26‏/04‏/2012

رسالة: الأعور الدَّجَّال أو مَسِيْح الضَّلال ج3

الجُزْء الثَّالِث: ما هِيَ أوْصَاف الدَّجَّال ؟!!

   بَعْدَ أنْ ثَبُتَ لَنَا في الجزءِ الأْوَّل ( الْمُقَدِّمَة ) أنَّ الْمَسِيْحَ الدَّجَّال: أوّل عَلامَاتِ السَّاعةِ الكُبْرَى, وِعَلِمنَا في الجزءِ الثَّاني مَعْنَى: الْمَسِيْحَ الدَّجَّال وَالْمَسِيْخَ والأَعوَرَ؛ فمَا هِيَ أوْصَاف ؟!






   لقدْ وَصَفَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الدَّجَّالَ لَنَا وَصْفَاً دَقِيْقَاً ظَاهِراً لا يَخْفَى عَلى بَصِيرٍ، حَتَّى كَأَنَّنا نَرَاهُ رَأْيَ الْعَيْنِ كَمَا رَآهُ هُوَ لَيْلَة أُسْرِيَ بهِ: " وَرَأَى الدَّجَّال فِي صُورَته رُؤْيَا عَيْن لَيْسَ بِرُؤْيَا مَنَام"([1]), وَمَا وَصْفهُ وَتَحْذيرهُ لِأُمَّتهِ إلا كَي لا يَقَعَ أَحَدٌ مِنَّا في شَرَكِ فِتْنَتهِ وَتَضلِيلهِ وَتَمْويْههِ.



      قَالَ اِبْن الْعَرَبِيّ: (إِنْذَار الأَنْبِيَاء قَوْمهمْ بِأَمْرِ الدَّجَّال تَحْذِير مِنْ الْفِتَن وَطُمَأْنِينَة لَهَا حَتَّى لا يُزَعْزِعهَا عَنْ حُسْن الاعْتِقَاد، وَكَذَلِكَ تَقْرِيب النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَهُ زِيَادَة فِي التَّحْذِير، وَأَشَارَ مَعَ ذَلِكَ إِلَى أَنَّهُمْ إِذَا كَانُوا عَلَى الإيمَان ثَابِتِينَ دَفَعُوا الشُّبَه بِالْيَقِينِ).([2])



أوْصَاف الدَّجَّال ؟!



    الدَّجَّالُ: رجلٌ([3]), يَهُودِيُّ([4]), شَابٌّ([5]),عَقِيمٌ لا يُولَدُ لَهُ([6]), شَبَّهَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "بِعَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قَطَنٍ"([7])، وعَبْدُ الْعُزَّى بْنِ قَطَنٍ: هُوَ رَجُلٌ مِنْ خُزَاعَة, اسمهُ عَبْدُ الْعُزَّى بْنِ قَطَنٍ بن عمر الخُزَاعي, وَأُمُّهُ هَالة بنتُ خُويلد, وَليسَ لهُ صُحْبةٌ مع الرسولِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَدْ هَلَكَ فِي الْجَاهِلِيَّة, وَمَا وردَ أَنَّهُ قَالَ للرَسُولِ: "أيضرني شبهه؟ قَالَ: لا, انتَ مسلمٌ وهو كافر", قَالَ ابن حجر في الفتح:( وَهَذِهِ الزِّيَادَة ضَعِيفَة فَإِنَّ فِي سَنَده الْمَسْعُودِيّ وَقَدْ اِخْتَلَطَ وَالْمَحْفُوظ أَنَّهُ عَبْد الْعُزَّى بْن قَطَن وَأَنَّهُ هَلَكَ فِي الْجَاهِلِيَّة كَمَا قَالَ الزُّهْرِيّ.([8])).



* رَأْسُهُ وَشَعْرُهُ:

   هُوَ: جَعْدُ الرَّأْسِ, قَطَطٌ([9]) (أي شَدِيْدُ الجُعوْدَةِ, كَشَعْرِ الزّنْجِيّ([10])), كَأَنَّ شَعْرَ رَأْسِهِ أَغْصَاُنُ شَجَرَةٍ([11]) (أي لِشَدِةِ الجُعوْدَةِ), وَإِنَّ رَأْسَهُ حَبْكٌ حَبْكٌ حَبْكٌ([12]) (أي مُتَكسر مِن الجُعُودة ([13])), جُفَالُ الشَّعْرِ([14]) (أي الْمُجْتَمِع الكَثِيرُ الْمُنْتَفِش ([15])), كأَن رَأْسَهُ أَصَلَةٌ([16]) (الأَصَلة الأَفْعَى، وَقِيْل: حَيَّةٌ ضَخْمةٌ عَظيمةٌ قَصِيْرةُ الجِسْمِ تَثِبُ عَلى الفَارِسِ فتقتلهُ فَشَبَّه رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رأْسَ الدَّجَّال بِها لِعِظَمِهِ واسْتِدَارتهُ ([17]) أي صَغير الرَّأسِ، كَثِيْر الحَرَكَة).



* لَوْنُ بَشَرتِهِ:

   هُوَ: أَحْمَرُ([18])(الْأَحْمَر عِنْد الْعَرَب الشَّدِيد الْبَيَاض مَعَ الْحُمْرَة([19])), هِجَانٌ, أَزْهَرُ([20]) (الهِجَانُ: أبْيضُ البَشَرةِ. والأزْهَرُ: الأبيضُ المسْتَنِيْرُ ([21])), أَقْمَرُ([22])(الأقْمَر: الأبيضُ ([23])).



* جِسْمُهُ وقامتهُ:

   هُوَ: فَيْلَمَانِيّ([24]) (العَظيم الضَخْمُ الجُثَّة ([25])), جَسِيمٌ([26])(أي: عَظيم الْجِسْمِ ([27])), فَإِذَا فِيهِ أَعْظَمُ إِنْسَانٍ رَأَيْنَاهُ قَطُّ خَلْقاً([28]) , قَصِيرٌ([29]) , فِيه دَفَا أو دَفَأٌ([30])(أي: فِيْه انحِناءٌ([31])).



* جَبْهَتهُ وَصَدْرُهُ وَرِجْلاهُ:

   هُوَ: أجْلَى الجَبْهَةِ, عَرِيْضُ النَّحْرِ([32])(أَجْلَى الجَبْهَةِ؛ الأَجْلَى: الخفيفُ الشَّعر والذي انحسرَ الشعرُ عنْ جبهتهِ. والأجْلَى: الحَسَنُ الوجهِ الأنْزَعُ ([33])),(النَّحْرُ: أعْلَى الصَّدْر([34])), أَفْحَجُ([35]) (الفَحَجُ: تباعُدُ ما بينَ الفَخِذَين؛ أو: تباعُد مَا بَين الرِّجْلَيْن، والأَفْحَجُ: الذي في رِجْليه اعْوِجاجٌ([36])).



* عَيْنَاهُ:

   هُوَ: أَعْوَرُ الْعَيْنِ الْيُمْنَى([37]) (العَوَرُ: ذهابُ حِسِّ إِحدى العينين([38]))، كَأَنَّ عَيْنَهُ عِنَبَةٌ طَافِيَةٌ([39]) (الطَّافِيَة من العِنَبِ الحَبَّةُ التي قدْ خَرَجَتْ عَنْ حَدّ نِبْتَةِ أَخَواتِها من الحَبِّ فَنَتَأَتْ وظَهَرَتْ وارْتَفَعَتْ، وقيل: الحَبَّةَ الطافيةَ على وجهِ الماءِ([40])), أَعْوَرُ الْعَيْنِ الْيُمْنَى وَعَيْنَهُ الأُخْرَى كَأنَّها عِنَبَةٌ طَافِيَةٌ([41]), أَعْوَرُ الْعَيْنِ اليُسْرى([42]), مَمْسُوح الْعَيْنِ اليسرى([43])(أي: مطموسة, ليست بارزة)، طَافِئَةٌ([44])(أي: هامِدةٌ([45])), عَلَيْهَا ظَفْرَةٌ غَلِيظَةٌ([46]) (الظَّفَرَةُ: جُلَيْدَة تُغَشِّي العينَ تنبت تِلْقَاءَ المَآقي، وإِن تُركت غَشِيَتْ بَصر العين. أو: لحْمَة تنبت في الحَدَقَةِ.([47]))، خَضْرَاءُ كَالزُّجَاجَةِ([48])، قَائِمَةٌ([49])(أي: لمْ تَفْقِد إبْصَارَها) ، كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ([50])(أي: مُضيئة أو مُنِيْرَة) ، لَيْسَتْ بِناتِئةٍ(أي: لَيْسَتْ بَارِزَة) وَلا حَجْراء([51]) (أي: لَيْسَتْ غَائِرَة([52]))."مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ كَافِرٌ ", أو " ك ف ر" , " يقرأهُ مَنْ كرهَ عَمَلَهُ",  " كُلّ مُسْلِمٍ",  " كُلّ مُؤْمِنٍ كَاتِب وَغَيْر كَاتِب ", " قارِئٍ وَغَير قارِئ",  " الأمِّيّ وَالْكَاتِب "([53]).

   أقول: إنَّ القَارِئ لِوَصْفِ عَيْنيّ الدَّجَّال يَقعُ في حيرةٍ لِلوهْلةِ الأُوْلَى, وَقَدْ يَظْهَر لهُ شَيءٌ مِن التَّناقُض؛ فالْعَوَر في أيّ عَينيهِ: اليُمنى أم اليُسرى؟! وأيهما الْمَمْسُوحَة؟! وأيهما كالعِنْبَةِ الطَّافِية, أو الطَّافِئة؟! لقدْ أَشْكلَ ذَلِكَ عَلى الكثيرِ, وَتَناوَلهُ العُلَمَاءُ في الجمْعِ والتَّحقيقِ؛ للإفهامِ والإيْضاحِ؛ كابنِ حَجَر في الفَتْحِ, والقَاضِي عِيَاض في مَشَارِق الأنْوارِ, والنَّووي في شرحِ مُسْلِم, والقُرْطُبي في التَّذْكِرَة, والقاري المرقاة, وَغَيْرهُم.



   قَالَ الْحَافِظُ ابْن حَجَر في بَيَانِ ذَلكَ:( جَمَعَ بَيْنَهُمَا الْقَاضِي عِيَاضٌ([54]) فَقَالَ: تُصَحَّحُ الرِّوَايَتَانِ مَعًا بِأَنْ تَكُونَ الْمَطْمُوسَةُ وَالْمَمْسُوحَةُ هِيَ الْعَوْرَاءَ الطَّائِفَةَ بِالْهَمْزِ أَيْ الَّتِي ذَهَبَ ضَوْؤهَا, وَهِيَ الْعَيْنُ الْيُمْنَى كَمَا فِي حَدِيثِ اِبْنِ عُمَرَ وَتَكُونُ الْجَاحِظَةُ الَّتِي كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ وَكَأَنَّهَا نُخَامَةٌ فِي حَائِطٍ هِيَ الطَّافِيَةُ, بِلَا هَمْزٍ وَهِيَ الْعَيْنُ الْيُسْرَى كَمَا جَاءَ فِي الرِّوَايَةِ الْأُخْرَى وَعَلَى هَذَا فَهُوَ أَعْوَرَ الْعَيْنِ الْيُمْنَى وَالْيُسْرَى مَعًا فَكُلُّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا عَوْرَاءُ أَيْ مَعِيبَةٌ. فَإِنَّ الْأَعْوَرَ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ الْمَعِيبُ وَكِلَا عَيْنَيْ الدَّجَّالِ مَعِيبَةٌ فَإِحْدَاهُمَا مَعِيبَةٌ بِذَهَابِ ضَوْئِهَا حَتَّى ذَهَبَ إِدْرَاكُهَا, وَالْأُخْرَى بِنُتُوئِهَا). أ.ه قَالَ النَّوَوِيُّ([55]): هُوَ فِي نِهَايَةِ الْحُسْنِ. وَقَالَ الْقُرْطُبِيّ فِي الْمُفْهِم: حَاصِل كَلَام الْقَاضِي أَنَّ كُلّ وَاحِدَة مِنْ عَيْنَيْ الدَّجَّال عَوْرَاء إِحْدَاهُمَا بِمَا أَصَابَهَا حَتَّى ذَهَبَ إِدْرَاكهَا, وَالْأُخْرَى بِأَصْلِ خَلْقهَا مَعِيبَة). ([56])



  وَقَالَ عَلي القَاري: (فَالْجَمْعُ أَنْ يُقَالَ: إِحْدَى عَيْنَيْهِ ذَاهِبَةٌ، وَالْأُخْرَى مَعِيبَةٌ; فَيَصِحُّ أَنْ يُقَالَ لِكُلِّ وَاحِدَةٍ عَوْرَاءُ، إِذِ الْعَوَرُ فِي الْأَصْلِ هُوَ الْعَيْبُ، وَقِيلَ إِنَّ الْأَعْوَرَ إِنَّمَا يَكُونُ بِالنِّسْبَةِ إِلَى أَشْخَاصٍ مُتَفَرِّقَةٍ، فَقَوْمٌ يَرَوْنَهُ أَعْوَرَ الْيُسْرَى، وَقَوْمٌ يَرَوْنَهُ أَعْوَرَ الْيُمْنَى; لِيَدُلَّ عَلَى بُطْلَانِ أَمْرِهِ; لِأَنَّهُ إِذَا كَانَ لَا يُرَى خِلْقَتُهُ كَمَا هِيَ دَلَّ عَلَى أَنَّهُ سَاحِرٌ كَذَّابٌ([57])). أ.ه



   أقولُ: وبالنَّظرِ لِما سَبَقَ فإنَّ في كِلْتَا عَيْنيهِ عَيْبٌ؛ لِذَلِكَ لمْ تُحَددُ الْعَيْن المعِيْبَة في بَعْضِ الرِّوَايَاتِ الصَّحِيحَة, وَوُصِفتْ إحْدَى عَيْنَيْه بِمَا وُصِفَتْ بهِ الأُخْرَى, ولكنْ لكلِّ عينٍ وَصْفٌ يُمَيّزُهَا عَن الأُخْرَى:

فَالْعَيْنُ الْيُمْنَى: عَوْرَاءُ ذَاهِبٌ إبْصَارُهَا أَوْ حِسُّها, تُشْبِهُ حَبَّةَ العِنَبِ النَّاتِئَة (البَارِزَة) الطَّافِيْة(الظَّاهِرة).  

والعَيْنُ اليُسْرَى : عَوْرَاءُ أي فِيْهَا عَيْبٌ, لكنَّهَا لمْ تَفْقِد إبْصَارَها, فهي: مَمْسُوحَةٌ لَيْسَتْ بَارِزَة, وَلَيْسَتْ غَائِرَة. مَطْمُوْسَةٌ طَافِئَةٌ أي: هامِدةٌ, عليها جُلَيْدَة تغشاها, ومُضيئة خَضْرَاءُ.



   وأمَّا مَا جَاءَ أنَّ إحْدَى عَينيهِ "جَاحِظَة، وَلا تَخْفَى كَأَنَّهَا نُخَاعَةٌ فِي جَنْبِ جِدَارٍ أو كَأَنَّهَا نُخَاعَة فِي حَائِط"([58]) فلمْ أجِدْ لذلكَ سَبِيْلاً صَحِيحَاً يُعْتدُّ بهِ؛ لذلكَ لمْ أوردها. والله أعلم.



    وبِذَلِكَ تَتَضِحُ صِفَةُ كُلِّ عَينٍ, وأنَّ لِكُلِّ عَينٍ عَيْبَاً يخْتَلِفُ عَنْ عَيْبِ الأُخْرَى, وَمَا ذَلكَ إلا لِإثْبَاتِ عَجْزهِ في ذَاتِهِ وَنُقْصَانهِ وَقُصِورهِ عَن أنْ يَكونَ إِلَهَاً كَامِلاً كَمَا سَيَدَّعِي - لَعَنَهُ اللهُ - فَالنَّاقِصُ العَاجِزُ عَنْ نَفْعِ نَفْسِهِ كَيْفَ سَيَنْفعُ غَيرَهُ؟؟!! وَالضَّعِيْفُ في نَفْسِهِ كَيْفَ سَيُقَوِّي غَيرَهُ؟؟!!.   قَاْلَ اللهُ تَعَاْلَى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ }([59]).



   قَالَ الْخَطَّابِيُّ : (فَإِنْ قِيلَ كَيْف يَجُوز أَنْ يُجْرِي اللَّه الْآيَة عَلَى يَد الْكَافِر؟ فَإِنَّ إِحْيَاء الْمَوْتَى آيَة عَظِيمَة مِنْ آيَات الْأَنْبِيَاء فَكَيْف يَنَالهَا الدَّجَّال وَهُوَ كَذَّاب مُفْتَرٍ يَدَّعِي الرُّبُوبِيَّة؟ فَالْجَوَاب: أَنَّهُ عَلَى سَبِيل الْفِتْنَة لِلْعِبَادِ إِذْ كَانَ عِنْدَهُمْ مَا يَدُلّ عَلَى أَنَّهُ مُبْطِل غَيْر مُحِقّ فِي دَعْوَاهُ وَهُوَ أَنَّهُ أَعْوَر مَكْتُوب عَلَى جَبْهَته كَافِر يَقْرَأهُ كُلّ مُسْلِم, فَدَعْوَاهُ دَاحِضَة مَعَ وَسْم الْكُفْر وَنَقْص الذَّات وَالْقَدْر, إِذْ لَوْ كَانَ إِلَهًا لَأَزَالَ ذَلِكَ عَنْ وَجْهه, وَآيَات الْأَنْبِيَاء سَالِمَة مِنْ الْمُعَارَضَة فَلَا يَشْتَبِهَانِ).([60])



وأمَّا فِيْمَا يَتَعَلَّقُ بِالكِتَابةِ التي بَيْنَ عَيْنيهِ:

    قَالَ النَّوَوِيّ: (الصَّحِيح الَّذِي عَلَيْهِ الْمُحَقِّقُونَ أَنَّ هَذِهِ الْكِتَابَة عَلَى ظَاهِرهَا, وَأَنَّهَا كِتَابَة حَقِيقَة جَعَلَهَا اللَّه آيَة وَعَلَامَة مِنْ جُمْلَة الْعَلَامَات الْقَاطِعَة بِكُفْرِهِ وَكَذِبه وَإِبْطَاله, وَيُظْهِرهَا اللَّه تَعَالَى لِكُلِّ مُسْلِم كَاتِب وَغَيْر كَاتِب, وَيُخْفِيهَا عَمَّنْ أَرَادَ شَقَاوَته وَفِتْنَته, وَلَا اِمْتِنَاع فِي ذَلِكَ, وَذَكَرَ الْقَاضِي فِيهِ خِلَافًا: مِنْهُمْ مَنْ قَالَ: هِيَ كِتَابَة حَقِيقِيَّة كَمَا ذَكَرْنَا. وَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ هِيَ مَجَاز وَإِشَارَة إِلَى سِمَات الْحُدُوث عَلَيْهِ, وَاحْتَجَّ بِقَوْلِهِ: " يَقْرَأهُ كُلّ مُؤْمِن كَاتِب وَغَيْر كَاتِب ", وَهَذَا مَذْهَب ضَعِيف.) ([61])



   قَالَ الْحَافِظُ ابْن حَجَر:( وَلَا يَلْزَمُ مِنْ قَوْلِهِ " يَقْرَأهُ كُلُّ مُؤْمِنٍ كَاتِبٍ وَغَيْرِ كَاتِبٍ " أَنْ لَا تَكُونَ الْكِتَابَةُ حَقِيقَةً بَلْ يُقَدِّرُ اللَّهُ عَلَى غَيْرِ الْكَاتِبِ عِلْمَ الْإِدْرَاكِ فَيَقْرَأُ ذَلِكَ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ سَبَقَ لَهُ مَعْرِفَةُ الْكِتَابَةِ ، وَكَأَنَّ السِّرَّ اللَّطِيفَ فِي أَنَّ الْكَاتِبَ وَغَيْرَ الْكَاتِبِ يَقْرَأُ ذَلِكَ لِمُنَاسَبَةِ أَنَّ كَوْنَهُ أَعْوَرَ يُدْرِكُهُ كُلُّ مَنْ رَآهُ فَاللَّهُ أَعْلَمُ ). ([62])



   وَقَالَ المباركفوري: (إِخْبَار بِالْحَقِيقَةِ " وَذَلِكَ أَنَّ الْإِدْرَاك فِي الْبَصَر يَخْلُقهُ اللَّه لِلْعَبْدِ كَيْف شَاءَ وَمَتَى شَاءَ, فَهَذَا يَرَاهُ الْمُؤْمِن بِغَيْرِ بَصَره وَإِنْ كَانَ لَا يَعْرِف الْكِتَابَة, وَلَا يَرَاهُ الْكَافِر وَلَوْ كَانَ يَعْرِف الْكِتَابَة كَمَا يَرَى الْمُؤْمِن الْأَدِلَّة بِعَيْنِ بَصِيرَته وَلَا يَرَاهَا الْكَافِر فَيَخْلُق اللَّه لِلْمُؤْمِنِ الْإِدْرَاك دُونَ تَعَلُّم لِأَنَّ ذَلِكَ الزَّمَان تَنْخَرِق فِيهِ الْعَادَات فِي ذَلِكَ " وَيَحْتَمِل قَوْله "يَقْرَأهُ مَنْ كَرِهَ عَمَله" أَنْ يُرَاد بِهِ الْمُؤْمِنُونَ عُمُوماً وَيَحْتَمِل أَنْ يَخْتَصّ بِبَعْضِهِمْ مِمَّنْ قَوِيَ إِيمَانه). ([63])





* الخلاصة في أوصاف الدجال:

1- رَجُلٌ, شَابٌّ, يَهُودِيُّ الأصْل, عَقِيمٌ لا يُولَدُ لَهُ.

2- عَظيمُ الْجِسْمِ, قَصِيرُ القَامَةِ, وَاسِعُ الصَّدْر أو كَبيرُ الرَّقَبَةِ, فِيْه انحِناءٌ.

3- صَغيرُ الرَّأسِ بالمقارنةِ مَع جِسْمِهِ, كَثِيرُ شَعْرِ الرَّأسِ, مُنْحَسِر عنْ جَبْهَتِهِ, شَدِيْدُ جُعوْدَةِ الشَّعْرِ.

4- أبْيضُ البَشَرةِ مَعَ حُمْرَةٍ فيهَا.

5- عَيْنهُ الْيُمْنَى: عَوْرَاءُ بِلا إبْصَارٍ ظَّاهِرة بَارِزَة.

6- عَيْنهُ اليُسْرَى مَعْيُوبَةٌ مَمْسُوحَةٌ لَيْسَتْ بَارِزَة, وَلا غَائِرَة, عليها لَحْمَةٌ تغشاها, ومُضيئة خَضْرَاءُ.

7-  مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ (كَافِرٌ)  أو (ك ف ر), يقرأهُا مَنْ كرهَ عَمَلَهُ, وكُلّ مُسْلِمٍ, وكُلّ مُؤْمِنٍ.

8- في رِجْليه اعْوِجاجٌ أو مُتَباعِد ما بينَ الفَخِذَين.



   أَقُوْلُ: ولا شَكَّ أنَّ أوْصَافَهُ المَذْكُورةَ أوْصَافٌ حَقِيْقيةٌ وليست مجازية؛ ولكنَّنِي أعتَقِدُ أنَّ ما فِيهِ مِن عُيوبٍ وَنَقَائَص تَخْفَى عَلى الكَافِرِ والْمُنَافِق والْمُبْطِلِ, ولا تَبِيْنُ أو تَنْكَشِفُ إلا عَلى الْمُسْلمِ والْمُؤمنِ والْكَارِهِ لِعَمَلهِ, كَالْكِتابةِ بين عَينيهِ التي صَرَّحَ النصُّ بأنَّها ظَاهِرةٌ مَقْرُوءَةٌ لأهْلِ الحقِّ دون غيرهم.



   فَهوَ مَمْسُوخٌ كَمَا ثَبَتَ لَنا, ولكنَّ أتباعهُ سيكونونَ عُمْيَاً عَنْهُ, ولا يَظْهرُ مَسْخُهُ إلا عَلى مَنْ آمَنَ بِمُحَمَّدٍ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَبِمَا بَلَّغَ بهِ وأخبرَ وَبَشَّرَ وَحَذَّرَ وأنذر.

   قَاْلَ اللهُ تَعَاْلَى: {أَفَمَن يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ }([64]).



   فَقَدْ وَصَفَهُ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -  لَنَا الوَصْفَ الذي لا يَخْفَى أبَداً، حتَّى لا نَقَعَ في شَرِّ فِتْنَتهِ وَتَضلِيلهِ. وَأَحْسَنَ اِبْن الْعَرَبِيّ حينَ قَالَ:( تَقْرِيب النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَهُ زِيَادَة فِي التَّحْذِير، وَأَشَارَ مَعَ ذَلِكَ إِلَى أَنَّهُمْ إِذَا كَانُوا عَلَى الإيمَان ثَابِتِينَ دَفَعُوا الشُّبَه بِالْيَقِينِ).([65])



   وإلى لقاءٍ مَع الجُزْء الرَّابعِ: مَنْ هُوَ الدجال؟!
هَل ابْن الصَّياد هُو الدَّجَّال؟!!... قريباً إن شاء الله.

د. ناصر السخني





([1]) رواهُ أحمد في مسندهِ عن ابن عبّاس (1/374 حديث 3546), وصححهُ أحمد شاكر في مسند أحمد(5/182), وصححهُ شعيب الأرنؤوط, وصححهُ ابن جرير الطبري في مسند ابن عباس(1/408), وصححهُ ابن كثير في تفسير القرآن(5/26).
([2])  فتح الباري لابن حجر (20 / 138).
([3]) رواهُ أحمد في مسندهِ (2/122 حديث 6033)و(2/144 حديث 6312), وصححَهُ أحمد شاكر في مسند أحمد (8/209), وصححها شعيب الأرنؤوط وقال: صحيح على شرط الشيخين, ورواهُ البخاري في صحيحهِ(3441), ومسلم في صحيحهِ(171), وصححهُ السيوطي في الجامع الصغير, وصححهُ الألباني في صحيح الجامع (2868).
([4])  رواهُ مسلم في صحيحهِ (2927).
([5])  رواهُ البخاري في صحيحهِ(5902 و 6999), ومسلم في صحيحهِ(169 و 2937),وصححهُ الترمذي في سننهِ, وصححهُ الألباني في صحيح الترمذي (2240), وابن ماجه في سننهِ, وصححهُ الألباني في صحيح ابن ماجه(3310),  وصححهُ السيوطي في الجامع الصغير, وصححهُ الألباني في صحيح الجامع (4166).
([6]) رواهُ أحمد في مسندهِ (3/43 و3/79 و 3/97 الأحاديث 11408 و 11766 و 11942) وصححها شعيب الأرنؤوط وقال: صحيح على شرط مسلم, ورواهُ ومسلم في صحيحهِ(2927), والترمذي في سننهِ, وصححهُ الألباني في صحيح الترمذي (2246).
([7])  رُويَ برواياتٍ صحيحةٍ كثيرة منها: رواهُ أحمد في مسندهِ (1/240 حديث 2148 وغيره), وصححَ رواياتهُ أحمد شاكر في مسند أحمد (4/307 و 7/79 و 7/263 و 8/209 و 9/166), وصححها شعيب الأرنؤوط, ورواهُ البخاري في صحيحهِ(7182 و 3441 و7026), ومسلم في صحيحهِ(169 و 171 و2937), وابن ماجه في سننهِ, وصححهُ الألباني في صحيح ابن ماجه(3310), وصححهُ الهيثمي في مجمع الزوائد (7/351), وصححهُ ابن كثير في البداية والنهاية(1/159), وصححهُ ابن عبد البر في الاستذكار, وصححهُ البوصيري في اتحاف الخيرة المهرة(3/131), وصححهُ الوادعي في الصحيح المسند(1071), وصححهُ السيوطي في الجامع الصغير, وصححهُ الألباني في صحيح الجامع (2868 و 4166), وصححهُ الألباني في قصة المسيح الدجال وقال: صحيح على شرط مسلم.
([8])  فتح الباري(13/108). أقول: الزِّيَادَة : "هل يضرني شبهه؟ قَالَ: لا, انتَ مسلمٌ وهو كافر" في مسند أحمد(2/291/7892), وصححَ الإسناد أحمد شاكر في مسند أحمد (15/28), وقال شعيب الأرنؤوط: حسن وهذا إسناد ضعيف. أ.ه وما ذلك إلا لأن رجال الإسناد ثقات إلا المسعودي فقد اختلط بآخره, ولذلك ضعفها الحافظ في الفتح(13/108), وضعفها الهيثمي في مجمع الزوائد (7/348), وضعفها البوصيري في اتحاف الخيرة المهرة(3/129), وقال الألباني في السلسلة الصحيحة(7/1714): رجاله ثقات غير أن المسعودي كان قد اختلط. أ.ه فهي زيادة ضعيفة, ومع ذلك فهذهِ الزيادة لا تؤثر على جوهر بحثنا. والله أعلم.
([9])  رواهُ البخاري في صحيحهِ(5902 و 6999), ومسلم في صحيحهِ(169 و 2937),وصححهُ الترمذي في سننهِ, وصححهُ الألباني في صحيح الترمذي (2240), وابن ماجه في سننهِ, وصححهُ الألباني في صحيح ابن ماجه(3310),  وصححهُ السيوطي في الجامع الصغير, وصححهُ الألباني في صحيح الجامع (4166).
([10])  لسان العرب لابن منظور, حرف القاف, مادة (قطط).
([11]) رواهُ أحمد في مسندهِ (1/374 حديث 3546), وصححهُ أحمد شاكر في مسند أحمد(5/182), وصححهُ شعيب الأرنؤوط, وصححهُ الهيثمي في مجمع الزوائد (7/340), وصححهُ ابن جرير الطبري في مسند ابن عباس(1/408), وصححهُ ابن كثير في تفسير القرآن(5/26).
([12]) رواهُ أحمد في مسندهِ (5/372 حديث 23207)و(5/410 حديث 23534), وصححهُما شعيب الأرنؤوط, وصححهُ الهيثمي في مجمع الزوائد (7/345)و(7/346), وصححهُ البوصيري في اتحاف الخيرة المهرة (8/121), وصححهُ الوادعي في الصحيح المسند(1509), وصححهُ الألباني في السلسلة الصحيحة(2808) وقال: رجاله ثقات رجال الشيخين.
([13]) لسان العرب لابن منظور, حرف الحاء, مادة (حبك).
([14]) رواهُ مسلم في صحيحهِ (2934), وابن ماجه في سننهِ, وصححهُ الألباني في صحيح ابن ماجه(3306), وصححهُ السيوطي في الجامع الصغير, وصححهُ الألباني في صحيح الجامع (3400).
([15]) لسان العرب لابن منظور, حرف الجيم, مادة (جفل).
([16]) رواهُ أحمد في مسندهِ (1/240 حديث 2148)و(1/313 حديث 2854), وصححهُ أحمد شاكر في مسند أحمد(4/18)و(4/307), وصححهُ شعيب الأرنؤوط, وصححهُ الهيثمي في مجمع الزوائد (7/340), وصححهُ الألباني في السلسلة الصحيحة(1193) وقال: صحيح على شرط مسلم.
([17]) لسان العرب لابن منظور, حرف الألف, مادة (أصل).
([18]) رواهُ أحمد في مسندهِ (2/122 حديث 6033)و(2/144 حديث 6312), وصححَهُ أحمد شاكر في مسند أحمد (8/209), وصححها شعيب الأرنؤوط وقال: صحيح على شرط الشيخين, ورواهُ البخاري في صحيحهِ(3441), ومسلم في صحيحهِ(171), وصححهُ السيوطي في الجامع الصغير, وصححهُ الألباني في صحيح الجامع (2868).
([19]) لسان العرب لابن منظور, حرف الحاء, مادة (حمر). وابن حجر في فتح الباري.
([20]) رواهُ أحمد في مسندهِ (1/240 حديث 2148)و(1/313 حديث 2854), وصححهُ أحمد شاكر في مسند أحمد(4/18)و(4/307), وصححهُ شعيب الأرنؤوط, وصححهُ الهيثمي في مجمع الزوائد (7/340), وصححهُ الألباني في السلسلة الصحيحة(1193) وقال: صحيح على شرط مسلم.
([21]) لسان العرب لابن منظور, حرف الهاء, مادة (هجن), وحرف الزاي, مادة (زهر).
([22]) رواهُ أحمد في مسندهِ (1/374 حديث 3546), وصححهُ أحمد شاكر في مسند أحمد(5/182), وصححهُ شعيب الأرنؤوط, وصححهُ الهيثمي في مجمع الزوائد (7/340), وصححهُ ابن جرير الطبري في مسند ابن عباس(1/408), وصححهُ ابن كثير في تفسير القرآن(5/26), وصححهُ الألباني في السلسلة الصحيحة (1193) وقال: صحيح على شرط مسلم.
([23]) لسان العرب لابن منظور, حرف القاف, مادة (قمر).
([24]) رواهُ أحمد في مسندهِ (1/374 حديث 3546), وصححهُ أحمد شاكر في مسند أحمد(5/182), وصححهُ شعيب الأرنؤوط, وصححهُ الهيثمي في مجمع الزوائد (7/340), وصححهُ ابن جرير الطبري في مسند ابن عباس(1/408), وصححهُ ابن كثير في تفسير القرآن(5/26), وصححهُ الألباني في السلسلة الصحيحة (1193) وقال: صحيح على شرط مسلم.
([25]) لسان العرب لابن منظور, حرف الفاء, مادة (فلم).
([26]) رواهُ أحمد في مسندهِ (2/122 حديث 6033), وصححَهُ أحمد شاكر في مسند أحمد (8/209), وصححها شعيب الأرنؤوط وقال: صحيح على شرط الشيخين, ورواهُ البخاري في صحيحهِ(3441), ومسلم في صحيحهِ(171), وصححهُ السيوطي في الجامع الصغير, وصححهُ الألباني في صحيح الجامع (2868).
([27]) لسان العرب لابن منظور, حرف الجيم, مادة (جسم).
([28]) رواهُ مسلم في صحيحهِ (2932), وابو داود في سننهِ وسكت عنهُ, وصححهُ الألباني في صحيح ابي داود(4326), وصححهُ السيوطي في الجامع الصغير, وصححهُ الألباني في صحيح الجامع (7889).
([29]) رواهُ أبو داود في سننهِ وسكت عنهُ, وصححهُ الألباني في صحيح سنن أبي داود (4320), وصححهُ ابن عبد البر في الاستذكار(7/338) وفي التمهيد(14/191), وحسنهُ ابن حجر في تخريج مشكاة المصابيح (5/137), والألباني في تخريج مشكاة المصابيح (5415), وصححهُ السيوطي في الجامع الصغير, وصححهُ الألباني في صحيح الجامع (2459), وحسنه عبد القادر في تعليقه على جامع الأصول(10/358).
([30]) رواهُ أحمد في مسندهِ (2/291 حديث 7892), وصححهُ أحمد شاكر في مسند أحمد(15/28), وحسنهُ شعيب الأرنؤوط, وصححهُ ابن كثير في نهاية البداية والنهاية(1/159).
([31]) لسان العرب لابن منظور, حرف الدال, مادة (دفأ).
([32])  رواهُ أحمد في مسندهِ عن أبي هريرة(2/291 حديث 7892), وصححهُ أحمد شاكر(15/28), وحَسَّنهُ شعيب الأرنؤوط, وحَسَّنهُ ابن كثير في نهاية البداية والنهاية (1/159), وصححهُ الهيثمي في مجمع الزوائد (3/181) و(7/351), والبوصيري في اتحاف الخيرة المهرة(3/131), والوادعي في الصحيح المسند (1071 و1072).
([33])  لسان العرب لابن منظور, حرف الجيم, مادة (جلا).                                                     
([34])  لسان العرب لابن منظور, حرف النون, مادة (نحر).
([35])  رواهُ أبو داود في سننهِ وسكت عنهُ, وصححهُ الألباني في صحيح سنن أبي داود (4320), وصححهُ ابن عبد البر في الاستذكار(7/338) وفي التمهيد(14/191), وحسنهُ ابن حجر في تخريج مشكاة المصابيح (5/137), والألباني في تخريج مشكاة المصابيح (5415), وصححهُ السيوطي في الجامع الصغير, وصححهُ الألباني في صحيح الجامع (2459), وفي تخريج كتاب السنة(428), وحسنه عبد القادر في تعليقه على جامع الأصول(10/358).
([36])  لسان العرب لابن منظور, حرف الفاء, مادة (فحج).
 ([37]) رواهُ أحمد في مسندهِ (2/37 حديث 4948)و(2/131 حديث 6144), وصححهُما شعيب الأرنؤوط وقال: صحيحان على شرط الشيخين, ورواهُ البخاري (5902 و 6999), ورواهُ مسلم في صحيحهِ (169).
([38])  لسان العرب لابن منظور, حرف العين, مادة (عور).
 ([39]) سبق تخريجهُ, وهو حديث متفق عليه: البخاري(6999), ومسلم(169).
([40])  لسان العرب لابن منظور, حرف الطاء, مادة (طفا).
 ([41]) رواهُ أحمد في مسندهِ (2/124 حديث 6070), وصححهُ أحمد شاكر(8/221), وصححهُ شعيب الأرنؤوط وقال: صحيح على شرط مسلم
 ([42]) رواهُ أحمد في مسندهِ (5/383 حديث 23298)و(5/397 حديث 23413), وصححهُما شعيب الأرنؤوط وقال: صحيحان على شرط الشيخين. ورواه مسلم في صحيحهِ(2934), وصححهُ السيوطي في الجامع الصغير, وصححهُ الألباني في صحيح الجامع (3400), والوادعي في الصحيح المسند(438). وجاء في بعض الروايات الصحيحة:" أعور العين الشمال". ولم أوردها لأنَّ المعنى حاصل بما ورد أنهُ:" أَعْوَرُ الْعَيْنِ اليُسْرى".
 ([43]) رواهُ أحمد في مسندهِ(3/201 حديث 13103), وصححهُ شعيب الأرنؤوط وقال: صحيحُ على شرط الشيخين. ورواهُ الحاكم في مستدركهِ (1/478/1230) وقال: صحيح على شرطِ الشيخين ولم يخرجاه,. وصححهُ الهيثمي في مجمع الزوائد(7/344) وفي(7/346) وفي(7/351), والبوصيري في اتحاف الخيرة المهرة(8/128), وصححهُ ابن حجر في الإصابة(4/26), وصححهُ السيوطي في الجامع الصغير, وصححهُ الألباني في صحيح الجامع (5051), وحسنهُ الوادعي في الصحيح المسند(1071 و 1072).
 ([44])  رواه مسلم في صحيحهِ(2937).
([45])  لسان العرب لابن منظور, حرف الطاء, مادة (طفأ).
 ([46]) رواهُ أحمد في مسندهِ (3/115 حديث 12166), وصححهُ شعيب الأرنؤوط وقال: صحيحُ على شرط الشيخين. ورواه مسلم في صحيحهِ(2934), وابن كثير في نهاية البداية والنهاية (1/122) وقال: على شرط الشيخين, والهيثمي في مجمع الزوائد(7/339), والبوصيري في اتحاف الخيرة المهرة(8/131), وصححهُ السيوطي في الجامع الصغير, وصححهُ الألباني في صحيح الجامع (5051).
([47])  لسان العرب لابن منظور, حرف الظ, مادة (ظفر).
 ([48]) رواهُ أحمد في مسندهِ(5/124 حديث 21184), وصححهُ شعيب الأرنؤوط. وصححهُ السفاريني الحنبلي في شرح ثلاثيات المسند(2/251), وصححهُ السيوطي في الجامع الصغير(4249), والألباني في صحيح الجامع(3401), وفي السلسلة الصحيحة(1863).
 ([49]) رواهُ أحمد في مسندهِ(1/374 حديث 3546), وصححهُ أحمد شاكر(5/182), وصححهُ شعيب الأرنؤوط. وابن ماجه في سننهِ, وصححهُ الألباني في صحيح ابن ماجه(3310), والترمذي في سننهِ, وصححهُ الألباني في صحيح الترمذي(2240). ورواهُ الحاكم في مستدركهِ (4/537/8508):(لحيته قائمة).
 ([50]) رواهُ أحمد في مسندهِ(1/374 حديث 3546), وصححهُ أحمد شاكر(5/182), وصححهُ شعيب الأرنؤوط. وصححهُ ابن جرير الطبري في مسند ابن عباس(1/408), وابن كثير في تفسير القرآن(5/26).
 ([51]) رواهُ أبو داود في سننهِ(4320) وسكتَ عنهُ, وصححهُ الألباني في صحيح أبي داود(4320), وابو نعيم في حلية الأولياء(5/251), وصححهُ السيوطي في الجامع الصغير, وصححهُ الألباني في صحيح الجامع (2459). وقال الألباني في تخريج حديث أبي أمامة في قصة الدجال: أخرجه أبو داود (2/213)، والآجري في (الشريعة) (ص375)، وأبو نعيم في (الحلية) (5/157و221و9/235)، وابن منده في (التوحيد) (83/1): وإسناده جيد، رجاله كلهم ثقات.
([52])  لسان العرب لابن منظور, حرف الجيم, مادة (جحر).
 ([53]) الكتابة بين عينيه وردت بأحاديث كثيرة جداً, وعن الكثير من الصحابة, ويكاد يصعب حصرها لكثرتها, وأكتفي بإيراد بعضها, وبعض من صَحَّحَهَا:
البخاري في صحيحهِ(1555 و 3355 و 5913 و 7131 و 7408), ومسلم في صحيحهِ (166 و 169 و 2933 و 2934), رواهُ أبو داود في سننهِ(4316) وسكتَ عنهُ, والمنذري في الترغيب والترهيب (4/378), وابن كثير في نهاية البداية والنهاية(1/122و 144), والسوطي في الجامع الصغير, والألباني في صحيح الجامع(1361 و 1606 و 3402 و3557 و4316 و 5051 و 5578 و 7875), وفي صحيح أبي داود(4316), وفي صحيح الترغيب(3557), والهيثمي في مجمع الزوائد(7/340 و 343 و 346), والبوصيري في اتحاف الخيرة المهرة(8/127 و 131 و 137), والوادعي في الصحيح المسند(259 و 317 و 438 و 1185 و 1558). وغيرهم كثير.
 ([54]) مشارق الأنوار على صحاح الآثار للقاضي عياض صفحة(966).
 ([55])  شرح مسلم للنووي(2/235).
 ([56])  فتح الباري لابن حجر(13/98).
 ([57])  مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح 5/192.
 ([58])  رواهُ أحمد في مسندهِ (3/79 حديث 11769), وضعَّفَهُ شعيب الأرنؤوط وقال: إسنادهُ ضعيف. وأوردهُ ابن كثير في نهاية البداية والنهاية (2/140) وقال: غريب. وضعَّفَهُ الهيثمي في مجمع الزوائد(7/339) و (7/349). وضعَّفَهُ البوصيري في اتحاف الخيرة المهرة(8/136), وإن كان الألباني قال في تخريج حديث أبي أمامة في قصة الدجال: أخرجه حنبل (47/1-2)، وعبد بن حميد (118/2)، وأبو يعلى(ق63/1)، وابن عساكر(1/610-611)، والحاكم(4/537-539): الحديث حسن بمجموع الطريقين. والله أعلم.
 ([59])  سورة ق/37.
([60])  فتح الباري لابن حجر (20 / 138).
 ([61])  شرح مسلم للنووي(18/60).
 ([62])  فتح الباري لابن حجر(13/98).
 ([63])  تحفة الأحوذي للمباركفوري(409).
 ([64])  سورة الرعد/19.
([65])  فتح الباري لابن حجر (20 / 138).

هناك تعليقان (2):

  1. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
    يبدوا ان الموضوع يندرج تحته عدة أجزاء وهانحن ننتظر المزيد يادكتورنا والله يقدرك ويعطيك الصحه والعافيه (اللهم انا نعوذ بك من فتنة المحيا والممات وفتنة المسيح الدجال)
    يارب يخليك نور لحياتنا وما يحرمنا منك ويزيدك من فضله كمان وكمان.
    دعواتك

    ردحذف
    الردود
    1. بسم الله, الحمد لله, والصلاة على رسول الله, وبعد؛
      أختي العزيزة الغالية غروب العمري, أظلك الله بظله:
      إنني أجمع تعليقاتك الثلاثة على الأجزاء الثلاثة من رسالتي (الأعور الدَّجَّال أو مَسِيْح الضَّلال), وذلكَ لأردَّ عليها رداً واحِداً:
      (((السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
      تحيه ملؤها الحب والتقدير والدعاء للشخصكم الكريم:
      لك مني جزيل الشكر لتذكيرك لي بموضوع لا أقدر أهميته البالغه في الاهميه وهاأنت تذكرني وباذن الله ستنفعني الذكرى وأعترف عدم معرفتي عن هذا الامر سوى قراءة سورة الكهف يوم الجمعه وحفظ أول عشر ايات من سورة الكهف....
      وهاأنا أقرا وأتمعن بما تجتهد عليه لتوصلنا الى لب الموضوع ونحصل ع الفائده ونتعامل مع الامر وقت حدوثه.
      أبدعت في اختيار الموضوع وكأنك تذكرنا بوجودك الذي لم ينسى لناولك مني فيض من الدعوات التي باذن ستستجاب لشخصك الكريم.
      أخي الغالي ناصر السخني الى الأمام ياقدوتنا ونورنا في الحياه.
      أختك في الله غروب العمري
      دعواتك)))
      (((أخي الفاضل والمعلم لنا د.ناصر السخني:
      سلمت جهودك والى الامام ..........هاأنا أنور نفسي بما تجتهد به لأمة محمد عليه الصلاة والسلام .وأنا على ثقه بكل ماتزوده بنا على الموقع من معلومات قيمه.
      الله يجزيك عنا كل خير وينورك كمان وكمان امصلحتك ومصلحتنا جميعا.
      دعواتك)))
      (((السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
      يبدوا ان الموضوع يندرج تحته عدة أجزاء وهانحن ننتظر المزيد يادكتورنا والله يقدرك ويعطيك الصحه والعافيه (اللهم انا نعوذ بك من فتنة المحيا والممات وفتنة المسيح الدجال)
      يارب يخليك نور لحياتنا وما يحرمنا منك ويزيدك من فضله كمان وكمان.
      دعواتك)))
      إنهُ لمن الفخر لي أن أقرأ تعليقاتكِ ورأيكِ فيما أكتب, وإنهُ لمن سروري أن أتلمس دعاءكِ لي ودعمك لي, وهذا مما يزيدني اندفاعاً وانطلاقاً. ولي بعض الملاحظات:
      1- الذكرى تنفع المؤمنين, وعسى الله ان ينفعني وإياكم بذلك لنكون من المؤمنين.
      2- أشكر ثقتكم بكتاباتي المعتمدة على الحجة والدليل, والتي القصد منها أن نخرج القيل والقال من صحيح المقال, واخراج الصواب من الغث والسمين, واعتماد ما صحَّ عن الرسول - صلى الله عليه وسلم - وترك ما لا تقوم بهِ الحجة, وما ليس لهُ برهان. دون تحجر للفكر ودون تقييد للعقل, وبالاجتهاد فيما يجوز ويمكن فيه ذلك.
      3- للعصمة من الدجال - كما سيأتي بآخر جزء إن شاء الله - عدة أمور؛ ومنها حفظ أول عشرة آيات من سورة الكهف, ولا علاقة لقراءة سورة الكهف يوم الجمعة بذلك, وانما كما صحَّ أنها نور بين الجمعتين, وانها نور من مكانك حتى البيت العتيق.
      4- نعم قد تصل الأجزاء إلى عشر أو أكثر, وهي مرهونة بتمام الموضوع واستيفائهِ.
      5- حِمْلٌ ثقيل عليَّ ان يقال: (يا قدوتنا ونورنا في الحياه), (يا رب يخليك نور لحياتنا وما يحرمنا منك), ولكنهُ شرف لي واعتزاز. وأفضل ما قيل:( الله يجزيك عنا كل خير وينورك كمان وكمان مصلحتك ومصلحتنا جميعا).
      6- " إِذَا تَشَهَّدَ أَحَدُكُمْ فَلْيَسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنْ أَرْبَعٍ، يَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ، وَمِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَمِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ، وَمِنْ شَرِّ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ.". رواهُ مسلم في صحيحهِ(588).

      أما الدعوات فهي موصولة إن شاء الله, ومتواصلة.
      د. ناصر السخني

      حذف