رسالة: الأعْور الدَّجَّال أو مَسِيْح الضَّلال ج1 ... د. ناصر السخني

الجزء الأوَّل: المقدمة وأسباب كتابة الرسالة

    إنّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ ونسْتَهديه وَنَتُوبُ إليهِ, وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا, مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ, وَمَنْ يُضْلِلْ فَلا هَادِيَ لَهُ, وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللهُ, وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ, وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ, وَبَعْدُ:

    فإنِّي كَتَبْتُ هَذهِ الرِّسَالةَ البَسِيْطةَ المتَوَاضِعةَ المختَصَرةَ لِفَهْمِ حَقِيْقَةِ مَسِيْحِ الضَّلالِ, الْمَسِيْخِ, الأَعْوَرِ, الْكَذَّابِ, الدَّجَّالِ: مَاْ هُوَ, وَمَنْ هُوَ, وَمَاْ صِفَاتهُ وَأوْصَافهُ, وَعَلامَاتُ ظُهُوْرِهِ وَخُرُوْجِهِ, وَمَكانُهُ الآنَ, وَمَكانُ خُرُوْجِهِ, وَمَنْ هُمْ أتْبَاعُهُ, وَمَاْ  قُدْرَتُهُ, والْوقَايَةُ مِنْ فِتنتِهِ, وسُبُل النَّجَاةِ مِنْهُ, وَنهايتُهُ وَهَلاكُهُ, وَمَنْ يَقَتْلُهُ, وأينَ يَقَتْلُهُ..., وأطرَحُ في ثنَايَا ذَلِكَ تَأوِيْلات العُلَمَاءِ والعَامَّةِ عنهُ, وَفِكْرَةَ الْيَهودِ والنَّصَارَى فيه..., راجِياً مِن اللهِ أنْ ينْفَعني بِهَذهِ الرِّسَالةِ وينْفعَ غَيْرِي مِن المسْلِمِين, وَلَعَلَّها تَكون تَذْكِرَةً لِي وللمؤمنين. فَمَنْ وَجَدَ في رِسَالتي هَذِهِ - أوْ غَيْرها - صَوَاباً أو خَيْراً أوْ فَتْحَاً فهذا بِفَضْلِ اللهِ وَمَنِّهِ وَتوفيقهِ, فَالْحَمْدُ والشُّكرُ للهِ. وَمَنْ وَجَدَ خَطَأً أَوْ خَلَلاً أَوْ نَقْصَاً فَهُوِ مِنِّي أوْ مِن الشَّيْطَانِ, فأستغفر اللهَ.

    وَمَا أحْسَن قَوْل القَاضِي الفَاضِل عَبْد الرَّحِيْم بن عليّ البيسانيّ :( إنِّي رأيتُ أنَّه لا يكتُبُ إنْسَانٌ كِتَاباً في يَوْمِه؛ إلاَّ قَالَ في غَدِهِ: لو غُيِّرَ هذا لكانَ أحْسَنَ، ولو زِيدَ كذا لكانَ يُستَحسَنُ، ولو قُدِّمَ هذا لكانَ أفضلَ، ولو تُرِكَ هذا لكانَ أجملَ. هذا مِنْ أعظَمِ العِبَرِ، وهو دليلٌ علَى اسْتِيْلاءِ النَّقصِ عَلَى جُملةِ البَشَرِ). ^([1])

 ووراء رِسَالتي عِدّةُ أسْبابٍ منها:

أولاً: أنَّ خُرُوجَ الدَّجَّالِ أو ظُهورَهُ هُوَ أوّل عَلامَاتِ السَّاعةِ العَشْرِ الكُبْرَى, ولا شكَّ أنَّ عَلامَاتِ السَّاعةِ الصُّغْرَى مِنْهِا مَا مَضَى وانْقَضَى وانْتهَى, وَمِنْها مَا هُو مُسْتَمِر حَاضِر, والتي سمَّاهَا البَعْضُ عَلامَات السَّاعةِ الوُسْطَى, ونحنُ عَلى بَوَّابةِ أوَّل العلاماتِ الكُبْرَى, والتي إذا بَدَأتْ تَتَابَعَتْ كَأنَّها حَبَّاتُ الخرز؛ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآله وصحبهِ وَسَلَّمَ: " الآيَاتُ خَرَزَاتٌ مَنْظُومَاتٌ فِي سِلْكٍ، فَإِنْ يُقْطَعْ السِّلْكُ يَتْبَعْ بَعْضُهَا بَعْضاً ". ^([2])

   والعلامات الكُبرى كَمَا هي في الحديثِ الصَّحِيح: " إِنَّهَا لَنْ تَقُومَ حَتَّى تَرَوْنَ قَبْلَهَا عَشْرَ آيَاتٍ: فَذَكَرَ الدُّخَانَ, وَالدَّجَّالَ, وَالدَّابَّةَ, وَطُلُوعَ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا, وَنُزُولَ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ عليه السلام, وَيَأَجُوجَ وَمَأْجُوجَ, وَثَلَاثَةَ خُسُوفٍ: خَسْفٌ بِالْمَشْرِقِ, وَخَسْفٌ بِالْمَغْرِبِ, وَخَسْفٌ بِجَزِيرَةِ الْعَرَبِ, وَآخِرُ ذَلِكَ نَارٌ تَخْرُجُ مِنْ الْيَمَنِ, تَطْرُدُ النَّاسَ إِلَى مَحْشَرِهِمْ".^([3])+%D9%85%D9%88%D9%82%D8%B9+%D8%A7%D9%84%D8%AF%D8%B1%D8%B1+%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%86%D9%8A%D8%A9+-+%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D8%B3%D9%88%D8%B9%D8%A9+%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%AF%D9%8A%D8%AB%D9%8A%D8%A9+-+%D9%85%D9%86+%D8%AD%D8%AF%D9%8A%D8%AB+%D8%AD%D8%B0%D9%8A%D9%81%D8%A9+%D8%A8%D9%86+%D8%A3%D8%B3%D9%8A%D8%AF+%D8%A7%D9%84%D8%BA%D9%81%D8%A7%D8%B1%D9%8A

    أَقُوْلُ: ولا يَصِحُّ قُوْلُ مَنْ ذَهَبَ بِأَنَّ طُلُوعَ الشَّمْسِ مِنْ مغربِها هو أوّلُ العلاماتِ الكُبْرَى لحدِيثِ عَبْدِ اللهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ المرْفُوْعِ: " إِنَّ أَوَّلَ الْآيَاتِ خُرُوجاً طُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا، وَخُرُوجُ الدَّابَّةِ عَلَى النَّاسِ ضُحًى، وَأَيُّهُمَا مَا كَانَتْ قَبْلَ صَاحِبَتِهَا، فَالْأُخْرَى عَلَى إِثْرِهَا قَرِيباً".^([4])

   فَفِي هَذا الحديثِ لمْ يُذْكَرِ الدَّجَّال أَصْلاً, والتَّحْقِيْقُ في ذَلِكَ - حَسْبَمَا تُفِيْدُ النُّصُوْصُ - هُو:  أنَّ خُروجَ الدَّجَّالِ يسبقُ طُلُوعَ الشَّمْسِ مِن مَغربِها, ثمَّ انَّ نُزُولَ عِيسَى بْنِ مَرْيَم عَلَيْه السَّلامُ يَعْقُبُ الدَّجَّالَ - فَهُوَ الذي يَقْتلهُ - يسبقُ أيْضَاً طُلُوعَ الشَّمْسِ مِن مغربِها؛ وإنَّ التَّوْبةَ تَنْقَطِعُ بطُلوعِ الشَّمْسِ مِن مغربِها, قَاْلَ اللهُ تَعَاْلَى: {لاَ يَنفَعُ نَفْسَاً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ}^([5]), وقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآله وصحبهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ تَابَ قَبْلَ أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ".^([6])

   ولكنّ عِيسَى بْنِ مَرْيَم بِنُزُولهِ سَيُؤمِنُ بهِ بَعْضُ النَّصَارى قَاْلَ اللهُ تَعَاْلَى: {وَإِن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ}^([7]), فَلَوْ كَانَ طُلوعُ الشَّمسِ مِنْ مَغْرِبها سَابِقاً لِنُزُلِهِ لم يَكنْ ينفعهُم إيمانهُم. قَاْلَ الحافظُ ابن حجر العَسْقلاني: ( فَاَلَّذِي يَتَرَجَّح مِنْ مَجْمُوع الْأَخْبَار أَنَّ خُرُوج الدَّجَّال أَوَّلُ الْآيَاتِ الْعِظَامِ الْمُؤْذِنَةِ بِتَغَيُّرِ الْأَحْوَال الْعَامَّة فِي مُعْظَم الْأَرْض وَيَنْتَهِي ذَلِكَ بِمَوْتِ عِيسَى بْن مَرْيَم, وَأَنَّ طُلُوعَ الشَّمْس مِنْ الْمَغْرِب هُوَ أَوَّلِ الْآيَات الْعِظَام الْمُؤْذِنَة بِتَغَيُّرِ أَحْوَال الْعَالَم الْعَلَوِيّ وَيَنْتَهِي ذَلِكَ بِقِيَامِ السَّاعَة). أ.هـ. ^([8])

    فلا بُدَّ أنْ يَكُونَ خُروجُ الدَّجَّالِ أولاً, ثمَّ نُزُولُ عِيسَى بنِ مَرْيَمَ عليه السَّلام فَهُوَ الذي يَقْتلُ الدَّجَّالَ, ثمَّ بَعْثُ يَأَجُوج وَمَأْجُوج فهم يُحاصِرونَ عِيسَى بنِ مَرْيَمَ وأصْحابَهُ المتحَرِّزِينَ بالطُّور. ^([9]) وهي عَلاماتٌ سَابقةٌ لِطلُوعِ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا, وبعد ذلكَ الدَّابَّة, ثمَّ الدُّخَان, ثمَّ النَّار تَطْرُدُ النَّاسَ إِلَى مَحْشَرِهِمْ. أمَّا خَسْف الْمَشْرِقِ, وَخَسْف الْمَغْرِبِ, وَخَسْف جَزِيرَةِ الْعَرَبِ؛ فقد تكونُ في أوَّل العلاماتِ أو خِلالها. واللهُ أعْلَم.

ثانياً: أنَّ شَأْنَّ الدَّجَّالِ عَظيمٌ جِدّاً, وأمْرَهُ شَدِيْدُ التَّعْقِيْدِ وَالْخَفَاءِ، وَفِتْنتَهُ هيَ أعْظمُ الفِتَنِ وأشَدّهَا وأخْطَرهَا مُنْذُ أنْ ذَرَأ اللهُ ذُرّيةَ آدَم ؛ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآله وصحبهِ وسَلَّمَ: "مَا بَيْنَ خَلْقِ آدَمَ إِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ أمْرٌ أَكْبَرُ مِنْ الدَّجَّالِ ".^([10])؛ ولذلك لمْ يَبْعثِ اللهُ نبيّاً إلا وَقدْ أنذرَ قَومَهُ الدَّجَّال؛ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآله وصحبهِ وَسَلَّمَ: " وَمَا مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا قَدْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ المسِيْخَ الدَّجَّال".^([11]) وتَحْذِيرُ الأنْبِيَاء مِنْهُ مُنْحَصِرٌ في عَدَمِ اتْبِاعِهِ وأنَّهُ يدَّعِي الأُلُوْهِيَّة. وَلَكِنَّ خَاتمَ الأنْبِيَاءِ والْمُرْسَلِينَ أخْبَرَنَا بما يكْشفُ خَفاءَهُ, وَيُهَوِّنُ عَلَيْنَا مَعْرِفتهُ, وَيُعِيننا على فِتْنتِهِ؛ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآله وصحبهِ وَسَلَّمَ: " ‏أَلَا أُحَدِّثُكُمْ حَدِيثاً عَنْ ‏‏الدَّجَّالِ ‏‏مَا حَدَّثَ بِهِ نَبِيٌّ قَبْلِي قَوْمَهُ ...". ^([12]) وسيأتي التفصيل لاحِقاً, إنْ شَاءَ اللهُ.

+%D9%85%D9%88%D9%82%D8%B9+%D8%A7%D9%84%D8%AF%D8%B1%D8%B1+%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%86%D9%8A%D8%A9+-+%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D8%B3%D9%88%D8%B9%D8%A9+%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%AF%D9%8A%D8%AB%D9%8A%D8%A9+-+%D9%85%D9%86+%D8%AD%D8%AF%D9%8A%D8%AB+%D8%B9%D8%A8%D8%AF%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87+%D8%A8%D9%86+%D8%B9%D9%85%D8%B1ثالثاً: لأنَّهُ خَارِجٌ في أمَّتِنَا لَا مَحَالَةَ؛ وَنَحنُ الأمَّة التي سَتُواجِهَهُ, قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآله وصحبهِ وَسَلَّمَ: "... وَأَنَا آخِرُ الْأَنْبِيَاءِ, وَأَنْتُمْ آخِرُ الْأُمَمِ, وَهُوَ خَارِجٌ فِيكُمْ لَا مَحَالَةَ ".^([13])

رابعاً: لأنّني أعْتَقِدُ أنَّنا نَعِيْشُ في أيّامِ خُروجِهِ, وإنَّ مَا نُعاصِرهُ مِن أحْداثٍ تؤكِّدُ أنَّ زَمَنَنا هُو زَمن الفتنِ والملاحِم, فنحنُ في زمَنِ الشَّكِّ والظُّنُونِ والحيْرةِ, وَزمَنِ بُعْدِنا عَنْ مَنْهَجِنَا القَويم،{إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ}^([14]), وإنْ لمْ تكُنْ هذهِ أيَّام خُروجهِ فهي الأيَّام التي تَسْبقُ خُروجَهُ, وَقَدْ صَحَّ عَن النَّبيِّ مُحمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآله وصحبهِ وَسَلَّمَ أنَّهُ توقع خروجهُ في أيامهِ: " إِنْ يَخْرُجْ وَأَنَا فِيكُمْ فَأَنَا حَجِيجُهُ دُونَكُمْ ".^([15])

خامِساً: وَحَيْث أنَّهُ لمْ يخرجْ في زَمَنِ النَّبيِّ مُحمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآله وصحبهِ وَسَلَّمَ فإنّهُ يَجِبُ على كُلِّ مُسْلِمٍ أنْ يَعْرفَ مَنْ هُوَ الدَّجَّال, وما هي صِفَاتهُ, وما أحْوالهُ, وماذا عليه أنْ يفعلَ تجاهَ فِتنتهِ كي لا يقعَ في فخِّهِ وشِركهِ, قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآله وصحبهِ وَسَلَّمَ: "وَإِنْ يَخْرُجْ مِنْ بَعْدِي فَكُلُّ امْرِئٍ حَجِيجُ نَفْسِهِ".^([16])

سادِساً: انَّ عَامَّةَ المسْلِمينَ اليوم يَظُنّونَ أنَّ الحَدِيْثَ عَن الدَّجَّالِ ضَرْبٌ مِنْ إضَاعَةِ الوقتِ والجهدِ, عَلى أنَّهُ أمرٌ بعيدٌ عنْ أيْامِنَا وهو في آخرِ الزمان!! بلْ وقِلَّةٌ مِنْ عُلَمَائِنَا مَنْ يُفْرِدُ لهُ الْمَقَال, وَرُبَّما فَاتَهمْ إنَّ الدَّجَّالَ يَخْرُجُ إذا تَناسَى النَّاسُ والأئِمةُ ذِكْرَهُ أو انْشَغَلوا عنهُ, وهَذهِ عَلامَةٌ عَامَّةٌ لقُرْبِ خُرُوجِه؛ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآله وصحبهِ وَسَلَّمَ: "لَا يَخْرُجُ الدَّجَّالُ حَتَّى يَذْهَلَ النَّاسُ عَنْ ذِكْرِهِ، وَحَتَّى تَتْرُكَ الْأَئِمَّةُ ذِكْرَهُ عَلَى الْمَنَابِرِ".^([17]) وفي لسان العرب: (الذَّهْل: تَرْكُكَ الشّيءَ تَناسَاه على عَمْدٍ, أَو يَشْغَلكَ عنْهُ شُغْلٌ).^([18])

سابِعاً: كَثْرةُ الرُّؤى الصَّالِحَة التي تُعْرَضُ عَليَّ لِأُفسِّرَها لإخْوانٍ ثِقَاتٍ, وأخَواتٍ فاضِلاتٍ, والتي تجاوزتْ العشرات, وَفيها مَا احْتَوى التَّصْرِيْح على وجودهِ وقربِ خُروجهِ, وفيها مَا احْتَوى التلميح على مثل ذلك. قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآله وصحبهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الرِّسَالَةَ وَالنُّبُوَّةَ قَدِ انْقَطَعَتْ، فَلاَ رَسُولَ بَعْدِي وَلاَ نَبِيَّ. فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَى النَّاسِ. فقَالَ: وَلَكِنِ الْمُبَشِّرَاتُ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَا الْمُبَشِّرَاتُ؟ قَالَ: رُؤْيَا الْمُسْلِمِ، وَهِيَ جُزْءٌ مِنْ أَجْزَاءِ النُّبُوَّةِ. وفي رواية " الرُّؤْيَا الصَّالِحَة يَرَاهَا الْعَبْد الْمُؤْمِن فِي الْمَنَام أَوْ تُرَى لَهُ ". وفي رواية " جُزْءٌ مِنْ سِتةٍ وأرْبعينَ مِنْ النُّبُوَّةِ".^([19])

ثامِناً: كَثُرتْ التَّنبُّؤاتُ والتوقُّعاتُ في أمرِ الدَّجَّالِ مِن الْمُسْلِمينَ وغيرهم, وَمِن العَالِمِينَ بهِ والجاهِلِينَ بأمرهِ^([20]), وانظرْ حَاشِيَة رِسَالتي هَذهِ التي أوْضَحْتُ فيها القيْلَ والقَالَ في هذا الأمرِ. ونحن كمسلمين لدينا قاعِدَة عَقَديّة, وَمَرجعيَّة وَاضِحَة جَلِيَّة؛ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآله وصحبهِ وَسَلَّمَ: " تَرَكْتُكُمْ عَلَى الْبَيْضَاءِ, لَيْلُهَا كَنَهَارِهَا, لا يَزِيغُ عَنْهَا بَعْدِي إِلا هَالِكٌ، وَمَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ فَسَيَرَى اخْتِلافًا كَثِيرًا؛ فَعَلَيْكُمْ بِمَا عَرَفْتُمْ مِنْ سُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ مِنْ بَعْدِي، عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ".^([21]) وفي ذلك ما يُغْنينا عن الالتفاتِ لما يُقالُ من خُزعبلات مُحَرِّفي التوراة وَمُؤلِّفي التلمود ^([22]), ومن تخبُّطاتِ أصْحَابِ الإنجيلِ ومُفَسِّريهِ^([23]), وَعَقَائدهُم المدَلَّسَة الْمُشتركة بينهم^([24]), وأصْحَاب النُّبُوْءاتِ مِثل نُوسْترادامُوس ^([25]) وغيره, ومثل مُنتِجِي أفلامِ هُوليوود كَسِلْسِلةِ الفِلمِ المسَمَّى بالطَّالعِ أو النَّذير. ^([26]) أو الفلم المسمَّى بالمسِيْحِ الدَّجَّال. ^([27]) 

وإلى لقاءٍ مع الجزء الثاني: معنى المسيح, والدَّجَّال, والمسيخ, والأعور... قريباً إن شاء الله.

د. ناصر السخني

---

([1]) كان الأُستاذ أحمد فريد الرِّفاعي ( ت 1376 هـ ) هو الَّذي شهَّرَ هذه الكلمةَ؛ حيث وضعها أوَّلَ كلِّ جزء من أجزاء "مُعجم الأدباء" لياقوت الحمويّ، وغيره من الكُتب، وتداولَها النَّاس عنه منسوبةً إلى العماد الأصفهانيّ!! والصَّواب: نسبتُها للقاضي الفاضل، بعثَ بها إلى العماد؛ كما في أوَّل "شرح الإحياء" للزَّبيديّ(1/3), و"الإعلام بأعلام بيت الله الحرام" لقطب الدِّين محمد بن أحمد النهرواليّ الحنفيّ( ت 988 ه). نقلاً عن كتاب "إعلام العابد في حكم تكرار الجماعة في المسجد الواحد"، لمشهور بن حسن بن سلمان: ص7، دار المنار, ط2.

([2]) رواهُ أحمد في مسندهِ وصححهُ أحمد شاكر(12/7), وحسنهُ الهيثمي في مجمع الزوائد (7/324), وحسنهُ السيوطي في الجامع الصغير(3030), وصححهُ الألباني في صحيح الجامع (2755), وفي السلسلة الصحيحة (1762).

([3]) رواهُ مسلم في صحيحهِ (2901).                             

([4]) رواهُ أحمد في مسندهِ(2/201 حديث 6881), وصححهُ أحمد شاكر(11/98), وقال شعيب الأرنؤوط: صحيح على شرط الشيخين, ورواهُ مسلم في صحيحهِ (2941), وأبو داود في سننهِ وسكتَ عنهُ, وصححهُ الألباني في صحيح أبي داود(4310), وحسنهُ الهيثمي في مجمع الزوائد (8/11), وحسنهُ السيوطي في الجامع الصغير, وصححهُ الألباني في صحيح الجامع (2013).

([5]) سورة الأنعام/158.

([6]) رواهُ مسلم في صحيحهِ (2703), وصححهُ السيوطي في الجامع الصغير, وصححهُ الألباني في صحيح الجامع (6123).

([7]) سورة النساء/159.

([8]) فتح الباري (11/353).

([9]) هذا الترتيب في الحديث الذي رواهُ مسلم في صحيحهِ (2937).

([10]) رواهُ مسلم في صحيحهِ (2946).

([11]) رواهُ مسلم في صحيحهِ (169),وصححهُ ابن عربي في عارضة الأحوذي بشرح صحيح الترمذي(5/75).

([12]) رواهُ البخاري في صحيحهِ(3338) من دون كلمة(قبلي). وصححهُ السيوطي في الجامع الصغير(2848), وصححهُ الألباني في صحيح الجامع (2591).

([13]) رواهُ ابن ماجه في سننه(814), وابن كثير في تفسير القرآن (2/411), وصححهُ السيوطي في الجامع الصغير, وصححهُ الألباني في صحيح الجامع (7875).

([14])سورة يوسف/53.

([15]) رواهُ مسلم في صحيحهِ (2937), وأبو داود في سننهِ وسكت عنهُ, وصححهُ الألباني في صحيح أبي داود(4321), وابن ماجه في سننه, وصححهُ الألباني في صحيح ابن ماجه(3310), والترمذي في سننهِ وصححهُ الألباني في صحيح الترمذي (2240), وصححهُ السيوطي في الجامع الصغير, وصححهُ الألباني في صحيح الجامع (4166).

([16]) رواهُ ابن ماجه في سننه(814), وابن كثير في تفسير القرآن (2/411), وصححهُ السيوطي في الجامع الصغير, وصححهُ الألباني في صحيح الجامع (7875).

([17]) رواهُ عبد الله بن أحمد في زوائده على المسند (4/71 ، رقم 16718), وقال شعيب الأرنؤوط: إسنادهُ ضعيف, وقال الزين في المسند (13/112) : إسناده صحيح وهو من زوائد عبدالله .وابن كثير في جامع المسانيد والسنن(5261) وقال: لا بأس بإسناده, وابن السكن في تهذيب التهذيب(4/421) وقال: صالح الإسناد, والهيثمي في مجمع الزوائد(7/338) وقال: رواه عبد الله بن أحمد من رواية بقية عن صفوان بن عمرو وهي صحيحة كما قال ابن معين, وبقية رجاله ثقات. 

([18]) لسان العرب لابن منظور, حرف الذال, مادة ( ذهل).                                                  

([19]) رواهُ عن أنس بن مالك: أحمد في مسندهِ (3/267 حديث 13851) وقال شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح على شرط مسلم, وحسنهُ الترمذي في سننه, وصححهُ الألباني في صحيح الترمذي(2272), وصححهُ السيوطي في الجامع الصغير, وصححهُ الألباني في صحيح الجامع (1631), وصححهُ الألباني في إرواء الغليل(8/128) وقال: صحيح على شرط مسلم, وصححهُ عبد الحق الإشبيلي في الأحكام الصغرى(93), والوادعي في الصحيح المسند(95) وقال: حسن على شرط مسلم. ورواهُ عن أبي هريرة: البخاري في صحيحهِ(6990), ومسلم في صحيحهِ(2263), وصححهُ السيوطي في الجامع الصغير, وصححهُ الألباني في صحيح الجامع (5198). وصححهُ الهيثمي في مجمع الزوائد عن عائشة(7/175), والألباني في إرواء الغليل(8/129) وقال: على شرط مسلم. ورواهُ وصححهُ جمعٌ كبيرٌ عن أبي الطفيل عامر بن واثلة, وعن حذيفة بن أسيد الغفاري, وعن أم كرز الخزاعية الكعبية.

([20]) لقد اختلف العلماء والصحابة من قبلهم فيمن هو الدجال: فقائلٌ هو ابن صياد, وهو قولٌ فيه نظر وسيأتي التحقيق فيه. وقائلٌ هو شيطان موثق في إحدى الجزر, وهو قولٌ استند أصحابهُ على الحديث الصحيح عن تميم الدَّاري وسيأتي التحقيق فيه. وذهب البعضُ إلى أنَّ أمّهُ جنِّية عشقت أباهُ الإنسي فأولدها, وأخذهُ سليمان عليه السلام وحبسهُ في جزيرةٍ من جُزر البحر, وهو قولٌ لا أساس لهُ. وظنَّ البعض أنَّهُ في مثلث برمودا وربطوا بينهُ وبين اختفاء السفن والأطباق الطائرة. ورأى البعضُ أنهُ شيطانٌ تلبَّس إنساناً, كما في فلم المسيح الدجال (The Antichrist1974). ورأى البعضُ أنهُ ابن الشيطان كما في فلم الطالع (The Omen1976-2006). ونفى البعض الآخر وجودهُ الحقيقي وقالوا أنَّهُ رمزٌ يعبّرُ فقط عن الحضارة المادية الغربية والأمريكية خاصةً, أو أنَّهُ الاستعمار, أو الشر المطلق, أو الايدلوجيا الغربية, أو التلفاز وغير ذلك.  فجعلوا أوصافهُ كناية ومجازاً... وعطَّلوا الأحاديث الظاهرة وأوَّلوها من دون حجة. بل إنَّ بعض المحسوبين على الإسلام- مثل عبد الفتاح عساكر - زَعمَ أنَّ الدجالَ بدعة في دين الله لأنها تُخالف كتاب الله اخترعها الرواة, وأنّ كُلَّ الأحاديث عنهُ غير صحية سندا ومتنا. وكذلك مثل إيهاب حسن في كتابهِ استحالة ظهور المسيح الدجال, والذي توصَّل إلى ذلك من خلال إظهار تناقضات أهل الحديث في كلامهم عن الدجال؛ حسب ادعائهِ الباطل
    وأما الصحف ومنتديات الإنترنت فتارةً تقول وُلِدَ في باكستان, وانه يأكل الحصى, ويحول التراب الى ذهب وأنه سجن فانفتحت أبواب السجون لوحدها..., وتارة خرج في خُرسان.., وتارة ظهر في إسرائيل.., وعُرِضتْ صورٌ كثيرة لمُشوّهينَ خلقياً بعينٍ واحدة, قالوا أنهُ الدجال, وصورٌ أخرى لرجلٍ وَشَمَ على ظهرهِ ثلاث ستات (666) وادعى أنَّهُ الدجال ... وما إلى غير ذلك.

([21]) رواهُ ابن ماجه في سننه, وصححهُ الألباني في صحيح ابن ماجه (41), وحسنهُ المنذري في الترغيب والترهيب(1/68), وصححهُ الألباني في صحيح الترغيب(59), وصححهُ السيوطي في الجامع الصغير (6096) وصححهُ الألباني في صحيح الجامع (4369). وصححهُ محمد جار الله الصعدي في النوافح العطرة(224), وصححهُ الشوكاني في الفتح الرباني(5/2229), وصححهُ الألباني في السلسلة الصحيحة (937), وفي تخريج كتاب السنة(48 و 49).

([22]) المسيح الدجال عند اليهود أو ما يسمّونهُ الماشيح أو المسيا)  המשיח ) هو: رجل من نسل الملك داود, وهو حاكم اليهود المنتظر ليُخلِّص اليهود من ويلاتهم ليبدأ العصر المسياني؛ لأن مهمةَ المسيح حسب اعتقاد اليهود خلاص الشعب (اليهودي) وحكم العالم بشريعة صهيون, ويتخذ القدس عاصمة لمملكته، ويعيد بناء الهيكل على الصيغة اليهودية، ويحكم بالشريعتين المكتوبة والشفوية يعني التوراة والتلمود, وهو ممسوح بالمسحة المقدسة, ثمَّ تكون نهاية العالم أو التاريخ, وانتظار مجيئهِ من أهم المبادئ الثلاثة عشر التي ألفها موسى بن ميمون - أحد كبار حاخامات اليهود في العصور الوسطى - الذي يقول في كتابه "ميشنيه توراة"، في القسم المسمى "شرائع الملوك وحروبهم" , الفصل الحادي عشر: ( الملك الممسوح مقدر له إقامة واستعادة مملكة داود وإعادة أمجادها الغابرة، في سيادتها المستقلة وفي سلطتها القائمة بذاتها، وسوف يبني الهيكل أو المعبد في أوشليم, وسوف يعيد جمع شمل اليهود المشتتين في العالم معا .....وكل من لا يؤمن به أو لا ينتظر مجيئه، لن يكون فقط يتحدى ويقاوم ما قاله الأنبياء، بل سيكون رافضا للتوراة ولموسى معلما، فالتوراة تشهد له في سفر التثنية (30/3-5) "يرد الرب إلهك سبيك ويرحمك ويعود فيجمعك من جميع الشعوب الذين بددك إليهم الرب إلهك، إن يكن قد بددك إلى أقصاء السموات فمن هناك يجمعك الرب إلهك ومن هناك يأخذك ويأتي بك الرب إلهك إلى الأرض التي امتلكها آباؤك فتمتلكها ويحسن إليك ويكثرك أكثر من آباؤك". أ.هـ

   وجاء في التوراة: " يولد لنا ولد، ونعطى ابناً، وتكون الرياسة على كتفه، ويدعى اسمه عجيباً مسيراً إلهاً قديراً أباً أبدياً ". وفي (إشعيا:2/4) : " عندما سيملك المسيا ، سيتطلع إليه قادة جميع الأمم ليكون قائدهم". وفي (حزقيال:40): " سوف يعاد بناء المعبد {هيكل أورشليم} ويعاد تطبيق الشرائع التي أوقف العمل بها "  ومما جاء في التلمود: "حين يأتي المسيح تطرح الأرض رياسته. وللسلام لا نهاية على كرسي داوود ". وقد تحدث التلمود أيضاً بالطريقة نفسها التي تحدثت بها التوراة:" سيأتي المسيح الحقيقي، ويحصل النصر المنتظر، .... وتكون الأمة اليهودية آنذاك في غاية الثروة، لأنها قد حصلت على جميع أموال العالم.... وفي ذلك الزمن ترجع السلطة إلى اليهود، وجميع الأمم تخدم ذلك المسيح، وسوف يملك كل يهودي ألفين وثلاثمائة عبد لخدمته، ولن يأتي المسيح إلا بعد اندثار حكم الشعوب الخارجة عن دين بني إسرائيل ". أ.ه.

([23]) المسيح الدجال عند النَّصارى أو ما يسمّونهُ ضد المسيح ((Antichrist  ذُكِرَ في الإنجيل في رؤيا يوحنا( 13 : 1- 8): "1ثُمَّ وَقَفْتُ عَلَى رَمْلِ الْبَحْرِ، فَرَأَيْتُ وَحْشًا طَالِعًا مِنَ الْبَحْرِ لَهُ سَبْعَةُ رُؤُوسٍ وَعَشَرَةُ قُرُونٍ، وَعَلَى قُرُونِهِ عَشَرَةُ تِيجَانٍ، وَعَلَى رُؤُوسِهِ اسْمُ تَجْدِيفٍ.2 وَالْوَحْشُ الَّذِي رَأَيْتُهُ كَانَ شِبْهَ نَمِرٍ، وَقَوَائِمُهُ كَقَوَائِمِ دُبٍّ، وَفَمُهُ كَفَمِ أَسَدٍ. وَأَعْطَاهُ التِّنِّينُ قُدْرَتَهُ وَعَرْشَهُ وَسُلْطَانًا عَظِيمًا.3 وَرَأَيْتُ وَاحِدًا مِنْ رُؤُوسِهِ كَأَنَّهُ مَذْبُوحٌ لِلْمَوْتِ، وَجُرْحُهُ الْمُمِيتُ قَدْ شُفِيَ. وَتَعَجَّبَتْ كُلُّ الأَرْضِ وَرَاءَ الْوَحْشِ 4 وَسَجَدُوا لِلتِّنِّينِ الَّذِي أَعْطَى السُّلْطَانَ لِلْوَحْشِ، وَسَجَدُوا لِلْوَحْشِ قَائِلِينَ: مَنْ هُوَ مِثْلُ الْوَحْشِ؟ مَنْ يَسْتَطِيعُ أَنْ يُحَارِبَهُ؟.5 وَأُعْطِيَ فَمًا يَتَكَلَّمُ بِعَظَائِمَ وَتَجَادِيفَ، وَأُعْطِيَ سُلْطَانًا أَنْ يَفْعَلَ اثْنَيْنِ وَأَرْبَعِينَ شَهْرًا. 6 فَفَتَحَ فَمَهُ بِالتَّجْدِيفِ عَلَى اللهِ، لِيُجَدِّفَ عَلَى اسْمِهِ، وَعَلَى مَسْكَنِهِ، وَعَلَى السَّاكِنِينَ فِي السَّمَاءِ.7 وَأُعْطِيَ أَنْ يَصْنَعَ حَرْبًا مَعَ الْقِدِّيسِينَ وَيَغْلِبَهُمْ، وَأُعْطِيَ سُلْطَانًا عَلَى كُلِّ قَبِيلَةٍ وَلِسَانٍ وَأُمَّةٍ. 8 فَسَيَسْجُدُ لَهُ جَمِيعُ السَّاكِنِينَ عَلَى الأَرْضِ، الَّذِينَ لَيْسَتْ أَسْمَاؤُهُمْ مَكْتُوبَةً مُنْذُ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ فِي سِفْرِ حَيَاةِ الْخَرُوفِ الَّذِي ذُبِحَ. 9 مَنْ لَهُ أُذُنٌ فَلْيَسْمَعْ 10 إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَجْمَعُ سَبْيًا، فَإِلَى السَّبْيِ يَذْهَبُ. وَإِنْ كَانَ أَحَدٌ يَقْتُلُ بِالسَّيْفِ، فَيَنْبَغِي أَنْ يُقْتَلَ بِالسَّيْفِ. هُنَا صَبْرُ الْقِدِّيسِينَ وَإِيمَانُهُمْ.11 ثُمَّ رَأَيْتُ وَحْشًا آخَرَ طَالِعًا مِنَ الأَرْضِ، وَكَانَ لَهُ قَرْنَانِ شِبْهُ خَرُوفٍ، وَكَانَ يَتَكَلَّمُ كَتِنِّينٍ،12 وَيَعْمَلُ بِكُلِّ سُلْطَانِ الْوَحْشِ الأَوَّلِ أَمَامَهُ، وَيَجْعَلُ الأَرْضَ وَالسَّاكِنِينَ فِيهَا يَسْجُدُونَ لِلْوَحْشِ الأَوَّلِ الَّذِي شُفِيَ جُرْحُهُ الْمُمِيتُ،13 وَيَصْنَعُ آيَاتٍ عَظِيمَةً، حَتَّى إِنَّهُ يَجْعَلُ نَارًا تَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ عَلَى الأَرْضِ قُدَّامَ النَّاسِ،14 وَيُضِلُّ السَّاكِنِينَ عَلَى الأَرْضِ بِالآيَاتِ الَّتِي أُعْطِيَ أَنْ يَصْنَعَهَا أَمَامَ الْوَحْشِ، قَائِلاً لِلسَّاكِنِينَ عَلَى الأَرْضِ أَنْ يَصْنَعُوا صُورَةً لِلْوَحْشِ الَّذِي كَانَ بِهِ جُرْحُ السَّيْفِ وَعَاشَ.15 وَأُعْطِيَ أَنْ يُعْطِيَ رُوحًا لِصُورَةِ الْوَحْشِ، حَتَّى تَتَكَلَّمَ صُورَةُ الْوَحْشِ، وَيَجْعَلَ جَمِيعَ الَّذِينَ لاَ يَسْجُدُونَ لِصُورَةِ الْوَحْشِ يُقْتَلُونَ.16 وَيَجْعَلَ الْجَمِيعَ: الصِّغَارَ وَالْكِبَارَ، وَالأَغْنِيَاءَ وَالْفُقَرَاءَ، وَالأَحْرَارَ وَالْعَبِيدَ، تُصْنَعُ لَهُمْ سِمَةٌ عَلَى يَدِهِمِ الْيُمْنَى أَوْ عَلَى جَبْهَتِهِمْ،17 وَأَنْ لاَ يَقْدِرَ أَحَدٌ أَنْ يَشْتَرِيَ أَوْ يَبِيعَ، إِّلاَّ مَنْ لَهُ السِّمَةُ أَوِ اسْمُ الْوَحْشِ أَوْ عَدَدُ اسْمِهِ.18 هُنَا الْحِكْمَةُ! مَنْ لَهُ فَهْمٌ فَلْيَحْسُبْ عَدَدَ الْوَحْشِ، فَإِنَّهُ عَدَدُ إِنْسَانٍ، وَعَدَدُهُ: سِتُّمِئَةٍ وَسِتَّةٌ وَسِتُّونَ ".

    وهو هُنا المسمَّى بالوحش, وهو يتكلم على الله بالفظائع, ويحارب قدِّيسي السماء, ويكون حاكم الإمبراطورية الرومانية الحديثة - أي السابعة - كما يرى بعض مفسريهم. ويتوقّعون خروجهُ بعد ظهور هذهِ الإمبراطورية - الاتحاد الأوروبي- أنظر (دانيال 24:7-25 ورؤيا 17:7). وإن الكتاب المقدس - حسب قول الدكتور القس نبيل أسعد عن علامة الوحش في (رؤيا16:13-18 ؛ 9:14، 10) - يكلمنا عن نهاية العالم وأنه سوف تُقام حكومة واحدة يرأسها ديكتاتور يُدعى بعدة أسماء مثل الوحش أو إنسان الخطية أو ضد المسيح أو المسيح الدجال أو المقاوم. أ.ه  ويقوم بإتباع نظام جديد للسيطرة على اقتصاد العالم (النظام العالمي الجديد)، وفي نهاية زمنهِ يأتي المسيح المخلّص في مجيئه الثاني ليضع حداً له ويقيم مملكته الموعودة التي وعد بها.

    وهو هُنا المسمَّى بالوحش, وهو يتكلم على الله بالفظائع, ويحارب قدِّيسي السماء, ويكون حاكم الإمبراطورية الرومانية الحديثة - أي السابعة - كما يرى بعض مفسريهم. ويتوقّعون خروجهُ بعد ظهور هذهِ الإمبراطورية - الاتحاد الأوروبي- أنظر (دانيال 24:7-25 ورؤيا 17:7). وإن الكتاب المقدس - حسب قول الدكتور القس نبيل أسعد عن علامة الوحش في (رؤيا16:13-18 ؛ 9:14، 10) - يكلمنا عن نهاية العالم وأنه سوف تُقام حكومة واحدة يرأسها ديكتاتور يُدعى بعدة أسماء مثل الوحش أو إنسان الخطية أو ضد المسيح أو المسيح الدجال أو المقاوم. أ.ه  ويقوم بإتباع نظام جديد للسيطرة على اقتصاد العالم (النظام العالمي الجديد)، وفي نهاية زمنهِ يأتي المسيح المخلّص في مجيئه الثاني ليضع حداً له ويقيم مملكته الموعودة التي وعد بها.

([24]) في عقيدة يهودية مسيحية مشتركة، يؤمنون بـِ ( هرمجدون أو أرمجدون) بصدام بين الخير والشر، لتكون المعركة الفاصلة النهائية بين الله والشيطان في منطقة مجدو أو جبل مجدو أو وادي مجدو في فلسطين في مرج ابن عامر, واسمها الآن تل المستلم, وهو غرب نهر الأردن بحوالي 40 كيلومتراً، وهي معركة نهاية العالم حسب قولهم.

([25]) المُتَنَبِّئ الفرنسي اليهودي الأصل ميشيل نوستراداموس المولود في القرن السادس عشر (1503م) في مدينة سان ريمي في فرنسا, وقد تأثر بجده الذي علمهُ قواعد اللاتينية والإغريقية والعبرية وأصول الرياضيات والتنجيم, ألّف كتابهُ المشهور (القرون), ونشرهُ لأول مرة في عام 1555م, وهو كتاب التنبؤات الذي كتب فيه التنبؤات على شكل مقاطع شعرية من أربعة أبيات مبهمة المعاني ومليئة بمختلف المصطلحات من لغات متعددة مثل اللاتينية والإيطالية وغيرها ... وذلك لإخفاء المعنى عن العامة من الناس, وحتى لا يقع في قبضة محاكم التفتيش التي كانت تحرق كل من يدّعي الكهانة والسحر, ومات سنة 1566م. وقد تنبَّأ بولادة ابن الشيطان (الدَّجال) وعلى جسدهِ علامة من ثلاث ستات.

([26]) فلم الطالع أو النذير (The Omen) : سلسلة مُكوَّنة من خمسة أجزاء, وهي من أفلام الرعب, الجزء الأول كان عام 1976م, والثاني عام 1978م, والثالث 1981م, والرابع 1991م, والخامس 2006م, والأخير هو الأهم بينها, وفكرة  كاتب السيناريو (ديفيد شيلتزر) تعتمدُ على ما جاء في الكتاب المقدس - الإنجيل والتوراة وتفسيراتهما - من أن موعد ولادة المسيح الدجال يكون في 6/6/2006م, وبالاعتماد على تنبؤات الفرنسي اليهودي حيث ستظهر على جسد المولود علامة من ثلاث ستات متصالبة, ويقول الفلم أنَّ ولادتهُ تكون بعد قيام إمبراطورية الروم مرة أخرى (الاتحاد الأوروبي). وعودة اليهود لجبل صهيون (احتلال فلسطين). وانهيار برجي مبنى التجارة العالمي. وإعصار كاترينا وفيضانات تسونامي. وسيطرة اتباع الشيطان على الأخيار في العالم كالحروب والقتل والتعذيب. وبعد أن يرى قساوسة مرصد الفاتيكان مذنباً متجهاً للأرض يهرعون إلى البابا ليخبروه باكتمال إشارات قدوم الدَّجال إلى الأرض ليدمر الدين. وعلى ذلك يقرر الكهنة قتل هذا الدجال في مهده. ولكنَّ هذا الطفل (دميان) وبعد أن يبلغ الخامسة من عمرهِ يكون السبب بانتحار مربيته, وقتل أمه الحامل التي تحذر زوجها من (دميان) قبل موتها. ويصل إلى أبيهِ بالتبنّي أحد الكهنة ويخبره بأمر ابنهِ (أنهُ ابن الشيطان), ويموت هذا الكاهن بسقوط صليب ضخم عليه من الأعلى أثناء دخوله للكنيسة هاربا من الأشباح والعواصف... ويكتشف الأب حقيقة حكاية ابنه الشرير الذي يتربص بالبشرية, ويذهب إلى فلسطين لمقابلة الرجل الذي يعرف الكثير عن المسيح الدجال ومعركة هرمجدون والذي يعلم الطريقة المناسبة لقتلهِ, ويفشل الأب لتكون النهاية مفتوحة لجزءٍ سادسٍ.....

([27]) فلم المسيح الدجال (The Antichrist) : هو فلم رعب أنتج عام 1974م, وأحداثهُ عن دخول الشيطان إلى جسم الإنسان ( التلبّس أو المسّ) ومحاولة رجال الدين والعلم إخراجهُ.