22‏/08‏/2015

كَلَامُ اللهِ, وَطُرُقُ الْوَحيِ ج1 ... د. ناصر السخني


بِسمِ اللهِ الرحمنِ الرَّحيمِ
    إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِيْنُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَتُوْبُ إِلَيْهِ, وَنَعُوْذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُوْرِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا, مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ, وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ, وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيْكَ لَهُ, وَلَا نَعْبُدُ إِلَّا إِيَّاهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ وَمُصْطَفَاهُ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَمَنْ وَالَاهُ، وَسَلَّمَ تَسْلِيْماً كَثِيْراً؛ عَدَدَ مَا أَحَاطَ اللهُ وَمَا أَحصَاهُ. أَمَّا بَعْدُ:
                
                               
    فإني أكتبُ لَكُم – عَلَى عُجَالَةٍ- فِيْمَا أعتَقِدُ أنَّ مَعرفَتهُ ضَرُورِيةٌ حَسبَ مَا أَراه, بَعدَ نِقَاشٍ دَارَ بَيْنِي وَبَينَ أَحبَابٍ لِي فِي الله, وهيَ صِفَة الْكَلاَمِ لله, وَهِيَ صِفَةٌ مُتَعَلِّقةٌ بِمَشيئةِ الله؛ فَإنْ شَاءَ تَكَلَّمَ وَإنْ شاءَ لَمْ يَتَكَلَّم, وأنَّ تَكَلَّمَ فَكَلَامهُ بِصَوتٍ يُسمَعُ، وَأنهُ يَتَكَلَّمُ بِمَا شَاءَ إِذَا شَاءَ, جَلَّ فِي عُلَاه. وَبَعدَ ذَلكَ سَأَتَطَرَّقُ بِإِيجَازٍ لِطُرُقِ وَحْي الله.

قَالَ تَعَالَى:
* {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثاً}.([1])  
* {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلاً}.([2])

    وإِنَّ مِنْ عَقِيدَةِ أَهلِّ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ: إِثْبَاتُ مَا أَثْبَتَهُ لِنَفْسِهِ الله, وَمَا أَثْبَتَهُ لَهُ رَسُولُ الله, بِلا تَمْثيلٍ وَلَا تَعْطِيلٍ وَلا مُغَالاة. وَقَدْ ثَبُتتْ هَذِهِ الصِّفَة بِالكتابِ وبِالسُّنةِ وبالإجمَاعِ, وبِالعَقلِ لِمَنْ حَبَاهُ الله؛ فاللهُ يَتكَلَّمُ بِصَوتٍ مَسمُوعٍ, وَقَد تَكَلَّمَ مَعَ بَعْضِ مخلوقاتهِ، وَأَسمَعَهُم صَوْتُهُ. سَواءٌ كَانَ ذَلكَ بِالنِّدَاءِ أَوْ بِالقَولِ؛ فَالنِّدَاء لَا يَكُونُ إلَّا بِالصَّوتِ, وَالصَّوتُ مَسمُوع:
* قَالَ تَعَالَى:
* {فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ يَا مُوسَى, إِنِّي أَنَا رَبُّكَ}.([3])
* {وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ}.([4])
* {وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ}.([5])
                                                                              
* وَفِي الأَحَادِيْثِ الصَّحِيحَةِ:
* قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ:
* "...فينادِي بِصَوتٍ يَسمعُهُ مَنْ بَعُدَ كَمَا يَسمعُهُ مَنْ قَرُبَ: أنَا الملِكُ أنَا الدَّيَّانُ".([6])
* ".... يَقُولُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: يَا آدَمُ. يَقُولُ: لَبَّيْكَ رَبَّنَا وَسَعْدَيْكَ، فَيُنَادَى بِصَوْتٍ: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكَ أَنْ تُخْرِجَ مِنْ ذُرِّيَّتِكَ بَعْثاً إِلَى النَّار....".([7])
* "إِذَا أَحَبَّ اللَّهُ الْعَبْدَ نَادَى جِبْرِيلَ: إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلَاناً....".([8])

والقولُ كَذلكَ لَا يَكُونُ إلَّا بِالصَّوتِ, وَالصَّوتُ مَسمُوع:
* قَالَ تَعَالَى:
* {وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقاً فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ, قَالَ يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي فَخُذْ مَا آَتَيْتُكَ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ}.([9])

التَّكْلِيمُ مِنْ أَرفَع الْمَنَازِلِ, وأَكمَل الهِبَاتِ مِنَ اللهِ سُبْحَانَهُ, فَهَلْ كَلَّمَ اللهُ مِنَ الْخَلقِ الأَنْبِيَاءَ وَالْمُرسَلِينَ فَقَط؟!
لَا, والدَّلِيل:

1- كَلَّمَ اللهُ تَعَالَى وَأَوْحَى إلَى السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ:
والدَّلِيل:
* قَالَ تَعَالَى:
{ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ: اِئْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ* فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا}.([10])
* {إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا* وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا* وَقَالَ الْإِنسَانُ مَا لَهَا* يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا* بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا}.([11])
 
2- يُكَلِّمُ اللهُ تَعَالَى الجَنَّةَ والنَّارَ:
والدَّلِيل:
* قَالَ تَعَالَى: {يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِن مَّزِيدٍ}.([12]) 
* قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ: "اخْتَصَمَتِ الْجَنَّةُ وَالنَّارُ إِلَى رَبِّهِمَا، فَقَالَتِ الْجَنَّةُ: أَيْ رَبِّ, مَا لَهَا إِنَّمَا يَدْخُلُهَا ضُعَفَاءُ النَّاسِ وَسَقَطُهُمْ، وَقَالَتِ النَّارُ: أَيْ رَبِّ، إِنَّمَا يَدْخُلُهَا الْجَبَّارُونَ وَالْمُتَكَبِّرُونَ, فَقَالَ اللهُ تَعَالَى: أَنْتِ رَحْمَتِي أُصِيبُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ، وَأَنْتِ عَذَابِي أُصِيبُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ... ".([13]) 
 
3- كلَّمَ اللهُ بعضَ الرُّسُلِ والأنبياءِ:    
والدَّلِيل:
* قَالَ تَعَالَى: {تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ}.([14])

أ- هَلْ كَلَّمَ اللهُ تَعَالَى آدَمَ, وهلْ سَمِعتهُ حَوَّاء عَليهما السَّلام, قَبْلَ الحَياةِ الدُّنيَا مِنْ وَراءِ حِجَابٍ؟
نَعَم, والدَّلِيل:
* قَالَ تَعَالَى: {وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ}.([15])
* {وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ}.([16]) 
* {قَالَ يَا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ}.([17]) 
* قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ: "كَانَ آدَمُ نَبِيّاً مُكَلَّماً".([18])
* "أنَّ رجلًا قالَ: يا رسولَ اللَّهِ، "أنبيٌّ كانَ آدمُ؟ قالَ: نعم، مُعلَّمٌ مُكَلَّمٌ".([19])
* "يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ الأَنْبِيَاءِ كَانَ أَوَّلاً؟ قَالَ: آدَمُ. قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَنَبِيّاً كَانَ؟ قَالَ: "نعم نبيٌّ مُكلَّمٌ". وفي رواية: "نَعَمْ, جَعَلَ اللَّهُ بَرِيَّتَهُ وَخَلْقَهُ بِيَدِهِ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ وَكَلَّمَهُ قُبُلاً".([20]) 
* "....يقول اللهُ: يا آدمُ، فيقول: لبَّيكَ وَسَعْدَيكَ، فَيُنَادِي بِصَوتٍ: إنَّ اللهَ يأمركَ أن تُخرِجَ من ذُرِّيتِكَ بعثًا.... ".([21])
* قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ: "يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: يَا آدَمُ، فَيَقُولُ لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ، وَالْخَيْرُ فِي يَدَيْكَ، فَيَقُولُ: أَخْرِجْ بَعْثَ النَّارِ. قَالَ: وَمَا بَعْثُ النَّارِ؟ قَالَ: مِنْ كُلِّ أَلْفٍ تِسْعَ مِائَةٍ وَتِسْعَةً وَتِسْعِينَ، فَعِنْدَهُ يَشِيبُ الصَّغِيرُ، وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا، وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى، وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ. قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَأَيُّنَا ذَلِكَ الْوَاحِدُ؟ قَالَ: أَبْشِرُوا، فَإِنَّ مِنْكُمْ رَجُلاً، وَمِنْ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ أَلْفاً. ثُمَّ قَالَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنِّي أَرْجُو أَنْ تَكُونُوا رُبُعَ أَهْلِ الْجَنَّةِ، فَكَبَّرْنَا. فَقَالَ: أَرْجُو أَنْ تَكُونُوا ثُلُثَ أَهْلِ الْجَنَّةِ، فَكَبَّرْنَا. فَقَالَ: أَرْجُو أَنْ تَكُونُوا نِصْفَ أَهْلِ الْجَنَّةِ، فَكَبَّرْنَا. فَقَالَ: مَا أَنْتُمْ فِي النَّاسِ إِلا كَالشَّعَرَةِ السَّوْدَاءِ فِي جِلْدِ ثَوْرٍ أَبْيَضَ، أَوْ كَشَعَرَةٍ بَيْضَاءَ فِي جِلْدِ ثَوْرٍ أَسْوَدَ".([22])

ب- هَلْ كَلَّمَ اللهُ تَعَالَى نوحاً عَليهِ السَّلام؟
نَعَم, والدَّلِيل:
* قَالَ تَعَالَى:
* {قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ}.([23])
* {قِيلَ يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلاَمٍ مِّنَّا وَبَركَاتٍ}.([24])
                                                             
ج- هَلْ كَلَّمَ اللهُ تَعَالَى ابراهِيمَ عَليهِ السَّلام؟
نَعَم, والدَّلِيل:
* قَالَ تَعَالَى: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ: رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ: أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ: بَلَى وَلَكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ: فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ}.([25])
* {وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ, قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ}.([26]) 

د- هَلْ كَلَّمَ اللهُ تَعَالَى مُوسَى عَليهِ السَّلام؟
نَعَم, والدَّلِيل:
* قَالَ تَعَالَى:
* {وَكَلَّمَ اللّهُ مُوسَى تَكْلِيماً}.([27])
* {وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ}.([28])
* {قَالَ يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالاَتِي وَبِكَلاَمِي}.([29])
* {وَنَادَيْنَاهُ مِن جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ}.([30])
* {فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِي مِن شَاطِئِ الْوَادِي الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَن يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ}.([31])
* {فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ يَا مُوسَى, إِنِّي أَنَا رَبُّكَ}.([32])
* {إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوىً}.([33])

ه- هَلْ كَلَّمَ اللهُ تَعَالَى زكريا عَليهِ السَّلام؟
نَعَم, والدَّلِيل:
* قَالَ تَعَالَى: {يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيّاً * قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِراً وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيّاً * قَالَ كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئاً, قَالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آَيَةً قَالَ آَيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَ لَيَالٍ سَوِيّاً}.([34]) 

و- هَلْ كَلَّمَ اللهُ تَعَالَى يَحْيَى عَليهِ السَّلام؟
نَعَم, والدَّلِيل:
* قَالَ تَعَالَى: {يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيّاً}.([35])

ز- هَلْ كَلَّمَ اللهُ تَعَالَى عِيْسَى عَليهِ السَّلام؟
نَعَم, والدَّلِيل:
* قَالَ تَعَالَى:
* {إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ}.([36]) 
* {إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ}.([37])
* {وَإِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِن دُونِ اللّهِ}.([38])

ح- هَلْ كَلَّمَ اللهُ تَعَالَى مُحمَّداً عَليهِ الصَّلاةُ السَّلام؟
نَعَم, كَلَامُ اللهِ لِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ ثَابِتٌ فِي المِعرَاجِ, وَهُوَ كَلام دُونَ وَسِيْطٍ بَينَهُ وَبَينَهُ؛ فَتَكَلَّمَ مَع اللهِ يُرَاجِعَهُ عَلَى الْخَمْسِيْن صَلَاة:
والدَّلِيل:       
* قَالَ تَعَالَى:
* {وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى, ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى, فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى, فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى, مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى, أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى, وَلَقَدْ رَآَهُ نَزْلَةً أُخْرَى, عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى, عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى, إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى, مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى, لَقَدْ رَأَى مِنْ آَيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى}.([39])
 * وفي حَدِيثِ لَيلةِ الإسرَاءِ والمِعرَاجِ: "ثمَّ فُرِضَ عليَّ خمْسُونَ صلاةً كلَّ يومٍ، فرَجعتُ فمَرَرْتُ على مُوسَى، فقال: بِمَ أُمِرْتَ؟ قُلتُ: أُمِرْتُ بِخمسِينَ صلاةً كلَّ يومٍ، قال: إنَّ أُمَّتَكَ لا تَستطيعُ خمسينَ صلاةً كلَّ يومٍ، وإنِّي واللهِ قدْ جرَّبْتُ الناسَ قبلَكَ، وعالَجْتُ بنِي إسرائِيلَ أشَدَّ المعالَجةِ، فارْجِعْ إلى ربِّكَ فسَلْهُ التَّخفيفَ لأُمتِكَ، فرَجعتُ فوضَعَ عنِّي عشْرًا، فرَجعتُ إلى مُوسَى، فقال مِثلَهُ، فرجعتُ، فوَضعَ عنِّي عشْرًا، فرَجعتُ إلى مُوسَى، فقال مِثلَهُ، فرجعتُ، فوضَعَ عنِّي عشْرًا، فرجعتُ إلى مُوسَى، فقال مِثلَهُ، فرجعتُ، فوضَعَ عنِّي عشْرًا، فأُمِرتُ بعشْرِ صلَواتٍ كلَّ يومٍ، فقال مِثلَهُ، فرجعتُ فأُمِرْتُ بخمْسِ صلَواتٍ كلَّ يومٍ، فرجعتُ إلى مُوسَى، فقال: بِمَ أُمِرْتَ ؟ قلتُ: أمِرتُ بخمْسِ صلَواتٍ كلَّ يومٍ. قال: إنَّ أُمَّتَكَ لا تَستطيعُ خمْسَ صلَواتٍ كلَّ يومٍ، وإنِّي قدْ جرَّبْتُ الناسَ قبْلكَ، وعالَجتُ بنِي إسرائِيلَ أشدَّ المعالَجةِ، فارْجِعْ إلى ربِّكَ فسلْهُ التَّخفيفَ لأمَّتِكَ، قُلتُ: سألْتُ ربِّي حتى اسْتحيَيْتُ مِنهُ، ولكِنْ أرْضَى وأُسَلِّمُ، فلَمَّا جاوزْتُ نادانِي مُنادٍ، أمْضيتُ فرِيضَتِي، وخَفَّفْتُ عن عِبادِي".([40]) * قَالَ الْحَافِظُ ابْنُ حَجَر: (هَذَا مِنْ أَقْوَى مَا اسْتُدِلَّ بِهِ عَلَى أَنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى كَلَّمَ نَبِيَّهُ مُحَمَّداً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةَ الْإِسْرَاءِ بِغَيْرِ وَاسِطَةٍ).([41])

* وَفِي الحَدِيثِ القُدْسِيِّ الصَّحِيحِ: "قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ: أتَاني الليلةَ ربِّي تباركَ وتعالى في أحسنِ صورةٍ - قَالَ أحسِبُهُ قَالَ في المنامِ- فَقَالَ: يَا مُحمَّدُ هَل تَدري فيمَ يَختصمُ المَلأ الأعْلَى؟ قُلْتُ: لا،....".([42])1

*وَفِي الحَدِيثِ الصَّحِيحِ: "صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاةَ الصُّبْحِ بِالْحُدَيْبِيَةِ فِي إِثْرِ السَّمَاءِ كَانَتْ مِنْ اللَّيْلِ فَلَمَّا انْصَرَفَ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ فَقَالَ: هَلْ تَدْرُونَ مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ؟! قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ قَالَ: أَصْبَحَ مِنْ عِبَادِي مُؤْمِنٌ بِي وَكَافِرٌ؛ فَأَمَّا مَنْ قَالَ مُطِرْنَا بِفَضْلِ اللَّهِ وَرَحْمَتِهِ فَذَلِكَ مُؤْمِنٌ بِي كَافِرٌ بِالْكَوْكَبِ. وَأَمَّا مَنْ قَالَ مُطِرْنَا بِنَوْءِ كَذَا وَكَذَا فَذَلِكَ كَافِرٌ بِي مُؤْمِنٌ بِالْكَوْكَبِ".([43])
 * قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ: "قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّأَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، فَلْيَظُنَّ بِي مَا شَاءَ ".([44])2

4- كَلَّمَ اللهُ تَعَالَى غَير الأنبياءِ والمُرسَلينَ مِن البَشَرِ بَعدَ المَوتِ:
 والدَّلِيل:
* فِي الحَدِيثِ الصَّحِيحِ: "لمَّا قُتِلَ عبدُ اللَّهِ بْنُ عَمرِو بن حَرَامٍ يومَ أُحُدٍ, قَالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: يَا جَابرُ، أَلَا أُخبرُكَ ما قالَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ لأبيكَ؟ قلتُ: بلَى، قالَ: ما كلَّمَ اللَّهُ أحدًا إلَّا من وراءِ حجابٍ، وَكَلَّمَ أباكَ كِفَاحَاً؛ فقالَ: يا عَبدي تمنَّ عليَّ أُعْطِكَ. قالَ: يا ربِّ، تُحييني فأُقتَلُ فيكَ ثانيةً. قالَ: إنَّهُ سبقَ منِّي {أَنَّهُمْ لَا يَرْجِعُونَ}. قالَ: يا ربِّ، فأبلِغْ مَن ورائي، فأنزلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هذِهِ الآيةَ: {وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ}.".([45])
* كِفَاحَاً: بِغَيرِ وَاسطَةٍ بِحَرفٍ وَصَوتٍ وَسَمِعَهُ عبدُ اللَّهِ بْنُ عَمرِو بن حَرَامٍ.

5- كَلَّمَ اللهُ تَعَالَى جِبْرِيلَ وَبَعضَ الملائِكةَ عَلَيهم السَّلامُ:
والدَّلِيل:
* قَالَ تَعَالَى: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لا تَعْلَمُونَ}.([46])
* قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ: "إِذَا أَحَبَّ اللَّهُ الْعَبْدَ نَادَى جِبْرِيلَ: إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلَانًا فَأَحْبِبْهُ فَيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ فَيُنَادِي جِبْرِيلُ فِي أَهْلِ السَّمَاءِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلَانًا فَأَحِبُّوهُ فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ ثُمَّ يُوضَعُ لَهُ الْقَبُولُ فِي الْأَرْضِ".([47])

6- كلَّمَ اللهُ إبليسَ:
والدَّلِيل:
* قَالَ تَعَالَى:
* {قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا لَكَ أَلاَّ تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ}.([48])
* {قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ}.([49]) 
* {قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ}.([50])

7- كلَّمَ اللهُ النَّاسَ أجمعين:
إنَّ اللهَ تَكلَّمَ مَع الخَلقِ أَجمَعِين؛ وَلَكِنَّنَا لَا نَتَذَكَّرُ ذَلكَ أَوْ نسِيْنَاهُ:
والدَّلِيل:
* فِي الحَدِيثِ الصَّحِيحِ: "إنَّ اللهَ أَخَذَ الْمِيثَاقَ مِنْ ظَهْرِ آدَمَ عَلَيه السَّلامُ بِنَعْمَانَ3-  يَعْنِي عَرَفَةَفَأَخْرَجَ مِنْ صُلْبِهِ كُلَّ ذُرِّيَّةٍ ذَرَأَهَا، فَنَثَرَهُمْ بَيْنَ يَدَيْهِ كَالذَّرِّ, ثُمَّ كَلَّمَهُمْ قُبُلًا، قَالَ: {أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ* أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ}.([51]) ".([52])

8- سَيُكَلَّمُ اللهُ النَّاسَ أَجمَعِين يَومَ القيامةِ, وأَهلِ الجنةِ وأَهل النارِ:
والدَّلِيل:                                                              
* قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ: "إنَّ اللهَ يبعثُكُمْ يَومَ القِيَامَةِ حُفَاةً عُرَاةً غُرلًا بُهمَاً، ثُمَّ يَجمَعُكُم، ثمَّ يُنَادِي، وهو قائمٌ على عرشهِ، بصوتٍ يسمعهُ من بَعُدَ كما يسمعُهُ من قرُبَ، أنا الملِكُ أنا الدَّيَّانُ".([53])
وفي روايةٍ: "يحشرُ اللَّهُ العبادَ يوم القيامة أو قالَ يحشرُ اللَّهُ النَّاسَ عُراةً غُرلًا بُهماً قال: قُلْنا وما (بُهْماً)؟ قال: ليس مَعَهُم شيءٌ، ثُم ينادِيهم بصوتٍ يسمعُه مَنْ بَعُدَ كما يسمعُه مَن قَرُبَ: أنَا الدَّيانُ، أنَا الملِكُ، لا يَنبغِي لأحدٍ من أهلِ النارِ أنْ يدخلَ النارَ ولهُ عند أحدٍ من أهل ِالجنةِ حقٌ؛ حتى أقُصُّه مِنه، ولا ينبغِي لأحدٍ من أهلِ الجنةِ أنْ يدخلَ الجنةَ ولِأحدٍ من أهلِ النارِ عِندَه حقٌ حتى أقُصُّهُ مِنه، حتى اللطْمةَ".([54])

ويُستثنى مِن ذَلكَ مَن يُعَاقِبُهم اللهُ ويُهينُهم بِتَركِ تَكلِيمهم:
* قَالَ تَعَالَى:
* {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً أُولَـئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلاَّ النَّارَ وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ}.([55])
* قَالَ تَعَالَى: {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلاً أُوْلَـئِكَ لاَ خَلاَقَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللّهُ}.([56])
 
* قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ:" ثلاثةٌ لا يُكلِّمُهمْ اللهُ يومَ القِيامةِ: المَنَّانُ الذي لا يُعطِي شيئًا إلا مِنَّةً. والمُنفِقُ سِلْعَتَهُ بِالحَلِفِ الفاجِرِ. والمُسبِلُ إزارَهُ".([57])  
* قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ:" ثلاثةٌ لا يكلمُهم اللهُ يوم القيامةِ ولا يزكيهم ولهم عذابٌ أليمٌ: رجلٌ على فضلِ ماءٍ بالطريقِ يمنعُ منه ابنَ السبيلِ، ورجلٌ بايع إماماً لا يبايعُه إلا لدنياه، إن أعطاه ما يريدُ وفى له وإلا لم يفِ له، ورجلٌ بايع رجلاً بسلعةٍ بعد العصرِ، فحلف باللهِ لقد أُعْطِيَ بها كذا وكذا فصدقه، فأخذها، ولم يُعْطَ بها".([58])

9- سَيُكَلَّمُ اللهُ أَهلَ الجنةِ:
والدَّلِيل:
* قَالَ تَعَالَى: {سَلَامٌ قَوْلاً مِن رَّبٍّ رَّحِيمٍ}.([59])
* قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ: "ما منكم من أحدٍ إلَّا وسيُكلِّمُه اللهُ يومَ القيامةِ، ليس بين اللهِ وبينه تُرجمانٌ".([60])
* قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ: "ما منكم من أحدٍ إلا سيُكلِّمُه ربُّهُ، ليس بينَه وبينَه تُرجمانٌ، ولا حجابٌ يحجبُه".([61])
* قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ:" إنَّ اللهَ تبارك وتعالَى يقولُ لأهلِ الجنَّةِ: يا أهلَ الجنَّةِ؟ فيقولون: لبَّيْك ربَّنا وسعدَيْك، فيقولُ: هل رضيتم؟ فيقولون: وما لنا لا نرضَى وقد أعطيتَنا ما لم تُعطِ أحداً من خلقِك، فيقولُ: أنا أُعطيكم أفضلَ من ذلك، قالوا: يا ربِّ، وأيُّ شيءٍ أفضلُ من ذلك؟ فيقولُ: أُحِلُّ عليكم رِضوَانِي، فلا أسخَطُ عليكم بعده أبدًا".([62])
* قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ: "إذا دخل أهل الجنةِ الجنةَ، قال يقولُ اللهُ تبارك وتعالى: تريدونَ شيئا أزيدكُم؟ فيقولونَ: ألم تبيضْ وجوهنا؟ ألم تدخلنا الجنةَ وتنجنا من النار. قال: فيكشِفُ الحجابَ. فما أُعطوا شيئاً أحبَّ إليهِم من النظرِ إلى ربّهم عَزَّ وَجَلَّ.".([63])

* قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ: "آخِرُ مَن يدخلُ الجنةَ رجلٌ. فهو يَمشِي مرةً ويَكْبُو مرةً. وتَسْفَعُهُ النارُ مرةً. فإذا ما جاوزها التَفَت إليها. فقال: تبارك الذي نجَّانِي مِنكِ. لقد أعطاني اللهُ شيئاً ما أعطاهُ أحدًا من الأولينَ والآخِرينَ. فَتُرْفَعُ له شجرةً. فيقولُ: أيْ رَبِّ؛ أَدْنِنِي من هذه الشجرةِ فَلِأَسْتَظِلَّ بِظِلِّها وأشربَ من مائِها. فَيَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: يا ابنَ آدمَ؛ لَعَلِّي إن أَعْطَيْتُكَها سألتَنِي غيرَها. فيقولُ: لا. يا ربِّ. ويعاهدُه أن لا يسألَه غيرَها. وربُّه يعذِرُه. لأنه يَرَى ما لا صبرَ له عليه. فيُدْنِيهِ منها. فيَسْتَظِلُّ بظِلِّها ويَشربُ من مائِها. ثم تُرفعُ له شجرةٌ هي أحسنُ من الأولى. فيقولُ: أيْ ربِّ؛ أَدْنِنِي من هذه لِأَشربَ من مائِها وأَستظِلَّ بظِلِّها. لا أسألُك غيرَها. فيقولُ: يا ابنَ آدمَ؛ ألم تُعاهِدْني أن لا تسألَني غيرَها؟ فيقولُ: لَعَلِّي إن أَدْنَيْتُك منها تسألُني غيرَها؟ فيُعاهدُه أن لا يسألَه غيرَها. وربُّه يَعْذِرُه. لأنه يَرَى ما لا صبرَ له عليه فيُدنِيه منها. فيَستظِلُّ بظِلِّها ويشربُ من مائِها. ثم تُرفعُ له شجرةً عند بابِ الجنةِ هي أحسنُ من الأولَيَيْنِ. فيقولُ: أيْ ربِّ؛ أَدْنِنِي من هذه لِأستظِلَّ بظِلِّها وأشربَ من مائِها. لا أسألُك غيرَها. فيقولُ: يا ابنَ آدمَ؛ ألم تُعاهِدْني أن لا تسألَني غيرَها؟ قال: بلى. يا ربِّ؛ هذه لا أسألُك غيرَها. وربُّه يعذِرُه لأنه يرى ما لا صبرَ له عليه. فيُدْنِيهِ منها. فإذا أدناه منها، فيَسمعُ أصواتَ أهلِ الجنةِ، فيقول: أيْ ربِّ؛ أدخِلْنِيها. فيقولُ: يا ابنَ آدمَ؛ ما يَصْرِينِي منكَ؟ أيُرضِيكَ أن أُعطِيَكَ الدنيا ومثلَها معها؟ قال: يا ربِّ؛ أتستهزئُ مني وأنت ربُّ العالمين. ضحِك رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم. فقالوا: مِمَّ تضحكُ يا رسولَ اللهِ؟ قال: من ضَحِكِ ربِّ العالمينَ حين قال: أتستهزِئُ مني وأنت ربُّ العالمين؟! فيقولُ: إني لا أستهزئُ منك، ولكني على ما أشاءُ قادرٌ.".([64])
 
10- سَيُكَلَّمُ اللهُ أَهلَ النارِ:
وهوَ ليسَ كلامُ تكريمٍ ككَلامِهِ جلَّ وعلا مع أهل الجنَّةِ؛ بَل توبيخٍ لَهُم وإظهارٍ لِكَذِبِهم:
والدَّلِيل:
* قَالَ تَعَالَى:
* {قَالَ اخْسَؤُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ}.([65])
* {قَالَ لَا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ}.([66])

* الخُلَاصَةُ الأُوْلَى:
     أَنَّ اللهَ يتَكَلَّم بِصَوتٍ مَسمُوعٍ, بِصَوت يَلِيقُ بِجَلالهِ وَعَظمَتِهِ سُبْحَانَهُ, يُسمِعُهُ مَنْ يَشاءُ مِن خَلقِهِ, وَهُوَ يَتَكَلَّمُ بِمَا شَاءَ، كَيفَ شَاءَ، مَتَى شَاءَ, مَعْ مَنْ شَاءَ, إِذَا شَاءَ.
    وَلَيسَ كَمَا يَقُولُ بَعضُ مَن انْجَرفَ أو انْحَرفَ وَرَاء مَن يَقُولونَ بِغَيرِ ذَلكَ.([67]), وَأَوَّلُوا الآيَاتِ الصَّريحةِ بذلك؛ بأن المرادَ مِنها هُو الكَلامُ النَّفسِي، أَو المَعَانِي التَّي يَخلقُها اللهُ فِي نَفْسِ مَنْ أَرادَ كَلامَهُ: {يُرِيدُونَ أَن يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ}.([68])
    فَهذهِ صِفَة كَمَالٍ للهِ تَعَالَى لَا تُنْفَى عَنهُ سُبحَانَهُ, وَانْتِفَاؤُهَا صِفَة نَقصٍ، والنَّقصُ لَا يَلِيقُ بِاللهِ جَلَّ جَلالِهِ. وكَيَفَ تُنْفَى, وقد عَابَ اللهُ عِجلَ بَنِي إسْرَائيْل؛ فَقَالَ تَعَالَى: {وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَى مِن بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلاً جَسَدًا لَّهُ خُوَارٌ أَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّهُ لاَ يُكَلِّمُهُمْ}.([69])
    وَقَدْ عَلّمَ اللهُ أَنبِياءَهُ أَنْ يَستَدِلُوا عَلى المُشركِين بِبُطلانِ أَصنَامِهِم بِأنَّها لَا تَتَكَلَّم: فَمُوسَى عَليه السَّلامُ عندما أراد أن يُوَضِّحَ لِقَومِهِ بُطلانَ عِبادَتِهم لِلعجلِ قَالَ لَهُم: {أَفَلَا يَرَوْنَ أَلَّا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلاً}.([70])
وَالخَليلُ إبراهيمُ يُخاطبُ أَصنامَ قَومِهِ سَاخِراً: {مَا لَكُمْ لَا تَنطِقُونَ}.([71])

   وَلَكِنَّ كَلَامَهُ سُبْحَانَهُ لَيْسَ كَكَلامِ خَلْقِهِ؛ وَفِي الحَدِيثِ الصَّحِيْحِ الَّذِي سَبَقَ: "فَيُنادِي بِصَوْتٍ يَسْمَعُه مَنْ بَعُدَ كَمَا يَسْمَعُه مَنْ قَرُبَ".([72]) سُبْحَانَهُ: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ}.([73]) وَلَكِنَّ كلامَ اللهِ لَيْسَ شَكْلاً وَاحِداً, وسَيَأتِي تفصيلهُ.
* (كَلامُ اللهِ لَا يُشبهُ شَيئاً مِن كَلامِ الْمَخْلُوقِينَ وَلَا أَصوَاتُهم، بَل المُراد إِثبات الصَّوتِ، وَأَنَّ كَلَامَ اللهِ بِصَوتٍ، كَمَا أَنَّ السِّلْسِلَةَ الَّتِي عَلَى صَفوَانٍ يُسمعُ مِنْهَا صَوتٌ، فَالمُراد إِثبات أَنَّ كَلَامَ اللهِ بِصَوتٍ مَسمُوعٍ، بِحَرفٍ وَصَوتٍ لَا يُشبِهُ كَلام وَلَا حُروف الْمَخْلُوقِينَ، وَلَا أَصوَاتهم. هَذَا الصَّوابُ مِنْ مُعتَقَدِ أَهلِ السُّنَّةِ وَالجَمَاعَة).([74])


** وَلَكنَّ هَذِهِ النَّتيجَةَ الثَّابِتَةَ, وَالْمُتْفَق عَلَيهَا عِنْدَ أَهلِ الْحَقِّ تَسْتَدعِي مِنَّا عِدَّةَ أَسْئلَةٍ:  يَتبع الجُزء الثَّانِي......






([1]) سورة النساء/87.
([2]) سورة النساء/122.
([3]) سورة طه/11-12.
([4]) سورة القصص/62 و74.
([5]) سورة القصص/65.
([6]) رواهُ الإمام أحمد في مسندهِ (3/495/16085), عن عبد الله بن أنيس, وعَلَّقَ الأرنؤوط: إسنادهُ حسن. وصححهُ الحاكم في مستدركهِ على الصحيحين (2/475), وقالَ: صحيح, ووافقهُ الذهبي. وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (10/348): رجالهُ وثِّقوا. وقال الهيتمي المكي في الزواجر (2/243): إسنادهُ صحيح. وحسن إسناده المنذري في الترغيب والترهيب (4/303). وصححهُ الألباني عن جابر بن عبد الله في تخريج كتاب السنة /514.
([7]) رواهُ الإمام أحمد في مسندهِ (3/32/11302), وعَلَّقَ الأرنؤوط: إِسنَادَهُ صحيح على شرط الشيخين. ورواهُ البخاري في صحيحهِ /7483.       
([8]) متفق عليه. صحيح البخاري /3209. صحيح مسلم /2637.
([9]) سورة الأعراف/143-144.
([10]) سورة فصلت/11-12.                  
([11]) سورة الزلزلة/1-5.
([12]) سورة ق/30.
([13]) رواهُ الإمام أحمد في مسندهِ (2/314/8149 و 10596), وعَلَّقَ الأرنؤوط: إسنادهُ صحيح على شرط الشيخين. ورواهُ ابن حبان في صحيحه (16/482/7447 7476 7477), وعَلَّقَ الأرنؤوط: حديث صحيح على شرط البخاري. ورواهُ البخاري في صحيحهِ /7449.
([14]) سورة البقرة/253.
([15]) سورة البقرة /35.
([16]) سورة البقرة /33.
([17]) سورة الأعراف/22.
([18]) السلسلة الصحيحة/2668.
([19]) أحمد شاكر في عمدة التفسير (1/104) وقال: صحيح على شرط مسلم.
([20]) صحيح ابن حبان/361.
([21]) صحيح البخاري /7483.
([22]) متفق عليه. صحيح البخاري /7483. صحيح مسلم /222.
([23]) سورة هود/46.
([24]) سورة هود/48.
([25]) سورة البقرة/260.
([26]) سورة الصافات/104-105.
([27]) سورة النساء/164.
([28]) سورة الأعراف/143.
([29]) سورة الأعراف/144.
([30]) سورة مريم/52.
([31]) سورة القصص/30.
([32]) سورة طه/11-12.
([33]) سورة النازعات/16.
([34]) سورة مريم/7-10.
([35]) سورة مريم/12.
([36]) سورة آل عمران/55.
([37]) سورة المائدة/110.
([38]) سورة المائدة/116.
([39]) سورة النجم/7-18.
([40]) صحيح البخاري /3887.
([41]) فتح الباري- 7 / 216 .
([42]) رواهُ الإمام أحمد في المسند (1/368/3484), وعَلَّقَ الأرنؤوط: إسناده ضعيف. وقَال أحمد شاكر في التعليق على مسند أحمد (5/162): إسنادهُ صحيح.  ورواهُ الترمذي في سننهِ وحسَّنهُ.  وصححه الألباني في صحيح الترمذي/3233. وفِي صحيح الجامع/59.
1 أقولُ: حديث اختصام الملأ الأعلى حَدِيثٌ صَحِيحٌ، وقد نقل المزي في تهذيب الكمال عن الإمام أحمد أنه صحح بعض رواياته. والترمذي قال: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ, وقد ذكر الترمذي في كلامه على إحدى رواياته: سَأَلْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ (أَيْ الْبُخَارِي)، عَنْ هَذَا الحَدِيثِ، فَقَالَ: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ. ووثق الهيثمي في مجمع الزوائد ومنبع الفوائد رجال أحمد. وصححهُ ابن تيمية في تلبيس الجهمية. والمنذري في الترغيب والترهيب. وابن عربي في أحكام القرآن. وأحمد شاكر في عمدة التفسير. وصححه الألباني في صحيح الترمذي وفي صحيح الترغيب والترهيب, وفي صحيح الجامع. وغيرهم. ولا يُلتفتُ إلى مُحاولة ابن خزيمة الطعن بهِ. ولا إلى إعلال الدارقطني فهو خاص ببعض طرقه. ولا حتى ابن الجوزي حيث أوردهُ في العلل المتناهية, إذ أنهُ تراجع عن التضعيف حين قال: "قُلْتُ قَدْ رَوَاهُ أَحْمَدُ فِي مُسْنَدِهِ بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ". ولا إلى تعليق الأرنؤوط على مسند أحمد. والله أعلم.
وأقولُ: وهذا الحديث يدل على كلام من الله لمحمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ, في الدنيا, على الأرض, دون واسطةِ جبريل؛ وعلى الأرجح أنهُ في رؤيا منام. واللهُ أعلم
([43]) متفق عليه. صحيح البخاري /4147. صحيح مسلم /71.
([44]) رواهُ الإمام أحمد في مسندهِ (3/491/19059) و (4/106/17020), وعَلَّقَ الأرنؤوط: إسنادهُ صحيح. ورواهُ ابن حبان في صحيحه (2/401/633 و634 و635) ), وعَلَّقَ الأرنؤوط: حديث صحيح. وصححهُ الحاكم في مستدركهِ على الصحيحين (4/268), وقالَ: صحيح ولم يخرجاه, وعَلَّقَ الذهبي: صحيح على شرط مسلم.
2 أقولُ: الأحاديث القدسية الصحيحة التي تدل على كلام اللهِ للرسولِ محمد صلى الله عليه وسلم كثيرة. وبعضها يأتي بصيغة: " أتاني جبريل...", أو "يا جبريل، اذهب إلى محمد..."  أو "يا محمد أرسلني إليك ربك..."؛ فيكون منقولاً عن الله من جبريل عليه السلام, ولكن ظاهر الأحاديث التي نقلتها هُنا هي كلام من الله لمحمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ, دون واسطةِ جبريل؛ وهذا الظاهر لا يُترك إلى غيره ما لم يوجد ما يصرفه. كَقولهِ صلى الله عليه وسلم: "إن الله تعالى يقول: إن العز إزاري، والكبرياء ردائي، فمن نازعني فيهما عذبته". واللهُ أعلم.
([45]) صحيح ابن ماجه/2276.
([46]) سورة البقرة/30.
([47]) صحيح البخاري /3209.                                                                              
([48]) سورة الحجر/32.                                                                                       
([49]) سورة ص/75.                                   
([50]) سورة ص/77.
3 وَادِي نَعْمَانَ قَرِيبٌ مِنْ عَرَفَةَ.
([51]) سورة الأعراف/172-173.
([52]) رواهُ الإمام أحمد في مسندهِ (1/272/2455), وعَلَّقَ الأرنؤوط: رجالهُ ثقات. وقال أحمد شاكر: إسنادهُ صحيح. وصححهُ الحاكم في مستدركهِ على الصحيحين (2/593/4000), ووافقهُ الذهبي. وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (10/348): رجالهُ رجال الصحيح. وصححهُ الألباني السلسلة الصحيحة/1623.
([53]) تم تخريجه سابقاً انظر (6). وأخرجهُ الذهبي في العرش/80.
([54]) تم تخريجه سابقاً انظر (6). وصححهُ الألباني في تخريج كتاب السنة /514.
([55]) سورة البقرة/174.
([56]) سورة آل عمران/77.
([57]) صحيح مسلم/106.
([58]) صحيح البخاري /7212.
([59]) سورة يس/58.
([60]) صحيح البخاري /6539.
([61]) صحيح البخاري /7443.
([62]) متفق عليه. صحيح البخاري /6549. صحيح مسلم /2829. وابن حبان في صحيحهِ/7440. وعَلَّقَ الأرنؤوط: إسنادهُ صحيح على شرط مسلم.
([63]) صحيح مسلم /181. وابن حبان في صحيحهِ/7441. وعَلَّقَ الأرنؤوط: إسنادهُ صحيح على شرط مسلم.
([64]) صحيح مسلم /187. وابن حبان في صحيحهِ/7430. وعَلَّقَ الأرنؤوط: صحيح على شرط مسلم.
([65]) سورة المؤمنون/108.
([66]) سورة ق/28.
([67]) أقصدُ كالجهمية والأشاعرة ومن قال بِما قالوا.
([68]) سورة الفتح/15.
([69]) سورة الأعراف/148.
([70]) سورة طه/89.
([71]) سورة الصافات/92.
([72]) تم تخريجه سابقاً انظر (6).
([73]) سورة الشورى/11.
([74]) شرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري لعبد العزيز الراجحي (1/170) بتصرف.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق