في المستدرك1/547: (باب التَّسْبِيح  بالحصى).

* والسيوطي في الحاوي للفتاوى (2/2): (المنحة في السُّبْحَة ).

* وألف الحافظ ابن طولون: (الملحة فيما ورد في أصل السُّبْحَة ).

* وألف العــــلامة محمد بن علان الصديقي الشافعي: (إيقاد المصابيح لمشروعية اتخاذ المسابيح).

* والعلماء الحفاظ: أبو داود، الترمذي، النسائي، الحاكم، ابن حبان، المنذري، الطبراني، ابن سعد، ابن أبي شيبة، أحمد، البغوي، أبو نعيم، البزار، البيهقي، السخاوي. الذين ذكروا الأحاديث والآثار ولم يقل أحد منهم ببدعية السُّبْحَة .



* وقال الشيخ محمد شمس الحق شارح السنن في موسوعة الفقه الكويتية 21 /259: بعد أن أورد حديث سعد بن أبي وقاص السابق ذكره: الحديث دليل على جواز عد التَّسْبِيح  بالنوى والحصى, وكذا بالسُّبْحَة ; لعدم الفارق, لتقريره r للمرأة على ذلك وعدم إنكاره, والإرشاد إلى ما هو أفضل منه لا ينافي الجواز. قال: وقد وردت في ذلك آثار, ولم يصب من قال إن ذلك بدعة. وجرى صاحب الحرز على أنها بدعة إلا أنه قال: إنها مستحبة‏. أ.ه

وبذلك يتجلى اتفاق المذاهب الأربعة على جواز اتخاذ السُّبْحَة  للذكر.

  
* وقال الشيخ ابن عثيمين في فتاوى نور على الدرب (التوحيد والعقيدة): السُّبْحَة  ليست بدعة دينية، وذلك لأن الإنسان لا يقصد التعبد لله بها، وإنما يقصد ضبط عدد التَّسْبِيح  الذي يقوله،أو التهليل، أو التحميد، أو التكبير، فهي وسيلة وليس مقصودة، ولكن الأفضل منها أن يعقد الإنسان التَّسْبِيح  بأنامله وإن كان لا يستطيع الإحصاء بالأصابع فلا حرج أن يسبح بحصى أو بمسبحة لكن بشرط أن يبتعد في ذلك عن الرياء بأن لا يسبح بذلك أمام الناس في غير وقت التَّسْبِيح  فيعجب الناس به ويخشى عليه من الرياء في هذه الحال. أ.ه

 * وقال الشيخ ابن عثيمين في فتاوى نور على الدرب (التوحيد والعقيدة) مرة أخرى: استخدام السُّبْحَة  جائز لكن الأفضل أن يسبح بالأصابع لأن النبي r قال اعقدن بالأنامل فإنهن مستنطقات, ولأن حمل السُّبْحَة  يكون فيه شيء من الرياء ولأن الذي يسبح بالسُّبْحَة  غالباً تجده لا يحضر قلبه لأنه يسبح بالمسبحة وهو ينظر الناس يميناً وشمالاً فالأصابع هي الأفضل والأولى. أ.ه

* وقال الشيخ ابن باز أسئلة حج 1407هـ، شريط (6): التَّسْبِيح  بالأصابع أفضل وكان النبي  rيعد في التَّسْبِيح  والتحميد والتكبير بأصابعه, وكان يأمر أن تعد هذه الأذكار بالأنامل, وهذا هو الأفضل للمؤمن والمؤمنة أن يعد الأذكار بالأصابع وإن عدها بالنوى أو بالحجر أو بغير ذلك أو بالسُّبْحَة  فلا بأس, وقد روي عن كثير من السلف أنهم كانوا يعدون بالنوى وبغير ذلك من أنواع ما يُعد به فلا حرج في ذلك, ولكن الأفضل أن يكون العد بالأصابع, والأفضل باليد اليمنى. أ.ه

* وقال الشيخ صالح الفوزان ( الملخص الفقهي /الجزء الاول/112/ دار ابن الجوزي): ويباح استعمال السُّبْحَة  ليعد بها الأذكار والتَّسْبِيح ات من غير اعتقاد أن فيها فضيلة خاصة. أ.ه

* وقال الشيخ سليمان الرحيلي: إن كان الإنسان يعرف العد فالأفضل أن يسبح بيده اقتداء بالنبي r وهى السنة وان كان أمّياً لا يعرف العدّ فلا باس أن يستعين بالسُّبْحَة  بشرط أن لا يعتقد أنها أفضل من التَّسْبِيح  باليد وان لا يعتقد فيها كما يعتقد فيها الصوفية الجهال. أ.ه

* وسئل الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي: ما هو حكم الشرع في استخدام المسبحة؟ فأجاب: هذا كسؤالك ما حكم استعمال المنبه للاستيقاظ لصلاة الليل أو الصبح. والجواب على السؤالين واحد. عندما يقول رسول الله في الحديث الذي رواه مسلم: (أيعجز أحدكم أن يكسب في اليوم ألف حسنة؟) قالوا: كيف يكسبها؟ قال: (يسبح الله في اليوم مئة تسبيحة) كيف السبيل إلى أن تضبط عدد التَّسْبِيح ات مئة كما طلب منك رسول الله؟ من المعلوم أن الوسيلة إلى الشيء يأخذ حكم ذلك الشيء ذاته باتفاق العلماء. أ.ه

* وقال الدكتور وهبة الزحيلي: السُّبْحَة  أو المسبحة خلافاً لما يقول الوهابية حلال حلال وليست بدعة كما يزعمون‏،‏ لأنها وسيلة تعداد وإحصاء‏،‏ كالمتر والذراع‏،‏ إذا لم يقصد الإنسان بها الرياء والتظاهر‏. أ.ه

* وقال الشيخ عائض القرني في كتاب مفتاح النجاح ضمن نصائحهِ: وكان أبو هريرة يسبح اثني عشر ألف تسبيحة، وكان خالد بن مروان يسبح مائة ألف تسبيحة. وعاصرنا من كان يقرأ (قل هو الله أحد) ألف مرة كل يوم، ومن كان يختم القرآن كل يوم ختمة، ومن كان يسبّح خمسة عشر ألف تسبيحة في اليوم. أ.ه



خامساً: الخلاصة:

1- مِن السنةِ أنْ يعقد المسبّحُ التسبيحَ بيدهِ, وباليمنى, وبالأنامل لأنهنَّ مستنطقات مسئولات يوم القيامة كما ثبت عن النبي r, وليس في ذلك نهي عن التسبيح بغير اليد من الحصى والنوى ونحوها بل سكتَ عنهُ النبي r وأقرَّهُ كما سبق, فهو ليس ببدعةٍ ولا يُكره. وبذلك يثبت جواز اتخاذ المسبحة المنظومة, ومن مجموع الآثار نجد أن أصل اتخاذ السُّبْحَة لإحصاء الذكر موجود, وإنما الذي تطور هو من نوى وحصى إلى حبات في خيوط. وتحريك قطع المسبحة يكون باليد والأنامل, فيكون التسبيح بالمسبحة هو من التسبيح بالأنامل, وهي ستسأل وتستنطق عند الله ــ إن شاء الله ــ لتشهد أنه كان يسبح بها.

2- المسبحة بأنواعها - خرزيّة أو عددية أو رقمية – ما هي إلا وسيلة لضبط العدد، وهي وسيلة محمودة لمقصود هو التسبيح, والقاعدة هنا (الوسائل لها حكم مقاصدها). إذن فهي من الوسائل المباحة, حيث لا دليل على منعها أو تحريمها والأصل في الأشياء الإباحة ما لم يرد دليل التحريم, بل إنّ النبي r أقرَّ التسبيح بالحصى والنوى – كما سبق - ولا فرق بينها وبين السُّبْحَة إلا انتظامها بالخيط- كما وأنه قد ورد عن الصحابة التسبيح بها. ولا ينبغي إطلاق اسم البدعة على كل ما لم يكن معروفاً في أيام النبي r ؛ كالمكيّفات المساجد, والميكروفونات ومكبرات الصوت التي تستخدم في الصلاة والأذان لها في أيامنا هذه, أو كالخطوط التي تساعد على استقامة الصفوف وتسويتها في الصلاة, أو كالمنبّهِ الذي يوقظ لصلاةِ الفجر, وغير ذلك... وليس في شرعنا وسيلة ملزمة أُمِرْنا بها دون سواها حتى لا يجوز غيرها، والأمر متروك لعُرْفِ الناس وعاداتهم في ضبط العدد وحصْره، وشرعنا لا يمنع من ذلك إلا ما تعارض مع ما جاء به؛ ولهذا نرى إجازة ابن باز وابن عثيمين التسبيح بالمسبحة، رغم تحرّيهما وحرصهما المعروف على محاربة كل ما قد يكون قريباً من الابتداع. وأنني أثني على قول الشاعر:( وكل خير في إتباع من سلف   وكل شر في ابتداع من خلف ) فليس فيمن سلف من ناضل ليثبت أنها بدعة.

3- مذهب جمهور العلماء كما ثبت أنَّ السُّبْحَة  تحت باب المصالح المرسلة الجائزة لأنها من الوسائل المعينة على العبادة، ولا يُتقرب بها إلى الله تعالى بذاتها، لذلك لا تدخل في باب البدع, وفيها تيسير في العدِّ لخفيفِ الحفظِ أو كثيرِ النسيان, أو رجلاً مسنّاً لا يستطيع العدّ باليد, أو لمن لا يستطيع العدّ إلا بتركيز يخرجهُ عن التدبّر والتفكّر في المعاني, أو لمن اتخذ ورداً  مُتأسّياً بالرسول r والسلف الصالح وقد يعجز عن عدّه باليد والأنامل, أو حتى إمام مسجدٍ يلْتبس عليه العدّ لإقبالِ الناس عليه بعد الصلاة ... ألا نرفع عنهم الحرج كما هو في القواعد المقررة, أليس من شريعتنا أن المشقة تجلب التيسير!!؟ والمنع هنا من دون حجّة قد يؤدي بهم لتركِ الذكر أو الورد نهائياً, وقد صحَّ عن ابن عمر أنَّهُ يسَّر على سائلهِ في ضبط العدد في السعي بين الصفا والمروة باستخدامهِ الحصى, وهذا عدد يسير جداً لكنهُ جعلهُ يتفرّغ للأهم وهو التدبر والتفكر حيث يأمن أن لا يلتبس عليه العدّ فيغوص في ملكوتِ الذكر والدعاء. فلا مانع من استخدامها بالعدد اليسير أو غيره, وإن السُّبْحَة إذا كانت بيد الشخص فإنه يتذكر الذكر وقد يغفل عن ذلك إذا لم تكن بيده, وما أحسن قول السيوطي: وهي مذكرة بالله تعالى لأن الإنسان قل أن يراها إلا ويذكر الله, وهذا من أعظم فوائدها, وبذلك كان يسميها بعض السلف: رحمة الله تعالى, ومن فوائدها أيضا: الاستعانة على دوام الذكر كلما رآها ذكر أنها آلة للذكر فقاده ذلك إلى الذكر فيا حبذا سبب موصل إلى دوام ذكر الله عز وجل, وكان بعضهم يسميها حبل الموصل, وبعضهم رابطة القلوب. أ.ه

4- أمّا الآثار الواردة عن عبد الله بن مسعود t والتي احتجّ بها على عدمِ مشروعية السُّبْحَة ــ فكما ظهر لي في الأثر الأول الصحيح: أنَّهُ t كان يكره العَدَّ, والمنّ على الله في الحساب. وفي الأثر الثاني الصحيح: أنَّهُ t أرشد المرأة إلى الأفضل وهو ترك الإحصاء والتسبيح بعدد محصور بقولهِ: أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى خَيْرٍ مِنْ ذَلِكَ. فهذا هو مذهبه, بل في ذلك دليلٌ على عدم انكارهِ لعدِّها بالحصى والنوى. واما الأثران الثالث والرابع: فهما ضعيفان للانقطاع كما ثبت. بل وفيهما نكارة متنٍ لفعلٍ ينافي أخلاق صحابي جليل مثلهُ t. واما الأثر الخامس: فموضوع لا يحتجّ بهِ أبداً. واما الأثران السادس والسابع: فضعيفان وإن صحَّا فأنَّهُ t أنكر عدَّ التسبيح فقط كما هو مذهبه حينما قال: عدوا سيئاتكم.. ولم يتكلم على الحصى وسكت عنه ففيه إقرار التسبيح بالحصى وإنكار العدّ.

    فلا احتجاج بهذهِ الآثار لأنها لا تدل على النهي عن التسبيح بالحصى أو النوى بل تدل على مذهبه في كراهة عد التسبيح مطلقاً, وهذهِ الآثار معارضة بمثلها بل بما هو أصح وأكثر وأصرح وأشهر عن الصحابة كأبي هريرةt  وأبي الدرداء t وأبي صفية t  وأبي سعيد الخدري t  كما سبق في الآثار الصحيحة في هذهِ الرسالة, بل ومعارضة بالأحاديث الثابتة المرفوعة للرسول r وعدمِ منعهِ في حديثي سعد وصفية t. وفعل الصحابي وقوله ليس بحجة مع سنة رسول الله r.

5- وأما القول بأن استخدام المسبحة (مخالف لهديه r) و(أن السُّبْحَة  قضت على سنة العد بالأصابع أو كادت). فإن أصابعنا دائماً معنا والمسبحة ليست كذلك, وأكثر الناس يسبحون دبر الصلوات المكتوبات بالأصابع وباليد اليمنى, لأنه ذكر يسهل عدُّه بالأصابع, ولا شك أن عدّه بالمسبحة يعتبر إيثاراً للمفضول على الفاضل، وذلك كمن صلى السنن الرواتب في المسجد؛ فهل يكون مخالفًا لهديه r, أم تاركا للأفضل بالمفضول؟! أمّا إن كان الذكر مما يعسر عده بالأصابع لتنوعه وصعوبة عده فأي حرج في استعمال المسبحة, وبذلك لا تكون المسبحة بدلا من الأنامل, ولا يكون مستعملها مخالفًا لهدي الرسول r، وكما قال الشوكاني:( والإرشاد إلى ما هو أفضل لا ينافي الجواز), كما أن القاعدة هنا: (ترك الشيء لا يدل على تحريمه). ومن أراد أن يعد مئات أو آلاف الأذكار أو التسبيحات أو يواظب على حزب ما ــ حيث ليس للزيادة حد أو شرط كما تقرر ــ فلا بد له من استخدام وسيلة تعينه على ذلك وهي آلة لضبط العدد الذي يريده؛ فعليه بالمسبحة أو ما شابه.

6- أما القول بأن " أكثر ما جاء من العدد في السنة الصحيحة, فيما ثبت لدي إنما هو مئة, وهذا يمكن ضبطه بالأصابع بسهولة لمن كان ذلك عادته". بل ثبتت المائة, والزيادة عن المائة, وثبتت المائتان, وإلى ما لا حد ولا شرط, ولا أعرف شيئاً يحصرنا بالمائة فما دون. وإن كان ذلك؛ فإن في المسبحة أداء للأذكار المحدودة المعدودة، وفيها سبباً للخشوع.

7- ليس حديثي أبداً عن (بعض المنتمين لإحدى الطرق يطوق عنقه بالمسبحة! وبعضهم يعدُّ بها وهو يحدثك أو يستمع لحديثك!) أو عمن (يتظاهرون للناس بأنهم لا يغفلون عن ذكر الله طرفة عين). وليس حديثي أبداً عمن اتخذها آلة للهو، أو التجمل, أو عمن اتخذها للمفاخرة والشهرة ولفت النظر والسمعة, ونحن لا نعرف نية الفاعل فهو عمل قلبي ــ وإنما الأعمال بالنيات ــ ومع ذلك فليس في هذا دليل على منعها أو تحريمها. ولا أسلّم بأن غالب من اتخذها إنما هم من أهل الغفلة والرياء, وليس كل عملٍ صالحٍ إذا فُعِلَ أمام الناس يكونُ رياءً, إلا أنني أقول ليس حديثي عنهم, والمهم هو الإخلاص في الذكر ولا تضر بعد ذلك وسيلته.



   وبهذا القدر كفاية, وفيه غنية لمن أراد الحق ولم يتعصب, ولمن ألقى السمع وهو شهيد. وإنني أخشى على من أنكرها وقال ببدعيتها أن يكون قد اتهم السلف وعلماء الأمّة بأنهم أصحاب بدعة. "ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت".

   بقي أن يسال كل واحد منا نفسه: كم مرة يسبح  أو يهلل  أو يقدس أو يستغفر أو يصلى على النبي الله r في اليوم ؟ وهل يداوم على ذلك, فإن أحب الأعمال إلى الله :( أدومه وإن قل ).

   وإن كان فاتني ذكر بعض الآثار, أو فاتني ذكر بعض من قال بجواز استعمال المسبحة, وممن استعملها من أهل السلف, أو أخطأتُ في شيءٍ فهذا مما أعترف بهِ من نقصي وعجزي وتقصيري وأستغفر الله العظيم وأتوب إليه فيما انحرف بهِ القلم, أو زلّت بهِ القدم, ومما علمتُ وما لم أعلم. وإن أصبتُ فهذا بفضل الله وهدايته وحسن توفيقه وعنايته. اللهمَّ اجعل عملي صالحاً ولوجهكَ خالصاً. آمين



        " سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ"

وصلِّ اللهمَّ وسلمْ وبارك وترحَّم على عبدك ورسولك محمد النبي الأعظم وعلى اله وصحبه أجمعين, والحمد لله رب العالمين.

18/3/2003م







([1])  سورة الأحزاب/41-42  
([2])  سورة النساء/103.
([3])  سورة الأنفال45, والجمعة/10.         
([4])  سورة آل عمران/191.
([5])  سورة الأحزاب/35.        
([6])  رواه مالك في الموطأ ( 492 ), وأحمد في مسندهِ (ج5/ص195/21750 و ج5/ص239/22132 و ج6/ ص447/ 27565),  وابن ماجه في سننه (3790), والترمذي في سننه (3437), والحاكم في المستدرك (1825),و ابن أبي شيبة في مصنفه (34865), وحسنهُ البغوي في شرح السنة ( 3/66), ورواه عبد الحق الإشبيلي في الأحكام الشرعية الكبرى (3/467), وحسن إسنادهُ المنذري في الترغيب والترهيب ( 2/326), وحسن إسنادهُ الدمياطي في المتجر الرابح (203), ورواه ابن رجب في جامع العلوم والحكم (2/67), وحسن إسنادهُ الهيثمي في مجمع الزوائد (10/76), ورواه البوصيري في اتحاف الخيرة المهرة (6/372), ورواه ابن حجر العسقلاني في الفتوحات الربانية (1/265), وفي نتائج الأفكار (1/98), وحسنهُ في تخريج مشكاة المصابيح (2/422), وصححهُ السيوطي في الجامع الصغير (2886), وجود إسنادهُ محمد بن عبد الوهاب في الحديث لابن عبد الوهاب (1/557), وقوّاهُ بغيرهِ الشوكاني في الفتح الرباني ( 12/5926), وصحح إسنادهُ ابن باز في مجموع فتاوى ابن باز (26/15), وصححهُ الألباني في صحيح الجامع (2629), وفي صحيح الترغيب والترهيب (1493), وفي تخريج مشكاة المصابيح ( 2209), وفي الكلم الطيب (1), وفي صحيح ابن ماجة (3072), وفي صحيح الترمذي (3377), وصححهُ الوادعي في الصحيح المسند (1042).                   
([7])  رواه أحمد في مسندهِ (ج6/ص70/24455 و ج6/ص153/25241 و ج6/ ص278/ 26419) وصححهُ شعيب الأرنؤوط, وصححهُ البخاري في العلل الكبير ( 360 ), ورواه مسلم في صحيحهِ (373), وأبو داود في سننه ( 18 )وسكت عنهُ, والترمذي في سننه (3384), وابن ماجه في سننه (302), والترمذي في سننه (3444), والبيهقي (1/ 90). وحسنهُ ابن العربي في عارضة الأحوذي (7/29), وصححهُ علاء الدين مغلطاي في شرح ابن ماجه (1/102), وابن حجر العسقلاني في النكت ( 1/330), والمباركفوري في تحفة الأحوذي ( 8/386), وصححهُ الألباني في صحيح الجامع (4943), وفي صحيح أبي داود (18), وفي صحيح ابن ماجة (248), وفي صحيح الترمذي (3384). 
([8])  رواه البيهقي في شعب الإيمان(ج1/ص392/511), والمنذري في الترغيب والترهيب (2/331), والدمياطي في المتجر الرابح (205), والهيثمي في مجمع الزوائد (10/83),والسيوطي في الجامع الصغير (8045), ومحمد جار الله الصعدي في النوافح العطرة ( 319), وحسنه الألباني في صحيح الجامع(5720).  
([9])  رواه علي بن المديني في العلل لابن المديني (177), وأبو داود في سننه (4856 و 5059 )وسكت عنهُ, وحسنهُ المنذري في الترغيب والترهيب (1/287 و 2/336), والنووي في الأذكار (130), وفي تحقيق رياض الصالحين (321), ومحمد المناوي في تخريج أحاديث المصابيح ( 2/268), وابن حجر العسقلاني في نتائج الأفكار ( 3/97), وحسنهُ في الفتوحات الربانية (3/172), وفي تخريج مشكاة المصابيح (2/423), وحسنهُ ابن مفلح في الآداب الشرعية (3/238), وحسنهُ السيوطي في الجامع الصغير (8462), والرباعي في فتح الغفار (4/2196), وصححهُ الألباني في صحيح الترغيب والترهيب ( 611 و1512), وفي تخريج مشكاة المصابيح (2212), وفي  السلسلة الصحيحة (78), وفي صحيح الجامع (6043 و 6477), وفي صحيح أبي داود (4856 و5059), وفي صحيح ابن ماجة (248), وفي صحيح الترمذي (3384), وفي الكلم الطيب (5).
(*) رواه أحمد في مسندهِ (4/202/17833) وصححهُ شعيب الأرنؤوط, وصححه الحاكم في المستدرك (1534), وحسنهُ البغوي في شرح السنة (5/304), وحسن إسنادهُ المنذري في الترغيب والترهيب (2/328), وحسنهُ ابن كثير في تفسير القرآن (1/87), وصححهُ السيوطي في الجامع الصغير وصححهُ الألباني في صحيح الجامع (1724), وفي صحيح الترغيب والترهيب (1428 و 1612).       
([10])  رواه مسلم في صحيحهِ (597), وأبو داود في سننه (2987) وسكت عنهُ, والهيثمي في مجمع الزوائد (10/104), والسيوطي في الجامع الصغير, وأبو نعيم في حلية الأولياء (7/381), وصححهُ الألباني صحيح أبي داود (2987), وفي صحيح الجامع (3607 و 6286), والوادعي في الإلزامات والتتبع (152).     
([11])  رواه أبو داود في سننه (1502 ) وسكت عنهُ, وحسنه الترمذي في سننه (3411 و 3486), ورواه النسائي في سننه (1355), وصححه الحاكم في المستدرك (2005 و 2006), وابن حبان في صحيحه (ج3/ص123/843) وصححهُ شعيب الأرنؤوط, وحسنه ابن حجر العسقلاني في نتائج الأفكار ( 1/89) وقال الذهبي: صحيح, وحسنه في الفتوحات الربانية (1/253), ورواه البيهقي في السنن الكبرى (2/253), والبغوي (1268), وصححهُ السيوطي في الجامع الصغير (7110), وحسنه النووي في الأذكار (24), وفي الخلاصة (1/472), وحسنهُ محمد بن عبد الوهاب في الحديث لابن عبد الوهاب (1/497), وابن باز في  مجموع فتاوى ابن باز (11/186), وصححهُ الألباني في صحيح الجامع (4989), وفي صحيح أبي داود (1502), وفي صحيح الترمذي (3486), وفي صحيح النسائي (1354). أنظر الحديث (1) والمخرج (20). من هذهِ الرسالة.
([12])  رواه أحمد في مسندهِ (ج6/ ص370/ رقم27134)‏, وقال شعيب الأرنؤوط : إسناده محتمل للتحسين, وأبو داود في سننه (1501 ), والترمذي في سننه (3583), وصححهُ الحاكم في المستدرك على الصحيحين (2007 ), ورواه ابن حبان في صحيحه (ج3/122/842), والطبراني في الكبير (25/73/ 181), وحسنه الحافظ ابن حجر في أمالي الأذكار, وحسن إسناده النووي في الأذكار، وابن أبي شيبة في المصنف (10/289), ومحمد المناوي في تخريج أحاديث المصابيح (2/282), والحافظ العراقي في تخريج الإحياء (1/398) وقال: رواه أبو داود والترمذي بإسناد جيد, وقال السندي: قوله واعقدن أي: احفظن العدد بالأنامل. أ.ه  وحسنهُ محمد بن عبد الوهاب في الحديث لابن عبد الوهاب (1/496), وحسنهُ الألباني في تخريج مشكاة المصابيح (2256), وفي صحيح الترمذي (3583), وفي صحيح سنن أبي داود (1501 ), وفي صحيح الجامع (4087). أنظر الحديث (2) والمخرج (21). من هذهِ الرسالة.
                                   
([13])  لسان العرب لابن منظور (ج2/ ص473(, باب الحاء (س ب ح ), الطبعة الأولى ,دار صادر ,بيروت.
([14])  المنجد في اللغة والأعلام (317).    
([15])  القاموس المحيط للفيروز آبادي ( 285 ) ,طبعة الرسالة.      
([16])  تاج العروس من جواهر القاموس  للمرتضى الزبيدي ( 2 / 157 ), باب الحاء.      
([17])  تهذيب المصباح المنير في غريب الشرح الكبير لأحمد الفيومي /كتاب السين (س ب ح ), المكتبة العلمية, د.ط , د.ت .
([18])  تهذيب الأسماء واللغات (3/143-144).
([19])  الموسوعة العربية الميسرة لـمحمد شفيق غربال  ( 1 / 958 ).       
([20])  سبق تخريجهُ أنظر: (11).                                                                                                       
([21])  سبق تخريجهُ أنظر: (12).                                             
([22])  رواهُ أبو داود في سننهِ (1500) باب التسبيح بالحصى, وسكت عنهُ, وقد قال في رسالته لأهل مكة كل ما سكت عنه فهو صالح, وحسنهُ الترمذي في سننهِ (3568), والنسائي في عمل اليوم والليلة, وهو مسند سعد بن ابي وقاص (88),وصححهُ ابن حبان في صحيحه (3/118/837), وقال شعيب الأرنؤوط: إسناده صحيح, وصححهُ الحاكم في المستدرك (1/547/2009), ووافقه الذهبي, وأبو يعلى في مسنده (2/66/710) وقال: هذا حديث رجاله ثقات، والبزار في مسندهِ (1/103/1201), والبيهقي في الشعب (1/347), وصححهُ السيوطي في الحاوي للفتاوي (2/ 2), ورواه الطبراني في الدعاء (3/1584/1738), وحسنهُ البغوي في شرح السنة (3/91), ورواه  المنذري في الترغيب والترهيب (2/360), وقال: إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما, وحسنه الحافظ ابن حجر العسقلاني في نتائج الأفكار (1/81), وصححهُ في الفتوحات الربانية (1/244), وضعفهُ الألباني في ضعيف الترغيب (959), وفي تخريج مشكاة المصابيح (2251), وفي ضعيف أبي داود (1500), وقال في ضعيف الترمذي (3568): منكر.
     وقال الألباني في السلسلة الضعيفة  في تعليقهِ على (83) عند تخريجه لحديث (نعم المذكّر السبحة): الحديث رواه أبو داود (1 / 235) والترمذي (4 / 277 - 278) وابن حبان (2330 ـ زوائده ) والدورقي في " مسند سعد " (130 / 1) والمخلص في " الفوائد " ( 9 / 17 / 2 ), و الحاكم ( 1 / 547 ـ 548 ) من طريق عمرو بن الحارث أن سعيد بن أبي هلال حدثه  عن خزيمة عن عائشة بنت سعد بن أبي وقاص عن أبيها, وقال الترمذي: حديث حسن, وقال الحاكم: صحيح الإسناد, ووافقه الذهبي فأخطأ, لأن خزيمة هذا مجهول, قال الذهبي نفسه في " الميزان " : خزيمة, لا يعرف, تفرد عنه سعيد بن أبي هلال وكذا قال الحافظ في " التقريب ": إنه لا يعرف, وسعيد بن أبي هلال مع ثقته حكى الساجي عن أحمد أنه اختلط. وكذلك وصفه بالاختلاط يحيى كما في " الفصل " لابن حزم ( 2 / 95 ), ولعله مما يؤيد ذلك روايته لهذا الحديث, فإن بعض الرواة الثقات عنه لم يذكروا في إسناده خزيمة فصار الإسناد منقطعا ولذلك لم يذكر الحافظ المزي عائشة بنت سعد في شيوخ ابن أبي هلال فلا يخلو هذا الإسناد من علة الجهالة أو الانقطاع فأنى للحديث الصحة أو الحسن ? ! أ.ه
    أقول : وحكم الشيخ الألباني ــ رحمه الله ــ على سند أبي داود والترمذي بما قاله الحافظ ابن حجر في نتائج الأفكار 1/78) : رجاله رجال الصحيح إلا خزيمة فلا يُعرف نسبه ولا حاله ولا روى عنه إلا سعيد، وقد ذكره ابن حبان في الثقات كعادته فيمن لم يجرح ولم يأت بمنكر. أ.ه
 أما كلام الشيخ الألباني في سعيد بن أبي هلال بكونه اختلط، فأعلَّ به الحديث؛... فأقول: سعيد بن أبي هلال هو الليثي أبو العلاء المصري, وثقه أبو حاتم وقال: لا بأس بهِ، وقال العجلي: ثقة، وقال ابن سعد: ثقة، وذكره ابن حبان في المشاهير وقال: كان أحد المتقنين وأهل الفضل في الدين، ووثقه الدارقطني، وابن خزيمة، والبيهقي, والخطيب, وابن عبد البر وغيرهم، واحتج به الجماعة؛ فقد أخرج له: البخاري ومسلم، وأبو داود، والترمذي والنسائي، وابن ماجه،. وقال البزار عن إسناد فيه سعيد: يحيى بن محمد بن أبي حكيم رجل من أهل المدينة ليس به بأس وما بعده وقبله يستغنى عن صفتهم بشهرتهم أ.هـ وأما ما ذكره الساجي عنه فأجاب عنه الحافظ ابن حجر العسقلاني في مقدمة فتح الباري (ص 563): سعيد بن أبي هلال الليثي أبو العلاء المصري أصله من المدينة ونشأ بها ثم سكن مصر وثقه ابن سعد والعجلي وأبو حاتم وابن خزيمة والدارقطني وابن حبان وآخرون وشذ الساجي فذكره في الضعفاء ونقل عن أحمد بن حنبل أنه قال ما أدري أي شيء حديثه يخلط في الأحاديث وتبع أبو محمد بن حزم الساجي فضعف سعيد بن أبي هلال مطلقا ولم يصب في ذلك أ.هـ وقال ابن حجر في التهذيب: ووثقه ابن خزيمة والدارقطني والبيهقي والخطيب وابن عبد البر وغيرهم أ.هـ وقال عنه في اللسان: ثقة ثبت ضعفه ابن حزم وحده. أ.ه

  أقول: تبين أن تضعيف ابن حزم اعتمد على حكاية الساجي عن أحمد أنه اختلط، ولذلك قال في كتاب التوحيد (ص462): باب ما جاء في دعاء النبي صلى الله عليه: سعيد بن أبي هلال ذكره الساجي بلا حجة ولم يصح عن أحمد تضعيفه) أ.هـ  أقول: بذلك فأن حكاية الساجي عن أحمد لم تصح، وإن صحت فهناك فرق بين أن يقول أحمد أنه كان يخلط، وبين القول بأنه مختلط، والعبرة بقول الجمهور، والجرح في الثقات لا بد له من دليل، وإن صحت فهي غير مقبولة لأن البخاري ومسلماً أخرجا لسعيد في الأصول من رواية عمرو عنه. وقال الحافظ ابن حجر العسقلاني في تقريب التهذيب (242): سعيد بن أبي هلال الليثي مولاهم أبو العلاء المصري قيل مدني الأصل وقال ابن يونس بل نشأ بها صدوق لم أر لابن حزم في تضعيفه سلفا إلا أن الساجي حكى عن أحمد أنه اختلط من السادسة أ.هـ وقال أيضا في شرح كتاب الرقاق من "الفتح" ردا على ابن حزم : وسعيد متفق على الاحتجاج به. ولذلك لم يذكره سبط ابن العجمي في الاعتباط أ.هـ أقول : نعم لم يذكره الحافظ سبط بن العجمي في الاعتباط بمن رمي بالاختلاط, ولا ابن الكيال في الكواكب النيرات؛ لأنَّ الجرح لم يثبت, ولا يعلم عن أحد أنه رماه بالاختلاط.
    
   أقول :وبما أن رواية الحاكم في المستدرك (2009), ورواية ابن حبان في صحيحه (3/118/837), : أخبرني عمرو بن الحارث أن سعيدا بن أبي هلال حدثه عن عائشة بنت سعد بن أبي وقاص عن أبيها أنه .. الحديث, لم يذكر فيها خزيمة (المجهول) أبداً في هذهِ الطريق؛ فيكون سعيد بن أبي هلال سمعه من عائشة بنت سعد, وتعليل الحديث بسقوط خزيمة في بعض طرقه، فدعوة الانقطاع بين سعيد بن أبي هلال وعائشة لا دليل عليها، لأن سعيدا معاصر لعائشة بنت سعد أدرك من حياتها سبعا وأربعين سنة بتمامها، فقد ولد سنة سبعين وماتت هي سنة سبع عشر ومائة، ومما يؤكد سماعه منها كون عائشة مدنية، وسعيد نشأ أول عمره بالمدينة ثم انتقل إلى مصر, فيكون قد سمع الحديث مرة بواسطة خزيمة عنها، ومرة سمعه منها مباشرة, وهو كثير في طرق الأحاديث وأسانيدها, زيادة على أن سعيدا ثقة معروف كما سبق. و(عن) منهُ محمولة على اللقاء المفيد للسماع كما هو مذهب مسلم والجمهور، ولا يوجد من صرح بعدم سماعه منها. وصرح البزار في مسنده (1/103) برواية سعيد بن أبي هلال عن عائشة بنت سعد، وروى لها حديثين كذلك منهما حديث التسبيح، وأيضا رواه بهذا السند أبو يعلى في مسنده (2/66/710).

   أقول : وبذلك فالحديث صحيحّ متصل  رجاله رجال الصحيح على مذهب مسلم, ويفهم سبب تصحيح الحاكم له, وموافقة الذهبي, وتصحيح السيوطي, وتصحيح ابن حبان, وتعليق الأرنؤوط عليه في صحيح ابن حبان: إسناده صحيح. وقول العلامة علي القاري في المرقاة في شرح هذا الحديث: "هذا أصل صحيح لتجويز السبحة، لتقريره صلى الله عليه وآله وسلم تلك المرأة، إذ لا فرق بين المنظومة والمنشورة ، ولا يعتد بقول من عدها بدعة ." أ.هـ  وقول العلامة ابن أمير الحاج - تلميذ الشيخ ابن الهمام والحافظ ابن حجر- بعد ما ذكر حديث سعد وبسيرة :"هذه الأحاديث مما تشهد بجواز السبحة المعروفة لإحصاء عدد التسبيح وغيره من الأذكار من غير أن يتوقف على ورود شيء خاص فيها بعينها، بل حديث سعد كالنص في ذلك ، إذ لا تزيد السبحة على مضمونه إلا بضم النوى ونحوه في خيط ، ومثل ذلك لا يظهر تأثيره في المعنى ، فلا جرم إن نقل اتخاذها والعمل بها عن جماعة من السادة الأخيار. أ.هـ  وقول العـــلامة زين العابدين بن إبراهيم بن نجيم صاحب الأشباه والنظائر:" هذا الحديث ونحوه مما يشهد به بأنه لا بأس باتخاذ السبحة المعروفة لإحصاء عدد الأذكار، إذ لا تزيد السبحة على مضمون هذا إلا بضم النوى ونحوه في خيط، ومثل ذلك لا يظهر تأثيره في المنع ، اللهم إلا إذا ترتب رياء وسمعة ، فلا كلام لنا فيه. أ.هـ والله أعلم.
([23])  رواه الترمذي في سننهِ (3554) وقال: هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث هاشم بن سعيد الكوفي, ورواه الطبراني من وجه آخر: عن روح بن الفرج، ثنا عمرو بن خالد، ثنا حُديج بن معاوية، ثنا كنانة مولى صفية، عن صفية بنت حيي رضي الله عنها ...في الكبير (195)، وفي الدعاء  (1739), ورواه الطبراني من وجه ثالث في الدعاء (1586) وفي الأوسط (5/333): حدثنا محمد ابن عثمان ابن أبي شيبة، ثنا أبي، قال: "وجدت في كتاب أبي بخطه، ثنا مستلم ابن سعيد، عن منصور ابن زاذان، عن يزيد بن متعب مولى صفية بنت حيي رضي الله عنها ...  ، ورواه أبو يعلى في مسنده (7118)، وابن عدي في الكامل (7/2574), والحاكم في المستدرك على الصحيحين (2008) من طريق هاشم بن سعيد عن كنانة مولى صفية عنها, وقال: هذا حديث صحيح الإسناد و لم يخرجاه وله شاهد من حديث المصريين بإسناد أصح من هذا, ثم ذكر حديث سعد السابق، ووافقه الذهبي, وصححهُ السيوطي في الحاوي للفتاوي (2/ 2), ورواه  المنذري في الترغيب والترهيب (2/360), وقال: إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما, وحسنه الحافظ ابن حجر العسقلاني في نتائج الأفكار (1/82), وحسنهُ في الفتوحات الربانية (1/244), وضعفهُ المباركفوري في تحفة الأحوذي (9/67) وقال: تفرد به هاشم بن سعيد وهو ضعيف, وضعفهُ الألباني في ضعيف الترغيب (960), وقال في ضعيف الترمذي (3554): منكر.
   وقال الألباني في السلسلة الضعيفة  في تعليقهِ على (83) عند تخريجه لحديث (نعم المذكّر السبحة): أخرجه الترمذي (4/274) وأبو بكر الشافعي في " الفوائد " (73/255 / 1) , والحاكم ( 1 /547 ) من طريق هاشم بن سعيد عن كنانة مولى صفية عنها , وضعفه الترمذي بقوله: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث هاشم بن سعيد الكوفي , وليس إسناده بمعروف , وفي الباب عن ابن عباس, وأما الحاكم فقال: صحيح الإسناد, ووافقه الذهبي وهذا منه عجب, فإن هاشم بن سعيد هذا أورده هو في " الميزان " و قال : قال ابن معين : ليس بشيء, وقال ابن عدي: مقدار ما يرويه لا يتابع عليه, ولهذا قال الحافظ في " التقريب " : ضعيف, وكنانة هذا مجهول الحال لم يوثقه غير ابن حبان. ثم استدركت فقلت: لكن قد روى عن كنانة جمع منهم زهير وحديج ابنا معاوية, ومحمد بن طلحة بن مصرف, وسعدان بن بشير الجهني, وكل هؤلاء الأربعة ثقات, يضم إليهم يزيد بن مغلس الباهلي, وثقه جماعة وضعفه آخرون فسبيل من روى عنه هؤلاء أن يحشر في زمرة من قيل فيه: صدوق, كما حققته أخيرا في بحث مستفيض فريد في " تمام المنة " ( ص 204 ـ 206 ), فلا تغتر ببعض الجهلة كالسقاف وغيره, وعليه فعلة الحديث هاشم فقط. أ.ه

   أقول :قول الشيخ الألباني ــ رحمه الله ــ في تضعيف هاشم بن سعيد هو قول الحافظ ابن حجر العسقلاني في نتائج الأفكار (1/79): وهشام بن سعيد الراوي عنه كوفي، قال فيه ابن معين: ليس بشيء، وقال أحمد: لا أعرفه، وقال أبو حاتم الرازي: ضعيف، وقال أبو أحمد بن عدى: لا يتابع على حديثه أ.ه
  
  أقول : أما قول الإمام أحمد: لا أعرفه، فلا يضر لكون غيره قد عرفه. وحقاً إن هاشم بن سعيد الكوفي كان قليل الرواية، حتى أن بعضهم لم يعرفه بسبب قلة روايته أو ندرتها، وقد قال عنه الذهبي في الديوان : كوفي مقل. أما قول ابن معين فيه: ليس بشيء، فإن ابن معين يقصد بهذا في الغالب من كان قليل الحديث. قال الحافظ في مقدمة الفتح (ص421) في ترجمة عبد العزيز ابن المختار البصري : ذكر ابن القطان الفاسي أن مراد ابن معين من قوله: ليس بشيء يعني أحاديثه قليلة جداً أ.ه وكذا قال السخاوي في فتح المغيث. وأما توثيق ابن حبان وتضعيف أبي حاتم: فالراوي يكون في هذه الحالة لينا أوفيه ضعف قريب. ولذلك قال فيه الذهبي في الكاشف (3/217) : ضُعِّف. وعليه فتحسين الحافظ له وجيه كما في أمالي الأذكار (1/177). وأما قول ابن عدي: أنه لا يتابع فلا يقدح أيضا في هذا السند، لكونه قد توبع فيه, قال ابن حجر في نتائج الأفكار (1/80): قد توبع على هذا الحديث وبقية رجال الترمذي رجال الصحيح أ.ه  

    أقول: بل ولهُ شاهد: روى الطبراني في الأوسط (5/333): عن روح بن الفرج، ثنا عمرو بن خالد، ثنا حُديج بن معاوية، ثنا كنانة مولى صفية، عن صفية بنت حيي رضي الله عنها ... وروح بن الفرج القطان المصري ثقة، من مشايخ الطبراني والطحاوي. وعمرو بن خالد: ثقة ثبت، من رجال البخاري. وحديج بن معاوية: صدوق يخطئ كما قال الحافظ في التقريب فهذه متابعة قوية لهاشم بن سعيد الكوفي. وله متابعة أخرى :أخرج ابنُ عدي في الكامل (7/2574): من ترجمة هاشم بن البريد، قال: أخبرنا ابن شهريار ثنا محمد بن صدران ثنا سلم ثنا هاشم بن البريد ثنا كنانة سمع صفية قالت... وابن شهريار هو محمد بن الحسين بن شهريار قال حمزة في سؤالاته سألت عنه الدارقطني فقال: لا بأس به، وقال ابن الجزري في طبقات القراء: محدث ثقة، ثم نقل عن الداني قوله فيه: مشهور من أصحاب الحديث، وقد ذكر الخطيب والباجي والذهبي أنه راوي كتاب التاريخ والرجال عن عمرو الفلاس وأهل العلم بالحديث يعتمدون على هذا الكتاب في نقلهم لأقوال الفلاس في الرجال، وهذا منهم توثيق له، ووثقه الدارقطني والداني وابن الجزري وعظم الرواية عنه ابن الأسود، واحتج به الأئمة. ومحمد بن صدران: ثقة صدوق. وسلم هو ابن قتيبة: صدوق. وهاشم بن البريد: ثقة. وكنانة، قال عنه ابن حجر: كنانة مولى صفية يقال اسم أبيه نبيه مقبول، ضعفه الأزدي بلا حجة .أ.ه وقال عنه العجلي في الثقات: مدني تابعي ثقة. ووثقه ابن حبان. وهو كما قال الألباني فيما سبق: صدوق. أقول: فالحديث بذلك يكون في درجة الحسن. والله أعلم.
  
    أقول: أما تعليل الشيخ الألباني ــ رحمه الله ــ بجهالة كنانة فقد رفع هو نفسهُ جهالة كنانة إذ قال: ..( ثم استدركت فقلت: لكن قد روى عن كنانة جمع منهم زهير وحديج ابنا معاوية, ومحمد بن طلحة بن مصرف, وسعدان بن بشير الجهني, وكل هؤلاء الأربعة ثقات, يضم إليهم يزيد بن مغلس الباهلي, وثقه جماعة وضعفه آخرون فسبيل من روى عنه هؤلاء أن يحشر في زمرة من قيل فيه: صدوق.... وعليه فعلة الحديث هاشم فقط). أ.ه أقول : وعلى الرغم مما سبق فإنَّ الحافظ ابن حجر حسّنهُ في نتائج الأفكار حيث قام بتخريجه من طريق الطبراني, وقال: هذا حديث حسن. ورواية الطبراني كما في الدعاء (1586): (حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، ثنا أبي قال: وجدت في كتاب أبي بخطه، ثنا مستلم بن سعيد، عن منصور بن زاذان، عن يزيد، يعني ابن معتب مولى صفية بنت حيي رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مرّ عليها وبين يديها كوم من نوى فسألها: ما هذا؟ فقالت: أسبح به يا رسول الله، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: لقد سبحت منذ قمتُ عليك أكثر من كل شيء، سبحت فقلت: قالت: كيف قلت؟ قال: قلت: سبحان الله عدد ما خلق). وهذه الطريق ليس فيها هاشم بن سعيد, ومحمد بن عثمان شيخ الطبراني ثقة الميزان (3/642)، وكذا أبوه عثمان بن محمد فهو حافظ كبير معروف. وجده شيبة ثقة أيضاً، ومنصور بن زاذان ثقة, احتج بهِ الجماعة التهذيب (10/306)، ومستلم بن سعيد هو ابن أخت منصور بن زاذان وثقه ابن شاهين، ونقل عن يزيد بن هارون أنه أثنى عليه، وقال ابن معين: صالح، وقال أحمد: شيخ ثقة، وقال الذهبي وابن حجر :صدوق .التقريب (2/214). فلم يبق في السند إلا يزيد وهو مجهول، ولكنه مذكور في ترجمة صفية رضي الله تعالى عنها في الإصابة (4/348)، وهو تابعي، وروى عنه ثقة، لذا فجهالته لا تضر، قال الذهبي: وأما المجهولون من الرواة، فإن كان رجل من كبار التابعين أو أوساطهما احتمل حديثه، وتلقي بحسن الظن إذا سلم من مخالفة الأصول ومن ركاكة الألفاظ. أ.ه  وهذا كما في علوم المصطلح. بل وإن حديث صفية بروايتيه يكون شاهدًا لحديث سعد بن أبي وقاص ليرتقي إلى درجة الحسن لغيره على قواعد المحدثين. وبالمتابعة السابقة يصير الحديث صحيحاً لغيرهِ, على قواعد جمهور المحدثين والأصوليين، والله أعلم.     
([24])  رواه مسلم في صحيحهِ عن جويرية (2726), ورواه عن عبدالله بن عباس: أبو داود في سننه (1503) وسكت عنهُ, وصححهُ ابن خزيمة في التوحيد (1/17 و 1/394), وصححهُ الألباني صحيح أبي داود (1503).   
([25])  رواه أحمد في مسندهِ (2/75/11731)  قال شعيب الأرنؤوط: حسن لغيرهِ. وصحح إسناده الحاكم في مستدركهِ (1889) وقال: هذا أصح إسناد المصريين فلم يخرجاه ووافقهُ الذهبي. وصححه ابن حبان في صحيحهِ (3/121/840). وإسنادهُ حسن عند أبي يعلى كما قال الحافظ الهيثمي. وصحح إسناده عبد الحق الاشبيلي في الأحكام الصغرى (891),  وحسنهُ ابن القطان في الوهم والايهام (4/377). ورواه المنذري في الترغيب والترهيب (2/354), وقال: إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما, وحسنهُ الهيثمي في مجمع الزوائد (10/90), وحسنه الحافظ ابن حجر في الأمالي المطلقة (223). وصححهُ السيوطي في الجامع الصغير (998). وضعفهُ الألباني في ضعيف الترغيب (946), وفي ضعيف الجامع (828).
    
   أقول: وفي هذا الحديث إثبات جواز العد المطلق بدون التقييد بعدد, والكثرة إن كانت بالمئات والألوف لمن اتخذ ورداً احتاجت لآلةٍ من أجل عدّها. والله أعلم
([26])  رواه أحمد في مسندهِ (2/185/6740 و 2/214/7005)  قال شعيب الأرنؤوط: صحيح وهذا إسناد حسن. وصحح إسنادهما أحمد شاكر في مسند أحمد (11/26 و11/184), ورواه المنذري في الترغيب والترهيب عن عبد الله بن عمرو (3/370), وقال: إسناده جيد, وكذلك الهيثمي في مجمع الزوائد (10/89), وحسنهُ الألباني في صحيح الترغيب عن عبد الله بن عمرو (1591), وفي السلسلة الصحيحة عن جد عمرو بن شعيب (2762). أقول: وفي هذا الحديث إثبات جواز العد أكثر من مئة, ردّ على القول: " أكثر ما جاء من العدد في السنة الصحيحة, فيما ثبت لدي إنما هو مئة, وهذا يمكن ضبطه بالأصابع بسهولة لمن كان ذلك عادته". وفي الحديث أيضاً : أن الذكر بالأعداد الكبيرة مع المداومة عليها مندوب إليه وهو من أفضل الأعمال.
([27])  متفق عليه, رواه البخاري في صحيحهِ (3293 و 6403), ومسلم في صحيحهِ (2691). وفي قولهِ: (إلا رجل عمل أكثر منه) دلالة واضحة على أن الزيادة مندوبة.
([28])  رواه مسلم في صحيحهِ (2692), وصححهُ الترمذي في سننهِ (3469), والمنذري في الترغيب والترهيب (653),والسيوطي في الجامع الصغير(6425),), والألباني في صحيح الترمذي (3469),وفي صحيح الترغيب (653),  وفي صحيح الجامع (6425). أقول: وفي هذا الحديث أيضاً إثبات جواز العد أكثر من مئة, وأن ليس للزيادة حد أو شرط بنص الحديث وإن قلت ألفاً أو أكثر لا أكون مبتدعاً. ومن الحديث فأن الذكر بالأعداد الكبيرة مع المداومة عليها مندوب إليه وهو من أفضل الأعمال.
([29])  رواه الديلمي في مسند الفردوس (2726), وأورده السيوطي في الحاوي للفتاوي (2/ 2),  وضعفهُ الطحاوي في حاشيته على مراقي الفلاح (1/121), وقال الألباني في السلسلة الضعيفة (83): موضوع. جل رواته مجهولون. أقول: في إسناده محمد بن هارون له مناكير كثيرة كما قال الخطيب، وضعفه الدارقطني، وفيه عبد الصمد فقد نقل الذهبي وابن حجر عن الخطيب قوله: "ضعفوه، وقال الحافظ:" يروي مناكير, وفي الإسناد أم الحسن وأبوها، ولا يحتج بهما. والله أعلم.
([30])  قال الألباني في السلسلة الضعيفة (1002): رواه أبو القاسم الجرجاني في  تاريخ جرجان  ( 68 ) .. عن أبي هريرة مرفوعاً. وهذا موضوع. وآفته عبد الله بن محمد بن ربيعة القدامي. قال فيه الذهبي :وهو متهم. (ميزان الاعتدال4/180). أقول: القدامي هو علة هذا الحديث فهو ساقط لا يحتج به أبداً. والله أعلم.
([31])  أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء (1/389) بسند صحيح, وأورده الذهبي في السير (2/610). وفي تذكرة الحفاظ (1/35), وصحح اسنادهُ الحافظ ابن حجر العسقلاني في الإصابة (4/209).     أقول: وكيف لهُ أن يعدَّ هذا العدد الكبير بأناملهِ فقط, بل لا بدَّ من استخدام آلية للعـد, كالحصى أو النوى. وإذا ثبت الشيء ثبتت لوازمه. والله أعلم.
([32])  أخرجهُ ابن سعد في الطبقات (7/60), وابن حجر العسقلاني في الإصابة (4/109), وقال: لهُ متابعة. ورواه أحمد في الزهد بنفس الإسناد كما الحاوي للسيوطي (2/2), ورواهُ أحمد في الجامع في العلل ومعرفة الرجال (2/188).  وأعلَّ الألباني هذا الأثر فقال: ( أم يونس بن عبيد ، ولا ذكر لها في شيء من كتب التراجم). أ.ه
    أقول: أم يونس ذكرها البخاري في التاريخ الكبير (9/44) ، وذكرها مسلم في المنفردات (19): لم يرو عنها غير ابنها، ولم يوثقها أحد. وذكرها ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل. وأقول: أم يونس روى عنها غير ابنها: المعلى بن الأعلم كما في الجرح والتعديل (8/333)؛ والتاريخ الكبير (9/44), لم يذكروا فيها جرحاً ولا تعديلاً .فهي مستورة لارتفاع جهالة العين برواية اثنين. بل وهي من التابعين؛ فإثبات صحبة أبي صفية عن طريقها في هذا الأثر عند ابن حجر وابن عبد البر وابن الأثير وابن سعد كما في الإصابة في تمييز الصحابة (4/109) والاستيعاب في أسماء الأصحاب (4/108) وأسد الغابة (5/175) والطبقات الكبرى ( 7/43). وقد احتج بذلك الأئمة الحفاظ ممن صنفوا في الصحابة فمنهم البخاري وابن أبي حاتم والنووي في تهذيب الأسماء واللغات (1/28)، وابن كثير في البداية والنهاية (5/322), وابن سيد الناس في عيون الأثر في المغازي والسير  (2 /393)؛ احتجوا بأن أبا صفية من الصحابة، بل ومن المهاجرين اعتماداً على طريق أم يونس بن عبيد، وهذا دليل على قبولهم رواية أم يونس وتوثيقهم لها. والعمل بالرواية أبلغ من التوثيق. وذكر الحافظ السخاوي في كتابه الفخر المتوالي فيمن انتسب للنبي من الخدم والموالي أبا صفية من المهاجرين المعدودين في الموالي (ص 68).  وفي معجم الصحابة للبغوي ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (4/293): أن أبا صفية، وهو مولى رسول الله r كان يوضع له نطع- فراش من جلد- ويجاء بزنبيل فيه حصى فسبح به إلى نصف النهار ، ثم يرفع فإذا صلى الأولى أتي به فيسبح به حتى يمسي. وهذهِ متابعة لأم يونس, رواه الحافظ البيهقي في شعب الإيمان (1/460).ونقله ابن كثير في البداية والنهاية عن البغوي.وعليه: هذه أسانيد رواتها ثقات محتج بهم، والله أعلم
([33])  أخرجهُ ابن أبي شيبة في مصنفه بسندٍ صحيح (1/307), وقال: وفيه جواز إحصاء الطواف بما يذكره بعددها فلا ينقص ولا يزيد. والفاكهي في أخبار مكة, ذِكْرُ السَّعْيِ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ  (1319). أقول: وفي هذا تيسير للعد بالحصى لعدد بسيط, فكيف للعدد الكبير.                                              
([34])  أخرجهُ أحمد في مسندهِ (2/540/10990) وقال شعيب الأرنؤوط: إسناده ضعيف لجهالة الطفاوي وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين ولبعض قطع هذا الحديث طرق وشواهد تقويه. ورواه أبو داود في سننهِ (2174), وسكت عنهُ, وقد قال في رسالته لأهل مكة كل ما سكت عنه فهو صالح, أخرجهُ ابن أبي شيبة في مصنفه فِي عَقْدِ التَّسْبِيحِ وَعَدَدِ الْحَصَى ( 2/161/7485), وضعفهُ الألباني في ضعيف أبي داود (2174), وفي نقد النصوص (12).  أقول: لا شكّ أن في هذا الأثر رجل مبهم ( الطفاوي ) ولكن الموقوفات يتساهل فيها في مثل ذلك عند أكثر أهل العلم, وإنَّ الأثر الأول الثابت المخرج في (31) يشهد لتسبيح أبي هريرة بالنوى. وأخرج أبو نعيم في الحلية (1/383 ): أنه كان لأبي هريرة خيط فيه ألفا عقدة، فلا ينام حتى يسبح به. وعزاه الحافظ السيوطي في المنحة لأحمد في الزهد، وذكره الذهبي في تذكرة الحفاظ (1/35), وما قاله السيوطي في الحاوي (2/ 2): وأخرج عبد الله بن الإمام أحمد في زوائد الزهد من طريق نعيم بن محرر ...أ.ه أقول: ونعيم بن المحرر: مجهول. (سير أعلام النبلاء2/623).  وقال السيوطي في الحاوي (2/ 2): وأخرج ابن سعد عن أبي هريرة أنه كان يسبح بالنوى المجزع. أ.ه والله أعلم.           
([35])  أخرجهُ ابن أبي شيبة في مصنفه (6/60)  كتاب الدعاء, حديث رقم (28899), وعبيدة بن حميد صدوق, ذكره الذهبي في طبقات المحدثين (1\67). وأخرج له البخاري. هلال بن يساف كوفي ثقة تابعي كبير أدرك علياً وطبقتهُ كما في معرفة الثقات (2\334). قال ابن حبان: هلال بن يساف مولى أشجع أبو الحسن مات بالكوفة وقد أدرك علي بن أبى طالب. مشاهير علماء الأمصار (1\109). أخرج له البخاري في التعاليق ومسلم والأربعة. وقال الحافظ ابن حجر العسقلاني: وكان ثقة كثير الحديث. تهذيب التهذيب (11\76).  
أقول: وفي قول عبد الله بن مسعود للمرأة: ألا أدلك على خير من ذلك، لدليل قاطع على جواز السبحة، وفي قوله لها: أنت التي تسبحين وتحصين، لبيان واضح منه أنه إنما أرشد المرأة إلى ترك الإحصاء والتسبيح بعدد محصور، فمذهبهُ كما صحَّ عنهُ كراهية العدّ وليس إنكار التسبيح بالحصى أو النوى. بل إنَّ فعلهُ كفعل النبي صلى الله عليه وسلم حينما أرشد صفية للكلمات الجامعة. أقول: وبذلك هو شاهد صحيح لحديث أم المؤمنين صفية حديث رقم (4) والمخرج في (24) من هذهِ الرسالة. والله أعلم.
([36])  أخرجهُ عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد (ص 141). أقول: هذا سند متصل رجاله ثقات. مسكين بن بكير روى له البخاري متابعة، وروى له مسلم وغيره في الأصول، ووثقه ابن عمار، وقال أحمد وابن معين وأبو حاتم: لا بأس به. وثابت بن عجلان تابعي شامي ثقة احتج به البخاري، وثقة ابن معين, وقال أبو حاتم: لا بأس به صالح الحديث. والقاسم بن عبد الرحمن هو أبو عبد الرحمن الشامي الدمشقي، صاحب أبي أمامة الباهلي، وثقة ابن معين والعجلي والترمذي ويعقوب بن سفيان ويعقوب بن سفيان ويعقوب ابن شيبة. ولم يعل هذا الأثر إلا بدعوى عدم سماع القاسم سمع من أبي الدرداء, وقد حقق ذلك كثيرون وأثبتوا سماعه. والله أعلم.
([37])  أخرجهُ مصنف ابن أبي شيبة ( 2/161): فصل في عقد التسبيح وعدد الحصى. أقول: هذا سند حسن. يحيى بن سعيد هو القطان، روى عن عبيد الله بن عمر: ثقة. وعبيد الله بن الأخنس: صدوق، وأما مولى أبي سعيد فإن كان هو أبو سعيد مولى أبي سعيد، فقد وثقه ابن حجر فقال في المطالب العالية (4/286) عن إسناد هو فيه: رجاله ثقات سمع بعضهم من بعض. أ.ه وقد يكون مولى أبو سعيد رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فخرج أحمد في مسنده (3/42/11403) من طريق مولى لأبي سعيد الخدري قال: بينما أنا مع أبي سعيد الخدري مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ دخلنا المسجد.. الحديث، وحسن هذا لغيره الألباني في الثمر المستطاب. والله أعلم.
([38])  أخرجهُ ابن أبي شيبة في مصنفه ( 2/162/7668) باب: من كره عقد التسبيح. والطحاوي في مشكل الآثار (10/291/ 3483) وقال بعدهُ: إن كل أمر به رسول الله r مما له عدد مما لا يضبط إلا بعقد التسبيح فالعقد في ذلك داخل في أمره ومحضوض على فعله. أ.ه  أقول: وهذا الأثر صحيح الإسناد. وليس فيهِ منع استعمال الحصى أو النوى وإنما كراهية الحساب, وهو كرأي ابن مسعود t في كراهية العدّ, ومذهب ابن عمرt   وابن مسعود t متعارضٌ بأقوال وأفعال الكثير من الصحابة كما صحّ في الآثار السابقة, وإن قولهُ t ليس بحجةٍ على غيرهِ, خاصةً وهو متعارضٌ مع فعلِ رسولِ الله r وعدمِ منعهِ في حديثي سعد وصفية t. والله أعلم.
([39])  أخرجهُ ابن أبي شيبة في مصنفه ( 2/160/7659): فصل في عقد التسبيح وعدد الحصى: حدثنا يحيى بن سعيد عن سفيان عن حكيم بن الديلمي عن مولاة لسعد... أقول: وهذا الأثر فيه مولاة سعد مجهولة. وأخرجهُ ابن سعد في الطبقات (3/143): عن حكيم بن الديلمي.. وفيه انقطاع، فإن حكيم بن الديلمي لم يرو عن سعد بن أبي وقاص. والله أعلم.
([40])  أخرجهُ ابن أبي شيبة في مصنفه ( 2/162/7669) باب: من كره عقد التسبيح . أقول: وهذا الأثر علته الانقطاع فسعيد ابن جبير لم يسمع من عمر t. وعلى علتهِ ففيهِ عدم إنكار التسابيح من عمر t ، وإنما أرشدهُ إلى الذكر الجامع كما أرشد الرسول r أم المؤمنين صفية t  والله أعلم.
([41])  أخرجهُ ابن أبي شيبة في مصنفه ( 2/160/7662): فصل في عقد التسبيح وعدد الحصى: عن حميد بن عبد الرحمن عن القاسم عن حسن بن موسى القاري عن طلحة بن عبد الله عن زاذان قال.... وهذا الأثر علته جهالة طلحة بن عيد الله الكندي كما قال الذهبي في الميزان وابو حاتم في الجرح والتعديل قال: مجهول. ووثقهُ ابن حبان وحده. والله أعلم.
([42])  أخرجهُ ابن أبي شيبة في مصنفه ( 2/160/7657) وهذا الأثر علته جهالة امرأة من بني كليب. وعلى علتهِ ففيهِ عدم إنكار التسابيح من أم المؤمنين عائشة t ، وإنما أرشدتها إلى ما هو أفضل أو ما هو أولى وهو التسبيح بالأصابع. والله أعلم.
([43])  أخرجهُ ابن سعد في الطبقات (8/474), وفي المناهل المسلسلة لعبد الباقي: أن فاطمة بنت الحسين كان لها خيط تسبح بها. أ.ه أقول: وهذا الأثر فيه امرأةٌ مجهولة. والله أعلم
([44])  أنظر الأثر( د), والمخرج في (34).                        
([45])  أخرجهُ ابن أبي شيبة في مصنفه ( 2/162), أقول: وهذا السند علّتهُ إبراهيم بن المهاجر، فحديثه ضعيف. ضعفه يحيى بن معين وابن حبان ويحيى بن سعيد القطان وأبو حاتم الرازي والنسائي والدارقطني وابن عدي والعقيلي. التهذيب (1/ 168)؛ الجرح والتعديل (1/1/132) والعقيلي في الضعفاء (1/67). قال الدار قطني: حدث بأحاديث لا يتابع عليها. وقال أبو حاتم الرازي: ليس بالقوي ... يكتب حديثهم ولا يحتج به. قال عبد الرحمن بن أبي حاتم: قلت لأبي: ما معنى لا يحتج بحديثهم ؟ قال: كانوا لا يحفظون فيحدثون بما لا يحفظون، فيغلطون ترى في أحاديثهم اضطرابات ما شئت. اهـ
   أقول: فلا يجود حديثه إلا بمتابع، وإن انفرد فضعيف. وقال الألباني في السلسلة الضعيفة والموضوعة ( 3/402 ) في تعليقهِ على الحديث (1248): هذا متن موضوع كما قال ابن حبان, وإسناده ضعيف جدا, و له علتان : الأولى : إبراهيم , قال الذهبي في الميزان وساق له هذا الحديث: قال البخاري: منكر الحديث . وقال النسائي: ضعيف. وروى عثمان بن سعيد عن يحيى: ليس به بأس . قلت: انفرد بهذا الحديث. قلت: وفي ترجمته أورده ابن حبان و قال: منكر الحديث جدا. وقال الحافظ في  التقريب: ضعيف! وقال الحافظ ابن كثير في تفسيره ( 3/141 ) بعد أن عزاه لابن خزيمة: هذا حديث غريب, و فيه نكارة, و إبراهيم بن مهاجر وشيخه تكلم فيهما. أ.ه وقال أيضاً في السلسلة الضعيفة والموضوعة  ( 3/447 ) حديث (1287): إبراهيم بن المهاجر وهو ابن جابر البجلي صدوق لين الحفظ, فهو علة الحديث. أ.ه وقال أيضاً في السلسلة الضعيفة والموضوعة ( 7 /42) في تعليقهِ على الحديث (3042 ): وهذا إسناد ضعيف، ففي الوجه الأول: أبو إسحاق - وهو السبيعي - مدلس على اختلاطه. وشريك - ابن عبدالله القاضي - وهو ضعيف لسوء حفظه. وفي الوجه الآخر: إبراهيم بن المهاجر وهو البجلي الكوفي؛ قال الحافظ: صدوق لين الحفظ. أ.ه
  أقول: وعلى افتراض صحَّتهُ عن إبراهيم النخعي – وأنّى لهُ _ فهو قد نهى ابنتهُ عن عون النساءِ في فتل خيوط التسابيح, ولم ينهها عن استعمالها ولا عن التسبيح بالنوى أو الحصى, ولم ينهَ بقية النساء ولم ينكر عليهنَّ فتل الخيوط. وكذلك فإن في هذا الأثر – لو صحَّ - دليل أنَّ للنساءِ تسابيح يسبحن بها في عصرهِ عصرِ التابعين. والله أعلم.
([46])  أخرجهُ ابن وضاح القرطبي في البدع والنهي عنها (ص11). وقال الألباني في السلسلة الضعيفة والموضوعة: سنده ضعيف جدا. أقول: وهذا الأثر موضوع، لأن أبان ابن أبي عياش البصري كذاب مشهور. قال فيه الإِمام أحمد: متروك الحديث. روايته هنا عن الحسن وفيها مغمز شديد. الميزان: (1/11).      
 ([47])أقول: وهذا الأثر موضوع، لأن في إسناده محمد بن أحمد بن إبراهيم بن قريش قال الخطيب: ثقة إلا أنه يروي مناكير. وفيه أيضا مقاتل بن صالح مجهول، وفيه عبد الأعلى بن عامر الثعلبي متفق على تضعيفه، فقال ابن القطان في بيان الوهم والإيهام عن حديث له: أراه لا يصح من أجله وقال أبو زرعة: ضعيف ربما رفع الحديث وربما وقفها، وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه: ضعيف الحديث، وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم سألت أبي عنه فقال: ليس بقوي... وقال النسائي ليس بالقوي ويكتب حديثه، وقال أبو علي الكرابيسي: كان من أوهى الناس وقال العقيلي: تركه ابن مهدي وابن القطان تهذيب التهذيب (٥/ ٤ /٣٨٣٥).  وقال ابن سعد: كان ضعيفا في الحديث، وأورده البخاري والعقيلي وابن عدي وابن الجوزي في الضعفاء، قال ابن عدي: قال أحمد: منكر الحديث حدث عن سعيد بن جبير وابن الحنفية وأبي عبد الرحمن السلمي بأشياء لا يتابع عليها الجرح والتعديل (6/25).  وقد روى هنا عن أبي عبد الرحمن السلمي وهذه العلل كلها توجب رد هذا الخبر، فضلاً عن النكارة في المتن. والله أعلم.
  * والآثار في هذا الجانب كثيرة جمعها الإمام السيوطي في رسالتهِ سماها: المنحة في السبحة ضمن كتابه الحاوي, في بداية الجزء الثاني.
([48])  أخرجهُ ابن أبي شيبة في مصنفه ( 2/162/7667) باب: من كره عقد التسبيح. أقول: وهذا الأثر صحيح الإسناد. أبو معاوية هو محمد بن خازم التميمي ثقة. والأعمش ثقة. وروايته عن إبراهيم محمولة على السماع كما ذكر ذلك الذهبي في الميزان (2/224). ولكن لا دلالة فيه على منع استعمال الحصى والنوى في عد الذكر، لأن لم ينكر استعمال النوى في الذكر، ولكنه أنكر المنَّ على الله بعدِّ الذكر وحسابهِ، كما سبق عن ابن عمر t. ثمَّ أنَّ هذا رأي ابن مسعودt. ومذهب الصحابي ليس بحجة كما تقرر في الأصول، خاصةً إذا عارضه غيره من الصحابة كأبي هريرةt  وأبي الدرداء t وأبي صفية t  وأبي سعيد الخدري t  كما سبق في الآثار الصحيحة في هذهِ الرسالة؛ فضلاً عن أن يكون معارِضاً لما صحَّ عن رسول الله r كما سبق في حديثي سعد وصفيةt . والله أعلم.
([49])  أنظر الأثر (ه), والمخرج في (35) من هذهِ الرسالة. أقول: هذا سند جيد. وقول عبد الله بن مسعود للمرأة: ألا أدلك على خير من ذلك، دليل قاطع على جواز السبحة، وفي قوله لها: أنت التي تسبحين وتحصين، لبيان واضح منه أنه إنما أرشد المرأة إلى ترك الإحصاء والتسبيح بعدد محصور، فمذهبهُ كما صحَّ عنهُ كراهية العدّ -كما صح في الأثر السابق - وليس إنكار التسبيح بالحصى أو النوى. ثمَّ إنَّ فعل الصحابي –كما قلتُ في تعليقي السابق - ليس بحجة مع سنة رسول الله r، فكيف إذا خالفه غيرهُ من الصحابة, ومن جهةٍ أخرى أرى إنَّ فعلهُ tكفعل النبي r حينما أرشد صفيةt  للكلمات الجامعة ولم يمنعها من التسبيح بالحصى والنوى كما في الحديث الصحيح رقم (4) والمخرج في (24) من هذهِ الرسالة. والله أعلم.  
([50])  أخرجهُ ابن وضاح القرطبي في البدع والنهي عنها (ص11). أقول: وهذا السند ضعيف للانقطاع بين سيار ابن الحكم وابن مسعود t, وقد قال فيه ابن حجر: قد أدرك بعض الصحابة لكن لم يلق أحدًا منهم، فهو من كبار أتباع التابعين. أ.ه فسيار بن الحكم وإن كان ثقة، لكنه من أتباع التابعين التهذيب (4/291)، وبذلك ثبت عدم سماعهِ من ابن مسعود t . ناهيك عن نكارة في المتن فكيف يرمي t المسلمين بالحصى في المسجد ثم يخرجهم منه؟!. والله أعلم.    
([51])  أخرجهُ ابن وضاح القرطبي في البدع والنهي عنها (ص12). أقول: وهذا السند ضعيف للانقطاع بين الصلت بن بهرام وابن مسعود t, فالصلت بن بهرام وإن كان ثقة ، لكنه من أتباع التابعين التهذيب (4/432)، وبذلك ثبت عدم سماعهِ من ابن مسعود t ناهيك عن نكارة في المتن فكيف يضربُ t رجلاً برجلهِ ؟!  أقول:  وبما أنَّ الطريق السابق فيه انقطاع, وهذا الطريق كذلك فلا يصلح أبداً أن يتقوَّى أحدهم بالآخر لتحسين الأثر. والله أعلم.         
([52])  أخرجهُ ابن وضاح القرطبي في البدع والنهي عنها (ص12). أقول: وهذا الأثر موضوع، لأن ابن سمعان وهو: عبد الله بن زياد المخزومي قال فيه مالك وابن إسحاق ويحيى: كان كذاباً. وقال أحمد: متروك الحديث. وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث سبيله سبيل الترك. وقال أبو داود: كان من الكذابين. وقال النسائي والدارقطني: متروك.ولم يسمع من ابن مسعودt  التهذيب (5/219). وأقول للعلم: أن ابن وضاح - الذي أخرج الأثر الثالث والرابع والخامس عن ابن مسعود- وإن كان محدثا كبيراً ومن أهل الفضل والعقل والورع إلا أنه متكلم فيه, فهو كثير الخطأ وكان يغلط ويصحف ففي سير أعلام النبلاء (13/445) في ترجمة ابن وضاح, قال ابن الفرضي: كان كثيرا ما يقول ليس هذا من كلام النبي صلى الله عليه وسلم في شيء ويكون ثابتا من كلامه, قال: وله خطأ كثير محفوظ عنه ويغلط ويصحف ولا علم له بالعربية ولا بالفقه. أ.ه  وقال مثله أبو الوليد الأزدي في تاريخ علماء الأندلس (2/17).والله أعلم. 
([53])  أخرجهُ الدارمي في سننه (79). وابن شامة في الباعث على إنكار الحوادث (1/14). أقول: وهذا الأثر ضعيف لأن في سندهِ الحكم بن المبارك وهو الباهلي, قال الحافظ في التقريب (1/192): صدوق ربما وهم. و في ميزان الاعتدال في نقد الرجال (2\345): عده ابن عدي في ترجمة أحمد بن عبدالرحمن فيمن يسرق الحديث. وتفرد به عمرو بن يحيى بن عمرو بن سلمة الهمداني عن أبيه عن جده، وهو ضعيف وله مناكير، قال الهيثمي باب العمال على الصدقة ومالهم منها: رواه أبو يعلى وفيه عمرو بن يحيى بن سلمة وهو ضعيف. وذكر ابن حجر العسقلاني في لسان الميزان (4/378): عمرو بن يحيى بن عمرو بن سلمة قال يحيى بن معين ليس حديثه بشيء قد رأيته وذكره بن عدي مختصرا انتهى. وقال بن خراش ليس بمرضي. وقال بن عدي ليس له كبير شيء ولم يحضرني له شيء. وذكره ابن عدي في الضعفاء الرجال (5\122). أقول: وإن صحَّ فإنَّ ابن مسعود t أنكر عدَّ التسبيح فقط كما هو مذهبه حينما قال: عدوا سيئاتكم.. ولم يتكلم على الحصى وسكت عنه ففيه إقرار التسبيح بالحصى وإنكار العدّ. والله أعلم.

هناك 13 تعليقًا:

  1. جهد عظيم ومبارك
    وتحقيق ضخم
    الله يجزيك الخير
    الشيخ مأمون المومني

    ردحذف
    الردود
    1. بعض ما عندكم شيخ مأمون,
      مع جزيل الشكر لمرورك وتعليقك.

      حذف
  2. شكرا لك دكتور ناصر
    والله يجعلك ناصر كل سنة.
    لانك علمتني كيف ارد على اللي حرموا علينا كل شي
    وبدك الصحيح انك ما تركت مجال لاي مقال.
    ابراهيم النقشبندي

    ردحذف
    الردود
    1. أخي العزيز ابراهيم
      تحية وبعد؛
      إننا لا نتعلم لأجل أن نتجادل, وإنما كي نميّز الحق ونعمل بهِ.
      وكلما ازددنا علماً زدنا رحابة صدرٍ, فالخلاف لا يفسدُ للودِّ قضية.
      وقولك لي ( علمتني ) يخجلني جداً فما أنا إلا طالب علمٍ.
      وقولك ( ما تركت مجال ) فربما أكون قد تركتُ أكثر ما ذكرتُ.
      وأشكرك جزيل الشكر لتعليقك راجياً أن ترهف سمعاً لكلماتي.

      حذف
  3. والله عمرو ما خطر ببالي انو في حدا بيقول انو المسبحة بدعة
    شكرا لتوضيحك

    ردحذف
    الردود
    1. أخي غير معرف, تحية طيبة وبعد؛
      قال تعالى:
      {وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً }الإسراء85
      {وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ }يوسف76
      {وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْماً }طه114
      وصحَّ عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنهُ قال:
      "الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكر الله وما والاه, وعالما أو متعلما"
      وأشكر لك تواضعك.

      حذف
  4. اختلاف العلماء فيه رحمة للامة.كثير سمعنا انه السبحه حرام او بدعة ورغم ذلك انا من الاشخاص الذين استخدمها بكثره بالفطره والحمدلله ان فطرتي موجه للخير والصحيح.جزاك الله عنا الف خير وقدرك على المزيد.

    ردحذف
    الردود
    1. أخي العزيز غير معرف,
      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد؛
      أن استخدامك للسبحة بالفطرة دلالة على سلامة فطرتك إن شاء الله,.
      ولكنني أريد أن أنوه لك أن القول المشهور ( اختلاف أمتي رحمة):
      كلامٌ موضوعٌ لا يصح ولا سند له, ولا احتجاج فيه. والله أعلم
      وجزاك الله كلَّ الخير.

      حذف
    2. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،
      هذا التعليق لأحد اخواتك في الله وليس احد اخوانك في الله...........
      أخي العزيز د.ناصر السخني شكرا جزيل الشكر لتصحيح معلوماتي ولكن قصدت بهذه الجمله مع العلم أن الحلال بيّن والحرام بيّن ،جواز استعمال السبحه والأنامل معا،فلا داعي للخلاف ولكن شكرا لك جزيل الشكر على توضيحك أنها ليست بدعه وجزاك الله عنا الف خير.
      غروب العمري.

      حذف
    3. الأخت العزيزة غروب,
      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،
      كون التعليق لكِ ولم أميّز ذلك فهذهِ هفوة مني!
      لذلك أتمنى ممن يكتب تعليقهُ أن يظهر عما يدلّ عليه.
      وأما تصيح معلوماتكِ حول القول المشهور ( اختلاف أمتي رحمة) فهذا يفرحني أنني نفعتُ أحداً, وللزيادة وعدم اللبس أقول:
      الإختلاف بين حرام وحلال وليس بين حلالٍ ومباح أو مستحب,
      فجواز استعمال السبحه والأنامل معا،كما قلتِ ليس خلافاً بل توفيقاً.
      وأما تناقض الآراء في الضد فهو الخلاف المذموم.
      وأحسن ما قسل في ذلك ما قاله العلامة ابن حزم الأندلسي في " الإحكام في أصول الأحكام " ( 5 / 64 ) :
      و هذا من أفسد قول يكون , لأنه لو كان الاختلاف رحمة لكان الاتفاق سخطا , و هذا
      ما لا يقوله مسلم , لأنه ليس إلا اتفاق أو اختلاف , و ليس إلا رحمة أو سخط . أ.هـ

      حذف
  5. السلام عليكم دكتور الحلم او الاحلام المزعجه من الشيطان ليس لها اي تفسير لانني عندما ارى حلما مزعجا استيقظ من النوم قلقا وخائفه اما تدل على شي ارجو التوضيح وجزاك الله خير

    هند

    ردحذف
    الردود
    1. بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ؛ وبعد

      ما يراهُ النائمُ في المنام يأتي على ثلاثة أنواع:
      1- الرؤيا الصادقة أو الصالحة, وهي من الرحمن.
      2- الحلمُ أو التفزيع أو التحزين , وهو من الشيطان.
      3- رؤيا حديث النفس: وهي مما يكثر المرء من ذكره والتعلق به والحديث عنه والتفكير فيه.

      قالَ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقول: "الرُّؤيا ثلاثٌ، فَرؤيا حقٌّ، ورُؤيا يحدِّثُ الرَّجلُ بِها نفسَهُ، ورؤيا تحزينٌ منَ الشَّيطانِ" صحيح الترمذي.

      وقالَ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقول: "الرُّؤيا من اللهِ. والحُلمُ من الشيطانِ" صحيح مسلم.

      وقالَ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: " فإذا رأى أحدُكم شيئًا يكرهُه فلينفُثْ عن يسارِه ثلاثَ مراتٍ. ولْيتعوَّذْ بالله من شرِّها. فإنها لن تضرّ". صحيح مسلم.
      وفي رواية: "وليتحول عن جنبه الذي كان عليه." صحيح مسلم
      وفي رواية: " فإن رأى أحدكم ما يكره، فليقم فليصل". صحيح مسلم
      عن أبي سلمة رحمه الله قال: "إنْ كنتُ لأرى الرؤيا أثقل عليَّ من جبل، فما هو إلا أن سمعت بهذا الحديث فما أباليها". صحيح مسلم

      وجاء أعرابيٌّ إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فقال : يا رسولَ اللهِ! رأيتُ في المنامِ كأنَّ رأسي ضُرِبَ فتدحرجَ فاشتددتُ على أثرِه. فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ للأعرابيِّ: "لا تُحدِّثِ الناسَ بتلَعُّبِ الشيطانِ بك في منامِك". وقال : سمعتُ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بعد ، يخطب فقال: " لا يُحَدِّثَنَّ أحدُكم بتلَعُّبِ الشيطانِ به في منامِه" صحيح مسلم.

      ومما مضى تعلمين أنَّ الرؤيا المفزعة أو المقلقة أو المحزنة من الشيطان, وما من داعٍ لقلقكِ من هذه الأحلام إذا اتبعت توجيهات النبي صلى الله عليه وسلم, وهي:
      1- الاستعادة بالله من الشيطان، ومن شر الرؤيا.
      2- النفث عن يساره ثلاثاً. والنفث: هو نفخ لطيف بلا ريق.
      3- التحول عن الجنب الذي كان عليه إلى جنبه الآخر.
      4- يقوم فيصلي لله تعالى ركعتين أو أكثر.
      5- لا يحدث بها أحداً.

      أما الرؤيا الحسنة التي فيها بشرى أو خير:
      قالَ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: " فإن رأى رؤيا حسنة فليبشر بها ولا يخبر إلا من يحب" صحيح البخاري.

      وقالَ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "لا تُقَصُّ الرُّؤيا إلَّا على عالِمٍ أو ناصِحٍ". صحيح الترمذي.
      والله أعلم

      حذف
  6. السلام عليكم

    ردحذف